الجمعة, سبتمبر 20

“الهدهد” يغزو الاراضي المحتلة.. جهوزية المقاومة تُضعف إحتمالات الحرب!

أنصت الاسرائيليون مساء أمس بشكل جيد لخطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، وإستنتجت وسائل إعلامهم أنه “من أقوى الخطابات التي أطل بها منذ زمن بعيد”، بعدما وضع النقاط على الحروف وكشف ما يسمح الميدان بكشفه من قدرات وإمكانات وتطور تكنولوجي وأسلحة نوعية وصواريخ دقيقة من شأنها مجتمعة أن تؤلم العدو، الذي أكد نصرالله انه اذا أقدم على حماقة الحرب المفتوحة فإننا سنقاتل من دون سقوف ومن دون أية تحفظات.

تهديدات نصرالله جاءت للجم إعتداءات العدو الاسرائيلي، وتهديداته للبنان سواء بالمباشر او من خلال موفدين دوليين، ولتصويب الحراك الأميركي بضرورة معالجة الفعل الاسرائيلي وليس ردات فعل المقاومة، وبالتالي الضغط على العدو لإيقاف الحرب على غزة والتي من شأنها ان تبرّد كل الجبهات الأخرى.

كثيرة هي المعطيات التي فاجأ بها السيد نصرالله العدو الاسرائيلي ومن يدعم توجهاته، لجهة:

أولا: الغزو الكبير الذي قامت به طائرات “الهدهد” الاستطلاعية في الاراضي الفلسطينية المحتلة وما عادت به من معلومات وصور وإحداثيات والتأكيد بأن ما تم عرضه للاعلام هو غيض من فيض ما تمتلكه المقاومة من هذه المعلومات عن شمال فلسطين وعن حيفا وعن ما بعد بعد حيفا، حيث تشير المصادر الى أن المقاومة بات لديها كل ما تريد أن تعرفه عن منشآت ومواقع العدو العسكرية والمدنية والاستراتيجية.

ثانيا: إعلان السيد نصرالله ان المقاومة تجاوزت عدد المئة الف مقاتل مقاوم، وان بعض البلدان المجاورة عرضت عليها إرسال عشرات الآلاف من المقاتلين، لكن الحزب رفض ذلك كونه لديه إكتفاء ذاتي بالمقاتلين، الا أن إعلان السيد يؤكد في الوقت نفسه أن أي حرب قد يشنها العدو على لبنان لن تبقى محلية أو محصورة بل هي ستشمل المنطقة برمتها وستتحول الى حرب إقليمية.

ثالثا: التطور العسكري المتنامي للمقاومة والذي لم يستخدم منه سوى النذر اليسير، حيث زاد السيد نصرالله “من الشعر بيت”، بتأكيده وصول أسلحة جديدة ومتطورة للمقاومة.

رابعا: حرص السيد على إدخال البحر في المعركة المفتوحة في حال حصولها وذلك في تهديد واضح وصريح لكل داعمي اسرائيل، بأنه كما تم إغلاق البحر الأحمر أمام حركة الملاحة المتعلقة بالدول الداعمة لاسرائيل، فإن المقاومة قادرة على تعطيل الملاحة في البحر الأبيض المتوسط، الأمر الذي سيؤدي الى شلل إقتصادي تجاري في منطقة الشرق الأوسط.

خامسا: تحذير قبرص ودول الاقليم بأن كل من يقدم الدعم لإسرائيل أو يفتح مجالاتها الجوية لها سيتم التعامل معه كشريك في العدوان على لبنان.

بحزم وحسم تحدث السيد نصرالله يوم أمس، مؤكدا أن المقاومة لا تمزح وهي جاهزة للحرب في حال أرادت إسرائيل ذلك، الأمر الذي قد يساهم في تفعيل حركة المفاوضات، خصوصا وبحسب المعلومات فإن الأميركي يسعى الى تهدئة العمليات العسكرية في مختلف الجبهات لتسويق مشروع الرئيس جو بايدن ولإقناع حماس بالقبول به، خصوصا أن أميركا تدرك بأن إسرائيل غير قادرة على خوض الحرب مع لبنان، ولو كانت مستعدة لذلك، لما إنتظرت ولما سألت عن مفاوضات أو وساطات، تماما كما كانت تفعل من قبل، لكن قوة المقاومة وتوازن الرعب الذي تعززه يوما بعد يوم هو الذي يتحكم بالميدان الذي تُسمع فيه ترددات التهديدات الاسرائيلية للبنان والتي يراد منها فقط حفظ ماء الوجه في المجتمع الاسرائيلي الذي فقد ثقته بالمنظومات السياسية والعسكرية والاستخبارية.

أمام هذا الواقع، تستبعد مصادر متابعة توسيع الحرب الدائرة في الجنوب في ظل عجز إسرائيلي، وعدم تغطية أميركية، ورفض دولي، وجهوزية المقاومة التي تتمتع بالقدرة العسكرية وبالحكمة والوعي، والحرص على حماية لبنان وتجنيبه ويلات الحرب.

غسان ريفي – سفير الشمال

Leave A Reply