اجتاح الحر لبنان بقوة منذ أسابيع، والى جانب التكييف والمياه المثلجة يعتمد اللبنانيون على “البوظة” كسلاح لمكافحة هذا “الشوب”. وفي إطار الجولات التي يقوم بها مراقبو وزارة الاقتصاد والتجارة – مصلحة حماية المستهلك، في مختلف الأراضي اللبنانية على المحال والمؤسسات، ومن ضمنها المطاعم ومحال الحلويات، كانت لافتة تلك التي قام بها مراقبو مصلحة الاقتصاد في الجنوب على معامل ومحال “البوظة” والعصائر. وبحسب المعلومات تم سحب 12 عينة للتحليل الجرثومي، وبعد صدور النتائج تبين وجود ثلاث عينات غير مطابقة لناحية وجود بكتيريا “total coliform – total viable count- staphyloccocus”. ونظمت محاضر ضبط بحق المخالفين وطلب منهم وقفف العمل بالأصناف غير المطابقة ومباشرة تصحيح الخلل خصوصاً لجهة صيانة فلاتر المياه وغسل الفواكه وتعقيمها وفقاً للأصول ليصار الى اعادة سحب عينات جديدة وذلك تحت اشراف رئيسة مصلحة الاقتصاد في الجنوب المهندسة ميساء حدرج.
وفي حديث مع موقع “لبنان الكبير” توضح المهندسة حدرج، أنه تبين بنتيجة العينات وجود بكتيريا “staphyloccocus”، وهذه البكتيريا هي نتيجة غياب النظافة الشخصية لدى الموظفين. وعندما تكون نسبة هذه البكتيريا عالية، فهذا يدل على أن الموظفين اما لم يغسلوا أيديهم جيداً ولم يستخدموا القفازات، أو أنهم “يسعلون ويعطسون” فوق الطعام أو ما يتم تحضيره من دون ارتداء كمامة على الأقل.
وتشير حدرج في حديثها عن بكتيريا “total coliform”، الى أنها تكون عبارة عن براز حيواني على الأرجح من الفراولة، وبحسب العينات التي تم أخذها جميعها وكانت نتيجتها وجود هذه البكتيريا فانها تتضمن الفراولة، وهذا يعود الى ري الفريز بمياه الصرف الصحي، بحسب توقعات حدرج. وتلفت الى أن عينات الفريز ستفحص للوصول الى نتيجة أكثر بهذا الخصوص.
وللتعرف أكثر الى هذه البكتيريا، يقول أحد أطباء الطوارئ لموقع “لبنان الكبير”: “انها عبارة عن مجموعة من البكتيريا المتشابهة التي تستخدم كمؤشرات لجودة المياه واحتمالية وجود كائنات دقيقة ممرضة، وان وجودها في الماء يشير إلى احتمالية تلوث الماء بالفضلات، ما يعني احتمال وجود كائنات ممرضة مثل الفيروسات، البروتوزوا والبكتيريا الضارة”.
ويضيف: “ان هذه البكتيريا موجودة بصورة طبيعية في التربة والنباتات وأمعاء الحيوانات ذات الدم الحار، ومن الممكن أن تنتقل من خلال شرب الماء الملوث أو استخدام المياه الملوثة في الطهي أو الغسيل، وعن طريق تناول الأطعمة التي تم غسلها أو ريّها بالمياه الملوثة، وأيضاً عن طريق الاتصال المباشر بالبراز أو التربة الملوثة”.
ويؤكد أنها تسبب آلاماً في البطن واسهالاً وغثياناً وتقيؤاً ومشكلات أخرى في الجهاز التنفسي.
حسين زياد منصور – لبنان الكبير