كتبت صحيفة “الأنباء” تقول:
بعدما تصدّرت التهديدات لقبرص واجهة الأحداث السياسية، استنفرَ الاتحاد الأوروبي للدفاع عنها، مؤكداً عدم السماح بالتعرّض بأعمال عدائية من أية جهة كانت، محمّلاً إيران مسؤولية المسّ بأمن قبرص لأن حزب الله، برأي الأوروبيين، لا يمكن أن يشن أي هجوم ضدها أو ضدّ البوارج الحربية لزعزعة الأمن في شرق البحر المتوسط من دون ضوء أخضر إيراني.
وبالتالي على إيران التي تُفاوض الإتحاد الأوروبي للإفراج عن أموالها المجمّدة في المصارف الأوروبية والإفراج عن السجناء الإيرانيين في السجون الأوروبية ومطالبة الأوروبيين مساعدتهم في مفاوضات الملف النووي المتنازع عليه بين إيران من جهة والولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي من جهة ثانية، فإنَّ كلّ الأمور قد تتوقف في حال تعرّض قبرص لأي اعتداء.
في السياق، استبعدت مصادر أمنية في اتصال مع “الأنباء” الإلكترونية قيام حزب الله بأي عمل تجاه قبرص في الوقت الحاضر لأن “الحزب” يُدرك أهمية هذه الدولة ودورها في موضوع إيصال المساعدات الانسانية إلى رصيف غزة لتوزيعها على النازحين الفلسطينيين في القطاع. وبرأيي المصادر، فإنَّ تهديدات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله فتحت الباب أمام ملاحقة جميع الناشطين والمؤيدين لحزب الله المقيمين في قبرص وفي الدول الاوروبية ووضعهم تحت المراقبة تحسباً من قيامهم بأعمال تخلّ بأمن الدول التي يتواجدون فيها.
إلى ذلك، لفتت مصادر دبلوماسية عبر “الأنباء” الإلكترونية إلى أن وزير الخارجية الاميركي أنتوني بلينكن بحث مع مسؤول الامن القومي الاسرائيلي تساحي هنغبي ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر أهمية تجنب المزيد من التصعيد مع حزب الله وضرورة التوصل لحل دبلوماسي مع لبنان، كما ضرورة تطبيق القرار 1701 والوصول إلى وقف اطلاق النار في رفح وتحرير الأسرى الإسرائيليين لدى حماس.
ومع ارتفاع منسوب الاعتداءات الإسرائيلية بشكل صارخ جنوباً، مستهدفةً القيادات الحزبية، أشار النائب السابق عاصم عراجي إلى أن كل من اسرائيل وحزب الله يمارسان التصعيد كل على طريقته ولن يقتصر الامر على خطاب نصرالله وحده فكل يوم نسمع تهديداً إسرائيلياً بتدمير لبنان، ما يعني ان الطرفان يتخوفان من حرب شاملة وخروج المواجهات عن معادلة قواعد الاشتباك.
عراجي وفي حديث مع جريدة “الأنباء” الالكترونية اعتبر أن الولايات المتحدة الاميركية تعارض بشدة توسيع الحرب على الحدود بين لبنان واسرائيل، إذ إن ذلك يسمح بفتح جبهات جديدة كجبهة الجولان أو غيرها، واضعاً كلام نصرالله عن قبرص بمثابة تحذير لعدم استخدام المرافق العسكرية القبرصية ضدّ الدول العربية كما جرى في الماضي، لافتاً إلى أن هذا الامر تمت معالجته من خلال التواصل الذي تم بين حكومتي البلدين، بحيث أن لا مصلحة لقبرص اقحام نفسها في هذا الصراع، حسب رأيه.
وإذ أبدى عراجي تخوفاً من أن يلجأ نتنياهو إلى توريط أميركا بحرب إقليمية في المنطقة من خلال تحويل المواجهات في الجنوب إلى حرب شاملة كما فعل في غزة ورفح، اعتبرَ أن جنون نتنياهو قد يضع المنطقة على كف عفريت قياساً الى ما يفعله في غزة، إذ إنه الممسك بالقرار الاسرائيلي مع مجموعة من المتطرفين اليهود في أحزاب اليمين الذين ما زالوا ينادون باسرائيل الكبرى من الفرات الى النيل.
وعلى وقع التهديدات بحرب شاملة، فإنَّ البعض لا يزال مصراً على عرقلة الملف الرئاسي وربطه بالحرب المندلعة في الجنوب كما في غزة، في حين أن لبنان أحوج ما يكون اليوم لإنقاذه وتحييده عن الصراعات الاقليمية والدولية.