ليس الحديث عن استمرار توافد اللبنانيين والعرب إلى لبنان عبر مطار بيروت بالشعارات، ولا يأتي طبعاً في سياق المواساة. فالأرقام تثبت أن أعداد الوافدين في شهر حزيران من هذا العام، عام الحرب اللبنانية الاسرائيلية، تفوق تلك التي تم تسجيلها في شهر حزيران الماضي. وأكثر من ذلك، تستمر أعداد الطائرات الآتية إلى مطار بيروت بالتزايد منذ ما قبل البلبلة التي أحدثها مقال التليغراف البريطانية وحتى اللحظة. لم تتراجع أعداد الوافدين إلى لبنان ولم تشهد حركة المسافرين أي إلغاء لرحلات أو حتى أفراد، فأرقام المطار تشهد تصاعداً مستمراً و”كأن الحرب والتشويش الإعلامي على أمن المطار لم يكن”، على ما يقول مسؤول في مطار بيروت في حديث لـ”المدن”.
الأرقام حاسمة
وحسب الأرقام الإحصائية التي حصلت عليها “المدن”، لعدد الركاب الوافدين عبر مطار بيروت، تبيّن أن عدد الوافدين خلال شهر حزيران عام 2024 حتى يوم 24 ضمناً بلغ 321816 راكباً. أما في شهر حزيران 2023 حتى يوم 24 ضمناً فبلغ317167 راكباً. أي بزيادة بلغت نحو 4649 راكباً خلال حزيران الحالي. ومن المتوقع أن يزيد العدد أكثر في الأيام الأخيرة من الشهر الحالي.
وكان لافتاً تسجيل شهر حزيران الحالي عدد وافدين يتجاوز المعدلات اليومية. وبلغ في بعض الأيام 17 ألفاً و20 ألفاً.
كما أن موسم الذروة لم يبدأ بعد، بحسب المدير العام للطيران المدني فادي الحسن، الذي توقع أن تزيد أعداد الوافدين أكثر، لافتاً إلى أنه لم يكن متوقعاً أن تكون الحركة مرتفعة في هذا الوقت من السنة.
وأكد رئيس اتحاد النقل الجوي في لبنان علي محسن في حديث لـ”المدن”، أن المعدل الوسطي للطيران بلغ نحو 100 رحلة يومياً، وأحياناً يرتفع المعدل إلى 120 رحلة أو ينخفض إلى 95 فقط. موضحاً أن معدل الرحلات اليومية يقارب كثيراً العام الفائت وربما أفضل، في إشارة إلى أن اللبنانيين المغتربين لم يكترثوا لحال الحرب الدائرة منذ 7 تشرين الفائت وحتى اليوم.
ما بعد تقرير التلغراف
ولم تردع البلبلة الإعلامية التي أعقبت تقرير تليغراف البريطانية المغتربين وعموم الوافدين من تمضية إجازاتهم في البلد. إذ لم تشهد حركة الحجوزات أي حالات إلغاء إن لرحلات أو لركاب. وحسب محسن، فإن الحجوزات عبر شركة طيران الشرق الأوسط مكتملة حتى شهر تشرين المقبل، وتتوزع كما السنوات السابقة على 80 في المئة من المغتربين اللبنانيين و20 من العرب والأجانب.
من جهته، رئيس نقابة أصحاب مكاتب السياحة والسفر، جان عبود، لفت إلى أنه “مع اقترابنا من فصل الصيف، ابتداءً من 4 و5 تموز، ستكون حركة المطار في ازدياد وسترتفع الحجوزات والملاءة ستكون 100 في المئة، حيث أن حركة الوافدين ستتعدى الـ12 والـ13 ألف راكب يومياً، مشيراً إلى أن “هناك مؤشرات إيجابية جداً لوضع طائرات إضافية ليصبح العرض موازياً للطلب”.
وتمنى عبود أن يكون الصيف واعداً، وأن تكون حركة المغتربين وحركة اللبنانيين الذين يعملون في الخارج في ازدياد، وبالتالي استمرار قدومهم إلى لبنان ودعم اقتصاد البلد وماليّته.
تطمينات رسمية
وكان الحسن قد طمأن في حديث إلى وكالة “سبوتنيك” إلى الإجراءات الأمنية القائمة في المطار، لاسيما بعد دعوة السفراء المعتمدين في لبنان إلى القيام بجولة للاطلاع على الإجراءات الأمنية المعتمدة في المطار يوم أمس. كما علّق الحسن على موضوع التشويش الإسرائيلي على نظام “GPS”، مؤكداً أن “الطائرات تهبط في مطار رفيق الحريري بالاعتماد على تجهيزات الملاحة الأرضية”.
وأردف أنه “من المهم اليوم أن يتوفر للطيار وسيلتان للهبوط في أي مطار. الأولى هي الإشارة التي يلتقطها جهاز GPS في الطائرة عبر الأقمار الصناعية، والتي تشهد تشويشاً منذ آذار الماضي وحتى يومنا هذا على صعيد المنطقة. الوسيلة الأخرى هي اعتماد الطيار على أجهزة الملاحة الأرضية الموجودة في المطار، والتي نعتمد عليها اليوم ولم نسجل أي حادث أو خلل”.
وتابع، “يجب أن يكون هناك وسيلتان للهبوط، وهذا ما طالبنا به سواء من خلال الشكوى التي تقدم بها مجلس الوزراء بشكل رسمي، أو عبر الاجتماعات التي أجراها وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية مع منظمة الطيران المدني الدولي”.
ولفت الحسن إلى أنه “ومنذ الآن وحتى حينها، ووفقًا لمعايير السلامة المعتمدة عالمياً، تهبط الطائرات في مطار بيروت (مطار رفيق الحريري الدولي) باستخدام تجهيزات الملاحة الأرضية”.
عزة الحاج حسن – المدن