الجمعة, نوفمبر 22
Banner

هل واشنطن قادرة على ثني إسرائيل عن حرب شاملة؟

يصرّ معظم القوى السياسية والحزبية وسفراء حاليون وسابقون، على أن الولايات المتحدة الأميركية لا تريد الحرب، وتسعى مع إسرائيل إلى ثنيها عن القيام بأي مغامرة غير محسوبة تجاه لبنان، وتاليا تسعى للتوصل إلى هدنة في غزة، من الطبيعي أن تنسحب تلقائياً على الجنوب، باعتبار أن موقف “حزب الله” واضح وثابت، ولن يوقف المواجهة مع إسرائيل قبل أن توقف الأخيرة حربها على غزة.

هذا ما أبلغه رئيس مجلس النواب نبيه بري، نيابة عن “حزب الله”، إلى الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، الذي كان حازماً وفق معلومات موثوق بها، نقلاً عن أحد أصدقائه اللبنانيين، في تحذيره إسرائيل ودعوتها إلى تسهيل التوصل إلى هدنة في غزة، ووقف تصعيدها في القرى والبلدات الجنوبية وكل الاعتداءات.

السؤال: هل الولايات المتحدة قادرة على لجم إسرائيل عن عدوانها على لبنان وغزة؟ تاريخيا، لم يسبق للولايات المتحدة أن تخلت عن إسرائيل يوماً في كل حروبها في إطار الصراع العربي-الإسرائيلي، من حرب تشرين 1973 وما قبلها من اعتداءات على مصر وسوريا والأردن وصولاً إلى لبنان، إذ غطّت الولايات المتحدة الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، ناهيك بأنه بعد عملية 7 أكتوبر أنشأت واشنطن جسراً جوياً مع تل أبيب ومدّتها بالسلاح والذخيرة، إلى موافقة الكونغرس الأميركي على الدعم المالي والعسكري للحكومة الإسرائيلية. فهل الولايات المتحدة ضد الحرب فعلا، وتجهد للجم إسرائيل عن القيام بأي عمل عسكري أو دخول الحرب الشاملة؟ وهل هي حقا مستاءة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؟

السفير اللبناني السابق في واشنطن أنطوان شديد يقول لــ”النهار”، إن الولايات المتحدة “تمارس ضغوطاً كبيرة على إسرائيل لثنيها عن الحرب الشاملة، وهذا ما يقوم به كبار المسؤولين الأميركيين حتى خلال زيارة بعض الرسميين الإسرائيليين، وآخرهم وزير الدفاع الإسرائيلي، وقد مورست ضغوط عليه من المسؤولين الأميركيين لوقف الاعتداءات في الجنوب وغزة، ومن ثم منع الحرب الشاملة، إضافة إلى دينامية الموفد الأميركي هوكشتاين الذي كان له دور في الضغط على إسرائيل للجمها عن أي عدوان قد تقوم به”. وفي اعتقاده أن “هذه الضغوط الأميركية، معطوفة على الدور الأوروبي، أدت إلى منع الحرب الشاملة، وهو العنوان الأبرز، باعتبار أن واشنطن لا تريد الحرب وتمارس ضغوطها على المسؤولين الإسرائيليين”.

لكن شديد يسأل: “هل عدم عودة هوكشتاين من تل أبيب إلى بيروت تعني مناورة أم أنها فشل؟ باعتبار أن رئيس مجلس النواب نبيه بري قال له، اذهب الى تل أبيب “ورجاع لعنا”، أي أن بري ترك الباب مفتوحاً”.

وعن زيارة نتنياهو المرتقبة لواشنطن يقول: “ذلك يذكرني بأنه سبق أن تحدى البيت الأبيض عندما كان باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة، والتاريخ يعيد نفسه عبر زيارته خارج إطار البيت الأبيض للكونغرس ليلقي كلمة، إنما أعود وأشدد على أن المعلومات تشي بأن هناك ضغوطا أميركية كبيرة، والولايات المتحدة قادرة على الاضطلاع بدور في هذا الإطار من خلال موقعها وعلاقتها بإسرائيل”.

وماذا عن تأثير الاستحقاق الرئاسي الأميركي على مجريات الحرب؟ يؤكد شديد أن “ليس من مصلحة الرئيس الحالي جو بايدن حصول الحرب الشاملة، فهو يمارس ضغوطه على إسرائيل، وعلى الصعيد الانتخابي فقد فاز بأصوات العرب. لذا، لا سياسياً ولا ديبلوماسياً ولا انتخابياً تناسبه الحرب الشاملة، وعلى هذا الأساس يقوم بدوره، إضافة إلى مبعوثه إلى المنطقة هوكشتاين، الذي اضطلع بدور بارز ولا يزال يقوم باتصالاته على خط تل أبيب-بيروت لتلافي الحرب الشاملة.

ويخلص شديد الى القول: “حتى الساعة لا تزال الأمور ضمن قواعد الاشتباك، على الرغم من تخطيها في البقاع وسواه، إنما بفعل الاتصالات الأميركية والضغوط التي تمارس على إسرائيل، أعتقد أن رقعة الحرب لن تتوسع لأن من شأنها أن تشعل المنطقة برمتها، ولكن تبقى الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات في حال قيام إسرائيل بأي عدوان وتخطيها قواعد الاشتباك وقصف أي منشآت مدنية وحيوية. الضغوط الأميركية مستمرة على أكثر من خط وعلى أعلى المستويات، ولكن أعود وأسأل لماذا لم يعد هوكشتاين إلى بيروت؟ ما يعني تكراراً، هل فشل في إسرائيل أم ثمة مناورة ما؟”.

 وجدي العريضي – النهار

Leave A Reply