السبت, يونيو 29

غالانت في واشنطن والهستيريا في تل أبيب!.؟

بعيداً عن مناورات الحرب النفسية التي يشنها العدو الإسرائيلي ضد لبنان، والتي بلغت ذروتها في التقرير المفبرك للصحيفة البريطانية «التلغراف» عن وجود أسلحة ثقيلة وصواريخ لحزب الله في مطار رفيق الحريري الدولي، اتجهت الأنظار إلى واشنطن لمتابعة نتائج لقاءات وزير الحرب الإسرائيلي غالانت مع المسؤولين الأميركيين، خاصة في البنتاغون مع الوزير الأميركي أوستن، وفي البيت الأبيض مع الوسيط الرئاسي آموس هوكشتاين، الذي يقوم بمساعي لتبريد الجبهة الإسرائيلية مع لبنان.

لم يعد خافياً أن غالانت يحاول إخماد التوتر الذي ساد الإتصالات الأخيرة بين الرئيس الأميركي بايدن، ورئيس الحكومة الإسرائيلية نتانياهو، والقيام بدور المسؤول الإسرائيلي الأكثر تفهماً للمواقف الأميركية المطالبة بوقف الحرب في غزة، وعدم الإنزلاق إلى متاهات حرب شاملة مع لبنان، وذلك بالمقارنة مع مواقف رئيسه في الليكود، وحلفائه من وزراء اليمين المتطرف، وخاصة بن غفير وسيمورتش، الذين ينادون بإحتلال دائم لغزة، وطرد أهلها الفلسطينيين.

زيارة الوزير الليكودي إلى واشنطن، حاملاً طموحه بالحلول مكان نتانياهو على رأس الحكومة التي ستخلف الحكومة الحالية بعد إنتهاء الحرب، أثارت مزيجاً من الهواجس والإرباك، في الدوائر المحيطة بنتانياهو، الذي قطع جسور التواصل مع بايدن وإدارته الديموقراطية، مراهناً على فوز ترامب في السباق الرئاسي الأميركي، بعدما إتهمه رئيس البيت الأبيض بالعمل على إفشال حملته في الإنتخابات الرئاسية.

أما باقي بنود أجندة الزيارة فتتمحور حول شحنات الأسلحة الأميركية المتأخرة، ومن بينها ٣٥٠٠ قذيفة وصاروخ لسلاح الجو الإسرائيلي، إلى جانب البحث في خطوات إنهاء الحرب في غزة، وتجنب إندلاع حرب شاملة في الشمال مع لبنان.

والمعلومات المسربة من واشنطن تُفيد أن هوكشتاين إصطدم مع نتانياهو في زيارته الثانية إلى تل أبيب، قادماً من بيروت طارحاً إقتراحاً بوقف إستخدام المسيّرات من جانبي النزاع على الحدود اللبنانية، كخطوة أولى لتطويق التصعيد الأخير، وتخفيف التوتر الذي أثار قلق الدول الأوروبية المشاركة في قوات اليونفيل.

الوسيط الأميركي عاد فوراً إلى واشنطن دون أن يُفلح في إبعاد شبح الحرب على الجبهة الشمالية، تاركاً الطرف الإسرائيلي أسير الخلافات الداخلية، وبإنتظار زيارة غالانت إلى واشنطن، وما قد تحمله من مواقف أكثر ملاءمة للتوجهات الأميركية.

نتائج محادثات منافس نتانياهو على رئاسة الحكومة العتيدة في تل أبيب ستحدد إتجاه رياح المنطقة، التي تسيطر عليها هبّات باردة تارة، وتيارات ساخنة تارات أخرى.

فهل تستطيع واشنطن لجم لهب الحرب التي تهدد المنطقة بأسرها، أم أن هستيريا الحروب المهيمنة على نتانياهو وحكومته ستطيح بكل المساعي الأميركية؟

صلاح سلام – اللواء

Leave A Reply