يعيش القطاع السياحي في لبنان حالة صعبة منذ بدء الأزمة الاقتصادية عام 2019، فاقمها تفشي وباء كوفيد-19، ثم انفجار مرفأ بيروت صيف 2020، واليوم تداعيات الحرب في قطاع غزة وخصوصاً حالة الحرب القائمة على الحدود اللبنانية الجنوبية مع فلسطين المحتلة.
ومع كل محطة سياسية أو أمنية أو اقتصادية، ينتظر القطاع السياحي تداعياتها من خلال حجوزات الطيران، في الوقت الذي حذرت فيه دول عربية وأوروبية رعاياها من السفر إلى لبنان وطالبتهم بالعودة الفورية لا سيما بعد تقرير “التلغراف” عن وجود أسلحة في مطار رفيق الحريري الدولي على الرغم من تأكيدات المسؤولين اللبنانيين القيّمين على المطار أن الوضع الأمني فيه مستتب لآخر حدود، وأن ما تم تدواله في التقرير هو محض تزوير للحقائق.
وأكد رئيس نقابة أصحاب مكاتب السياحة والسفر جان عبود أن “حجوزات السفر الى لبنان لا تزال على نحو تصاعدي، وحركة المطار لم تتراجع، لا بل على العكس فهي في تزايد”.
وقال في بيان: “مع إقترابنا من فصل الصيف، إبتداءً من 4 و5 تموز، حركة المطار ستكون في إزدياد وسترتفع الحجوزات والملاءة، وستكون 100%، بحيث أن حركة الوافدين ستتعدى الـ12 والـ13 ألف راكب يومياً، وعدد الطائرات سيتعدى الـ 80 و85 طائرة يومياً”. وأشار إلى أن “هناك مؤشرات إيجابية جداً لوضع طائرات إضافية ليصبح العرض موازياً للطلب”.
الأشقر: وضع الفنادق سيئ
أما رئيس اتحاد النقابات السياحية في لبنان ونقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر فأوضح عبر “لبنان الكبير” أن “الطائرات مليئة باللبنانيين وليس بالسياح، وهناك 450 ألف لبناني موجودون في الخليج العربي وحوالي 350 ألف لبناني في إفريقيا يعني مجموع 800 ألف لبناني يملكون منازل في لبنان، في حال قرروا المجيء إلى بلدهم سينزلون فيها، وستكون الفترة محصورة بين 20 و25 يوماً في أول الصيف وسيغادرون في الفترة نفسها، لهذا السبب نلاحظ ازدحاماً كبيراً في الطائرات القادمة إلى لبنان”.
ونفى الأشقر الأخبار المتداولة عن نسب السيّاح، معتبراً أن “الوضع ليس طبيعياً والأخبار غير دقيقة، ومنذ ٩ تشرين الأول نحن نعيش حالة حرب وكل دول العالم طلبت من رعاياها عدم التوجه إلى لبنان، وبالأمس اتصلت السفارة الكويتية برعاياها وطلبت منهم المغادرة وبالفعل غادروا فوراً”، مؤكداً أن “الظروف صعبة جداً خصوصاً علينا ونحاول المقاومة قدر المستطاع ليقف قطاع الفنادق على رجليه، وأوضاع الفنادق هذا العام لا يمكن مقارنتها حتى مع العام الماضي وصعوبة الأوضاع المعيشية بسبب التراجع الكبير في القطاع”.
جراح: تراجع في حركة المطاعم
حركة مطعم “أمالين” المعروف في لبنان بفرعيه في بيروت والبقاع متفاوتة بحسب المدير العام لسلسلة مطاعم “كويك ميل- أمالين- وأمالين داون تاون” وسام جراح، الذي قال عبر “لبنان الكبير”: “لم نشهد حركة سياح على غرار العام الماضي، وفي الوقت الذي كان هناك حوالي 50 عائلة كويتية تسكن بين صوفر وبحمدون في موسم الاصطياف وتزور مطعمنا كل عام، اليوم لم نرَ منها أكثر من 3 عائلات، بالاضافة إلى تراجع معدل صرف الزبون مقارنة مع العام الماضي”.
ولفت الى أن “الحركة السياحية في المطاعم عموماً تراجعت عن العام الماضي، ومتركزة في بيروت أكثر من البقاع بسبب التخوف من الأوضاع الأمنية والضربات الاسرائيلية المفاجئة، وهناك تواصل بيننا وبين عدة مطاعم والجميع أجمع على أن الحركة تراجعت هذا العام على الرغم من افتتاح رجال أعمال لعشرات المطاعم والمؤسسات السياحية الجديدة”.
راما الجراح – لبنان الكبير