يتأرجح الوضع على الحدود الجنوبية بين التوسع إلى حرب شاملة ونجاح الديبلوماسية في تجنبها، إن كان عبر التحرك الأميركي والأوروبي أو التحرك العربي وما بينهما دفع ديبلوماسي لبناني للضغط في محاولة لمنع حصول الحرب، بينما تنتشر التحليلات في الميدان والتي تفيد بأن اسرائيل ستوجه تركيزها نحو لبنان وجبهتها الشمالية، بعد انتهاء العمليات في منطقة رفح، المتوقع خلال أسابيع، وسط تقارير إعلامية اسرائيلية عن نقل جنود إلى الجبهة الشمالية، ومطالبة السفارات رعاياها في لبنان بالمغادرة.
وعلى الرغم من كل ما يحصل تقول أوساط “المحور” لموقع “لبنان الكبير” ان التهديد الاسرائيلي الذي طغى على الفترة الماضية “انتهى، وقد تراجع الاسرائيليون مثل العادة، ويمكن شكر الهدهد على ذلك كونه أظهر قدرة المقاومة وبنك أهدافها، ما فرض تقدماً أميركياً بايعاز اسرائيلي لمنع توسع الحرب”.
وتشدد الأوساط على أن “أميركا تعرف جيداً خطر الحرب المفتوحة على الكيان الصهيوني، ونحن هنا نتحدث عن خطر وجودي لهذا الكيان، والمقاومة جادة بأنها ستخوض الحرب في الشمال الفلسطيني المحتل، وهذه المرة سيكون الاسرائيلي في موقع دفاعي لا هجومي، وسيكون عليه العمل على إعادة احتلال الأراضي التي ستحرر في الجليل خلال الحرب”.
وتشير الأوساط إلى أن الحراك الديبلوماسي الغربي، وتحديداً الأميركي، ليس محبة بلبنان، “بل قد يكون بإيعاز اسرائيلي لتجنب الحرب، لا سيما بعد التقارير الاستخباراتية من الأجهزة الاسرائيلية التي تتحدث عن دمار هائل ستتعرض له المستعمرات بسبب الحرب، ما يكبّد اسرائيل كلفة عالية جداً لا يمكنها تحملها وسط اقتصاد مضروب أصلاً، بالاضافة إلى ذلك هناك التقارير الأميركية الرسمية، التي تتحدث عن عدم قدرة الجيش الأميركي في المنطقة ولا كل حلفاء اسرائيل على حمايتها من صواريخ المقاومة، وذلك بسبب الواقع الجغرافي للمنطقة، ما يحد من امكان صد الصواريخ والمسيرات التي قد تطلق من لبنان”.
وتتضارب المعطيات الأميركية، فهي تنقل رسائل اطمئنان حيناً، وحيناً آخر تتوقع الأسوأ، ونقلت صحيفة “بوليتيكو” أمس عن الاستخبارات الأميركية أن مواجهة واسعة النطاق بين إسرائيل و”حزب الله” من المحتمل أن تندلع في الأسابيع القليلة المقبلة، إذا فشلت جهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، بينما كانت واشنطن قد أرسلت تطمينات الى الحكومة اللبنانية، تؤكد فيها نجاح إدارة جو بايدن في منع تطور التصعيد على الحدود إلى حرب شاملة، ولكن يبدو أن الوصول إلى اتفاق لوقف الحرب في غزة سيؤدي تلقائياً إلى وقف التصعيد في لبنان.
محمد شمس الدين – لبنان الكبير