الخميس, يوليو 4

استياء فاتيكاني من أمرين… والحرارة تعود على خط بكركي-الضاحية

تأهب العاملون على خط التهدئة بين بكركي والمجلس الاسلامي الشيعي الأعلى من جهة وبكركي-الضاحية بالتوازي، لرأب الصدع الذي أحدثه موقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ووصف فيه ‏عمليات المقاومة بالأعمال الارهابية كما فهم من كلامه، ‏والذي أدى إلى مقاطعة المجلس الاسلامي الشيعي اللقاء الروحي الذي عقدته بكركي على شرف أمين سر حاضرة الفاتيكان بيترو بارولين وما رافقها وتبعها من مواقف عالية السقف، رفضاً لهذا التصريح. وسرعان ما دارت المحركات وفي اليوم نفسه لعدم تعميق الشرخ، فما جديد هذا الحراك وكيف سيتوّج هذا الأسبوع؟

في معلومات “لبنان الكبير” أنه وبدءاً من يوم الأربعاء ستكون هناك خطوات عملية باتجاه ترميم العلاقة على الخطين.

والخطوة الأولى كانت وقف الانحدار أو تفاقم الأمور عبر توضيح المواقف والثانية ما يعمل عليه حالياً، أي ترتيب لقاءات لغسل القلوب، وهناك فريقان تجندا لهذا الأمر، الأول عبر مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم الذي يعمل مع المجلس الشيعي، والثاني يقوده النائب فريد الخازن مع “حزب الله”، وقد بدأ عملياً اتخاذ الخطوات اللازمة لعودة الأمور إلى مسارها الطبيعي وأبعد من ذلك لتحقيق تقدم على خط اللقاء الروحي الموسع. وكشفت مصادر عاملة على هذا الملف لـ “لبنان الكبير” أن العمل يتركز حالياً على تحريك الخطوة المتقدمة لعقد قمة إسلامية مسيحية في المجلس الإسلامي الشيعي في الحازمية، بحضور كل رجال الدين من دون استثناء، والمسعى القائم حالياً يسير في الاتجاه الصحيح، وإعادة ترتيب العلاقة إلى ما كانت عليه وأحسن.

وقالت المصادر: ان إصرار البطريرك الراعي على تمثيل بكركي في احتفال يوم الغدير الذي شاءت الصدف أن يكون في اليوم نفسه لقداس بكركي هو إشارة إيجابية وقد تلقفها المجلس الشيعي من دون أن يعني ذلك أنه تراجع عن طلبه توضيح الموقف. وعوّلت المصادر على الصداقات التي تربط سعاة الخير من أجل ترطيب الأجواء، وساعدت على هذا الأمر التوجيهات التي أعطيت من الطرفين بتجنب التطرق الى هذا الأمر والتوجه إلى خطاب تهدوي، خصوصاً أن لا نوايا سيئة إنما سوء تعبير، وهذا تسهل معالجته بحسب المصادر التي كشفت أن البطريرك كان بنيته قول “الأعمال العسكرية”، وحصل ما حصل، وهو قال أمام من استوضحه الموقف أنه لم يصف يوماً المقاومة بالارهاب، ويحترمها، وهذا بحد ذاته توضيح أو تصحيح.

واذ نوهت المصادر بموقف قيادتي الثنائي الحكيم إن من الرئيس نبيه بري أو السيد حسن نصر الله لجهة نزع فتيل التوتر، أبدت ارتياحها لجهة وأد أي فتنة مذهبية كان يمكن أن تتدحرج لو لم يتم استدراك الأمر على الفور .

القطوع الماروني-الشيعي تم تجاوزه لكن ماذا عن الانقسام المسيحي-المسيحي المستفحل الذي عاد به المسؤول الثاني في دولة الفاتيكان؟

كشف مصدر سياسي بارز لموقع “لبنان الكبير” عن استياءين للموفد البابوي: الأول، من موقف البطريرك الراعي الذي استبق زيارته، ما أدى إلى التشويش عليها، وقد همس في لقاءاته أن هذا الخطاب أضر بزيارته بالدرجة الأولى، وأثر على المهمة الأساسية التي جاء من أجلها عبر أخذ الأمور إلى مكان آخر. والثاني، استياؤه من مقاطعة “القوات” و”الكتائب” للقاء بكركي وللقداس والتي لا يمكن تفسيرها إلا مقاطعة في وجه بارولين وأساءت جداً الى زيارته ومسعاه. أما غياب المجلس الشيعي فلم يستوقفه ولم يعتبره أبداً موجهاً اليه، والدليل زيارته المهمة جداً إلى عين التينة وما قاله من هناك، وتعمده اجراء لقاءاته في حريصا وليس في بكركي.

وأكد المصدر أن الهدف الأساس لزيارة بارولين كانت القيام بمصالحة مسيحية وإجماع مسيحي بين الأحزاب الأربعة للاتفاق على مرشح رئاسي أو على لائحة أسماء، وعملياً غادر من دون إنجاز هذه المهمة على صعيد الأحزاب المسيحية ما شكل خيبة فاتيكانية من الخلاف المسيحي-المسيحي الذي تجسد أمامه بكل وضوح من دون إقامة أي اعتبار لوجوده.

وأشار المصدر إلى أن الموفد البابوي تنبه إلى محاولة إظهار أن الخلاف ماروني-شيعي، بينما الأزمة الحقيقية هي في الانقسام المسيحي-المسيحي، مستبعداً أن يستكمل بارولين المهمة أو يعود إلى لبنان، فالرجل الثاني في دولة الفاتيكان لا يتحرك بسهولة، وما حمله معه هو انطباع سلبي جداً، عن العلاقة بين الفرقاء داخل الطائفة المارونية، ومن هنا تحدث عن ضرورة التوصل إلى تفاهم في ما بينهم يساهم في تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية. وكشف المصدر أن بارولين سمع كلاماً ومواقف من الرئيس بري مباركة ومسهلة لمسعاه، من خلال قوله: ان تفاهماً كهذا هو عامل أساسي في حل أزمة انتخاب الرئيس، لكن عدم توصله إلى النتيجة المرجوة بددت أجواء التفاؤل، وهذا الأمر هو سابقة، في تاريخ العلاقة مع الفاتيكان.

إذاً، عاد الموفد البابوي بخيبة أمل من إحداث خرق على خط التفاهم المسيحي-المسيحي وإذا ما أضيفت اليها الضبابية في مصير الحرب واشتداد الضغط على لبنان، فهذا يعني أن ملف الانتخابات الرئاسية أصبح في خبر كان.

ليندا مشلب – لبنان الكبير

Leave A Reply