الخميس, يوليو 4

الأحزاب اللبنانية تتموضع من جديد وعينها على الانتخابات النيابية في ظل تباطؤ الرئاسة

يُلاحظ أن معظم الأحزاب، ولاسيما تلك التي لها باع طويل في الاستحقاقات الانتخابية ومقاربة أوضاع الناس المعيشية، وتحديداً مع اقتراب الانتخابات النيابية، بدأت تتموضع تأهباً لهذا الاستحقاق النيابي الذي تتفرغ له الأحزاب بالخدمات، حيث كان “الزفت الإنتخابي” علامة فارقة في تاريخ الاستحقاقات، وصولاً إلى الخدمات الاستشفائية والتربوية والمساعدات وسواها.

والسؤال: هل انطلقت هذه الأحزاب بمعظمها وبدأت ماكينتها تتحرك شيئاً فشيئاً مع استبعاد انتخاب رئيس للجمهورية، وتأخر هذا الاستحقاق الذي له ظروفه ومعطياته، لا المحلية فقط، إنما الدولية والإقليمية، إذ بات الجميع مقتنعاً بأن لا انتخابات رئاسية في المدى المنظور، بل ذهب البعض بعيداً في تأكيد عدم القدرة على انتخاب الرئيس خلال العام الحالي؟

هذا يعني، وفق بعض المخضرمين في السياسة ومنهم نائب عتيق، أنه في حال عدم انتخاب الرئيس خلال الأشهر القليلة المقبلة، وتحديداً في العام الحالي، فقد تطير الانتخابات النيابية حكماً، ويمدد المجلس لنفسه كما فعل عام 1972، إذ كيف يمكن أن تحصل انتخابات نيابية ولا يكون هناك رئيس للجمهورية؟ هذا ما لا تقبل به معظم الأطراف، ولاسيما أن الاستحقاق النيابي له عدته وصعوبته على المستوى اللوجستي والإداري والشعبي والأمني والاقتصادي والمالي وعلى كل الصعد.

رئيس جهاز العلاقات الخارجية في حزب “القوات اللبنانية” الوزير السابق ريشار قومجيان، يقول لـــ “النهار”: “لدى حزب القوات جهاز انتخابي يعمل باستمرار، ومتأهب لكل الاستحقاقات، ويقوم بدوره على أكمل وجه، ولكن حتى الساعة لا أتصور أن ثمة انتخابات نيابية مبكرة. ما الذي تغير حتى تجرى هذه الانتخابات؟ هل من شأنها أن تغير المعادلة الحالية؟ لا أعتقد ذلك” .

وبالنسبة إلى الاستحقاق النيابي المقبل، وهل الأحزاب بدأت تتموضع وتتحرك، ومنها حزب “القوات اللبنانية” في ظل صعوبة انتخاب رئيس للجمهورية؟ يجيب قومجيان: “هذه مسألة حاسمة. الأولوية المطلقة لانتخاب رئيس للجمهورية، فنحن من دعاة انتخاب الرئيس، وليس التعطيل، ومعروف من يعطل هذا الاستحقاق، لكن ما الذي تغير حتى تحصل انتخابات نيابية؟ هل نحن في سويسرا؟ ثمة انقسامات كبيرة وعميقة، ومن هذا المنطلق لا أعتقد أن الاستحقاق النيابي سيخطف وهج الانتخابات الرئاسية، إذ لا يمكن أن تحصل انتخابات نيابية ما لم ننتخب رئيسا للجمهورية.

من هذا المنطلق أرى أن المساعي برمتها تتمحور حول ضرورة انتخاب الرئيس. نحترم كل الاستحقاقات، وكلٌ في موعده ووقته، أما أن نجري انتخابات نيابية وليس هناك رئيس للجمهورية، فهذا غير مقبول دستورياً ولا أخلاقياً ولا على أي صعيد ومستوى، فيجب انتخاب الرئيس وتشكيل حكومة من أجل انتظام عمل المؤسسات، وعندها تحصل الانتخابات النيابية وفق الأصول والآليات المعتمدة قانونياً وإدارياً ودستوريا”.

ويخلص إلى أن “الانتخابات النيابية ستكون مغايرة، وقد يكون هناك تواصل من هذا الحزب أو ذاك، وكل سيتموضع مع هذه الجهة السياسية وتلك، إذ ليس من بلوكات كما السابق، فالتحالفات تغيرت على صعيد كل من 14 و8 آذار، وهذا ما سيحصل في الاستحقاق الانتخابي المقبل، ولكن لنترك ذلك لوقته وننتخب رئيسا للجمهورية، فهذا هو موقفنا في حزب القوات”.

يبقى أخيراً، كما يقول أحد نواب حركة أمل” لــــ”النهار”، أن من المبكر الخوض في هذه المسائل، إن على صعيد التموضع السياسي أو التحالفات والانتخابات، أكانت مبكرة أم في وقتها، ربطاً بصعوبة انتخاب رئيس للجمهورية، “فرئيس مجلس النواب نبيه بري دعا إلى الحوار والتشاور للبحث في كل الملفات والآليات التي يمكن السير بها.

الأولوية المطلقة لدينا لانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة، وأن تحصل الانتخابات النيابية في وقتها، ولكن لا شك أن هناك متغيرات وتحولات كبيرة حصلت، وأعتقد أنه بعد حرب غزة والجنوب الأمور ستتغير كلياً على صعيد التحالفات السياسية والانتخابية، وكل شيء في وقته، إنما حتى الساعة ليس ثمة ما يشي بأن ثمة انتخابا لرئيس الجمهورية في ضوء المواقف الراهنة، في انتظار بلورة كل الحراك الداخلي والخارجي، ورئيس مجلس النواب يقوم بدوره وواجبه، لكن أن نتحدث عن انتخابات نيابية في هذه المرحلة، فالمفاجآت قد تكون واردة على غير صعيد، وذلك مرهون بما قد تقوم به إسرائيل من عدوان على لبنان، أو السير في تسوية من أجل انتخاب الرئيس”.

 وجدي العريضي –  النهار

Leave A Reply