عقد المؤتمر العاشورائي التاسع بعنوان “دور المنبر الحسيني في محاربة الإنحرافات والظلم”، نظمه المكتب الثقافي المركزي في مبنى الهيئة التنفيذية في حركة أمل، بحضور رئيس الهيئة التنفيذية الدكتور مصطفى فوعاني، المسؤول الثقافي المركزي الشيخ حسن عبد الله، المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية في لبنان السيد كميل باقر، مدير معهد سيد الشهداء للخطابة الحسينية الشيخ أمين ترمس، ممثل السيد السيستاني في لبنان الحاج حامد الخفاف، وكيل الشرعي العام الشيخ بشير النجفي، الشيخ علي بحسون.
مصطفى الفوعاني
وألقى رئيس الهيئة التنفيذية لحركة امل مصطفى الفوعاني كلمة خلال المؤتمر، تحدث فيها عن معاني وأهداف ثورة الإمام الحسين (ع) في مواجهة الظلم والفساد من أجل إحقاق الحق وحفظ الرسالة المحمدية.
مشددا على “ضرورة حفظ مبادئ الثورة الحسينية وتميزها عن باقي الثورات، بعمق أهدافها وما تبتغيه من مبادئ إلهية وحفظ كرامة الإنسان، التي تستحق أن يبذل في سبيلها أسمى وأغلى التضحيات”، محذرا من “محاولات يراد منها تشويه أهداف عاشوراء، والانخراط في مشاريع فتنوية تقسيمية طائفية، تضر بصورتها لأهداف خبيثة مرتبطة بمشاريع خارجية، لدول الهيمنة والاستكبار أو داخلية، تهدف إليها بعض الأنظمة لمصالح آنية ومحدودة أو بعيدة، تحقق الفتنة الداخلية أو تضرب الأمة في مواجهة التحديات الكبرى، وعلى رأسها الاحتلال الصهيوني لفلسطين .وما يحصل بعد طوفان الاقصى حيث على الامة ان تتوحد لا ان تتفرق ..ومن هنا ضرورة ان تخرج سيرة العاشورائية من مذهبية ضيقة وتنطلق الى رحاب اراده الامام الحسين صرخة دهرية في مواجهة الظلم والظالمين وصولا لحفظ كرامة الإنسان ..فعاشوراء تتجدد اليوم من خلال الثلة المؤمنة في لبنان وفلسطين الذين اتخذوا من الامام الحسين قدوة”.
واعتبر أن “المقاومة التي اسسها وارسى قواعدها الامام القائد السيد موسى الصدر هي ثمرة من ثمرات مدرسة عاشوراء،ونحن على بعد أيام قليلة من ذكرى شهيد امل حيث انفجر لغم في مخيم عين البنية في بعلبك وارتقى الحسينيون الشهداء ليرسموا خريطة طريق للوطن العزيز …وكربلاء هي في واقعها مشروع الأمة في مواجهة أعدائها والأخطار، التي تهدد كيانها ووحدتها ومصيرها”، وانتصرنا على العدو الإسرائيلي والة تدميره بفكرنا الحسيني وصبرنا الزينيي”.
ودعا الفوعاني إلى أن “يكون الخطاب العاشورائي خطابا بعيدا عن الطابع الطائفي، وأن يكون خطابا إسلاميا إنسانيا عاما، ومواجهة دعوات التطرف، وعدم إفساح المجال للخطاب الفتنوي”.
وأشار الفوعاني إلى أن “لا داعي للسجالات والخلافات التي تزيد من التعقيدات والعقبات امام انتخاب رئيس للجمهورية، فالمطلوب بذل الجهد والتلاقي والتفاهم والتشاور وفقا لما كان دولة الرئيس نبيه بري قد اعلنه مرارا وتكرارا ان الحل يكمن بالحوار والتلاقي وهذا ما أكده الجميع داخليا وخارجيا”.
وقال الفوعاني: “هناك مشكلة حقيقية تهدد لبنان من الباب الاقتصادي ولكن هذا البلد لديه قدرات بشرية بحاجة الى حسن ادارة والاستفادة من ثروتنا الاساس، وهي هذا الانسان .الذي هو من أولى اهتماماتنا واننا في حركة أمل سنبقى نعمل من أجل هذا الإنسان وندافع عن حقوقه ونقف إلى جانبه ومن اجل مستقبل هذا الوطن كما عبر الإمام القائد السيد موسى الصدر ليبقى وطن نهائي لجميع أبنائه”.
وختم الفوعاني بالقول إن “شخصية الإمام الحسين شخصية عالمية تجاوزت إطار الزمان والمكان لتحضر في كل ميادين الاصلاح على امتداد تاريخ الامة، وغدا الإمام الحسين ملهم الأحرار في العالم يستمد غاندي عنوان الانتصار: “تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما فانتصر،تتحرر البلاد،بعد أن تتأكد قادتها أن الصوت هو صوت الانتصار،الذي لا يقيم وزنا لآلة القتل والتدمير،ينتصر الدم في كربلاء وينتصر في الجنوب وغزة وفلسطين..عندما استمد سماحة الإمام القائد السيد موسى الصدر تعاليم الإسلام القرآني الذي رسم معالم الحياة الاجتماعية والسياسية واعتبر الإمام الصدر أن مفهوم الحسينية هو مفهوم حركي يغادر الزمان والمكان ويصبح الشهداء فوجًا معاصرًا للحسين،ويكتب شهيد الحركة وجريحها بالدم القاني:”كونوا مؤمنين حسينين”…،ولقد استشرف الإمام الصدر خطر اسرائيل الوجودي ،فدعا إلى تحصين وحدتنا الداخلية والتمسك بمصادر القوة المتمثلة: بالمقاومة والجيش والشعب، وأسقط فكرة :أن العين لا تقاوم المخرز،من خلال رجال باعوا الله جماجمهم، وأطلق فعل الحديث:”اسرائيل شر مطلق والتعامل معها حرام، وقاتلوهم باسنانكم واظافركم وسلاحكم مهما كان وضيعا”،وأسقط عقدة تضخيم قوة العدو ،ليظهر وهن العدو انتصارا لحركة امل في خلدة واسقاط اتفاق الذل في أيار بانتفاضة شباط، وصولا إلى التحرير، ووصولا إلى اسقاط عدوانية تموز والانتصار في شهر آب، ٢٠٠٦.وصولا إلى الدفاع عن الجنوب ولبنان في هذه الأيام، ومن هنا ندرك البعد الحقيقي لعاشوراء، وندرك أن حركة امل حولت هذا الأمر إلى قوة مقاومة ،وجذوة حياة، وهذا صدى الإمام الصدر الذي اعتبر أن الحسين لا يحتاج إلى البكاء، بل يحتاج إلى من يستلهم منه أفكاره في المقاومة والجهاد والإصلاح”.
الشيخ حسن عبدالله
بدوره، قال المسؤول الثقافي المركزي الشيخ حسن عبدالله: “قدم الإمام الحسين نفسه من أجل إصلاح هذه الأمة، خروج الإمام الحسين من أجل الإنحراف والظلم ما كان الظالم يجرؤ على الإمام الحسين لولا الإنحراف المجتمعي، مجلس الحسين يهدم كل ما بناه أهل الباطل”.
واضاف: “شهر رمضان وعاشوراء تحدي حقيقي لمن يزرع الباطل بين الناس، لقد تحارب المجلس العاشورائي ولكن بقي أقوى واستطاع أن يتجاوز الموالين والمحبين، وينقل في كل العالم”، وأكد أنه “يجب تصحيح الخطأ في مجالس الحسين (ع) فلاسفة بعض المعتقدات الإسلامية في الإلتزام”.
وتابع: “طالما مجالس الإمام الحسين تقام نحن بخير والاسلام بخير وهناك مشكلتين ونحن مطمئنين ولكن نرى أن الظلم والانحراف”، مشيراً إلى أنه “يجب أن نزيل الحواجز المستطنعة من ترجمة واقعت الطف بسلوكنا ومجتمعنا”.
وذكر أن “الوقوف على المنبر نابع من صدر المتحدث من ايمانه وولائه وعقيدته وأن تحب لأخيك ما يحب لنفسه والاهم هو الإخلاص لل الله ولرسوله وأهل بيته موارد الإخلاص”.
ممثل السفارة الإيرانية
وقال المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية في لبنان السيد: “السلام على بقية الله في أرضه، الإمام موسى الصدر عبد لنا الطريق لنسير عليها خلف الإمام، حيث قال إن أمل ارثتها في ثورتك يا وارث الأنبياء”.
حزب الله
كما وقال ممثل حزب الله في المؤتمر، إن “المنبر الحسيني هو تفعيل وحركة نهضة الأهداف الحسينية لمراعاة المشهد الثقافي والمادي والمعنوي والإجتماعي والتربوي والهدف لإصلاح في الأزمة الإسلامية من الإنحراف”.
واشار إلى أن “تعزيز دور الأسرة في كربلاء كزوج وزوجة وابناء، حتى تكون المنبر للإصلاح يجب أن نصل الجذور لحل الإنحرافات، والتركيز على الهجوم الغربي على مجتمعاتنا الحسينية”.
وأكد أن “المطلوب إحياء الأهداف السامية التي من اجلها استشهد الإمام الحسين (ع)”.
وصدر عن المؤتمر التوصيات التالية:
-كخطباء ومبلغين وخدمة منبر مشرف، نوجه الناس بأرقى الطرق، بقاعدة الأية الشريفة (الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) وذلك بأن تقيم المعلومة بصحتها وعدم شخصنتها بالاشخاص وعدم الانسياق الى ممنوعية القياس بهم بل هم الاقتداء والتوجيه والتعليم
-اندماج الموضوعات ذات الابتلاءات الحالية والأنية، وليس الطرح بعيداً عما يعانيه مجتمعنا الاسلامي وعلى حدود طرح العقائد الاسلامية والاخلاق الحميدة وكيفية اصلاح الفرد والمجتمع بعد ذلك.
-إننا نربأ بالخطيب الذي يكون في معظم مجلسه مهتما بالاطوار الجديدة التي قد تتناسب مع المحرم او على حساب عظة وتوجيه المجلس والسيرة باصلاح المفاسد في اولادنا وشبابنا وفتياننا بل وكل مجتمعنا حيث الميزان الأرجح والمكس الانجح بتوجيه المجتمع لأخذ من “الكساب الكريم” و”سنة العبرة الطاهرة”.
-نصح المؤمنين والمستمعين وتعليهم اسس دينهم، الكثير من الناس ليسوا بمتشرعة ويفتقدون للفقه في احياء امر اهل البيت (ع)، ويفهمون الاحياء على قدر تفكيرهم، حتى ولا يعرفون الاثر السلبي وما يخلفه ذاك التفكير غير الكامل، وبما يترك في النفوس ولو بمرور السنوات والايام.
-ان المجالس تساهم في اصلاح كل فئات المجتمع، نظراً لحضور معظمهم في المجالس فلا بد من ترسيخ محبة الدين واهل البيت (ع)، لتحصين الكل من البدع والخلو.