رغم تراجع إجمالي التجارة العالمية في السلع بنسبة 14 في المائة في النصف الأول من 2020 مقارنة بالفترة نفسها من 2019، زادت الواردات والصادرات من السلع الطبية بنسبة 16 في المائة، وهو أعلى بكثير من النمو البالغ 2 في المائة المسجل في النصف الأول من 2019.
ومن حيث القيمة، وصلت التجارة في السلع الطبية في النصف الأول 2020 إلى 1.139 تريليون دولار مقارنة بـ983 مليار دولار في الفترة ذاتها 2019.
جاء ذلك في مذكرة معلومات تكميلية عن التجارة العالمية في السلع الطبية نشرتها أمانة منظمة التجارة العالمية، في سياق معالجة قضية كوفيد – 19. وتتضمن تحديثا لأرقام النصف الأول من 2020 التي جاءت في تقرير وحيد صدر لأول مرة في 3 نيسان (أبريل) الماضي. أما مجمل أرقام العام الجاري، فسيصدر في نهاية آذار (مارس) 2021.
وتعرض الورقة الجديدة إحصاءات تجارية أولية من 97 اقتصادا، وتقارن البيانات من كانون الثاني (يناير) إلى حزيران (يونيو) 2020 بالفترة نفسها من 2019. ويتضمن التحديث أيضا دراسة حالة خاصة عن أقنعة الوجه، وهي منتج يُتاجَر فيه بكثافة وأصبح الرمز الأكثر وضوحا لمكافحة الوباء.
ويوضح التحديث أن التجارة لعبت دورا رئيسا في تلبية الطلب الهائل على المنتجات التي تعد حرجة في جائحة كوفيد – 19، مثل المطهرات وأقنعة الوجه والقفازات ومطهر اليدين ومقاييس النبض والمحاقن وموازين الحرارة وأجهزة التنفس الصناعي.
وتكشف الأرقام أن التجارة العالمية في هذه المنتجات نمت بنسبة 29 في المائة على أساس سنوي “زادت الواردات والصادرات بنسبة 31 في المائة و27 في المائة على التوالي”.
كما تبحث المذكرة في إجمالي الواردات من منتجات حماية الوجه في النصف الأول من 2020، التي زادت بنسبة 90 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. لكن التجارة في أقنعة الوجه المصنوعة من النسيج نمت بنحو ستة أضعاف وكانت الأكثر تداولا بين الأنواع المختلفة من أقنعة الوجه، على الرغم من مواجهتها أعلى التعريفات الجمركية. وبلغت قيمة التجارة الإجمالية لأقنعة الوجه 140 مليار دولار.
كما نمت التجارة في أجهزة التنفس الصناعي بسرعة بنسبة 57 في المائة، رغم أن قيمة هذه التجارة لم تتجاوز 13 مليار دولار، أي ما يعادل أكثر من 1 في المائة بقليل من التجارة في جميع السلع الطبية.
على الرغم من ذلك، لا تزال الأدوية هي الفئة الأكبر من حيث القيمة في النصف الأول من 2020، حيث تستأثر بـ53 في المائة من جميع المنتجات الطبية المتداولة. وأصبحت منتجات الحماية الشخصية ثاني أكبر فئة، حيث بلغت حصتها 18 في المائة “14 في المائة في 2019”. يرجع ذلك جزئيا إلى ارتفاع التجارة في أقنعة الوجه.
كانت الصين أكبر مورد لأقنعة الوجه، حيث استأثرت بنسبة 56 في المائة من الصادرات العالمية، لتتقاسم النسبة المتبقية بحصص متفاوتة جدا كل من ألمانيا، الولايات المتحدة، هولندا، المكسيك، اليابان، بلجيكا، فرنسا، ماليزيا، وإيرلندا، حسب الترتيب.
الدول العشر الأولى هذه، شكلت أكثر من 72.5 في المائة من الصادرات العالمية، بواقع 28.9 في المائة للصين، و12.3 في المائة “الولايات المتحدة”، و9.0 في المائة “ألمانيا”، و5.7 في المائة “هولندا”. “مجموع حصة الدول الأربع 55.9 في المائة”. لكن نصيب الدول في العالم من المرتبة 5 إلى 10 كان صغيرا نسبيا، أو أقل من 3.5 في المائة لكل منها.
لمضاعفة تصنيع الأقنعة، اعتمدت الصين بشكل كبير على واردات مواد المدخلات الوسيطة: فقد تضاعفت وارداتها من الأقمشة غير المنسوجة ثلاث مرات في نيسان (أبريل) 2020 مقارنة بالشهر نفسه من 2019، وكانت اليابان والولايات المتحدة أكبر الموردين. كما كانت الصين سادس أكبر مستورد لأقنعة الوجه في النصف الأول من 2020.
تضاعفت قيمة الصادرات الصينية من المنتجات ذات الأهمية الحرجة المتعلقة بكوفيد – 19 ثلاث مرات، استنادا إلى بيانات النصف الأول من العام، من 18 مليار دولار إلى 55 مليار دولار. وتضاعفت حصة هذه المنتجات من الصادرات العالمية بأكثر من الضعف، من 12 في المائة في النصف الأول 2019 إلى 29 في المائة في النصف الأول 2020.
ظلت الولايات المتحدة على رأس قائمة الدول المستوردة للسلع الطبية الحرجة المتصلة بكوفيد – 19، تليها ألمانيا والصين. استوردت الولايات المتحدة ما قيمته 36 مليار دولار من المنتجات في الفترة من كانون الثاني (يناير) إلى حزيران (يونيو) 2020 أو ما يُعادل 19 في المائة من إجمالي واردات السلع الطبية المتعلقة بكوفيد – 19. جاءت ألمانيا في المرتبة الثانية “17 مليار دولار، أو 9 في المائة من الواردات العالمية” تليها الصين “12 مليار دولار، أو 6 في المائة من الواردات العالمية”. استأثرت الدول العشر الأولى بأكثر من 60 في المائة من الواردات العالمية.
سجل المستوردون الرئيسون للمنتجات ذات الأهمية الحرجة المتعلقة بكوفيد – 19 نموا في الواردات برقمين مقارنة بعام 2019، باستثناء هولندا، التي نمت بنسبة 9 في المائة. سجلت فرنسا أعلى نمو في الواردات بنسبة 62 في المائة، تليها إيطاليا بنسبة 52 في المائة.