كتبت صحيفة “اللواء”: في خطوة لاقت أصداء طيبة وإيجابية، قدمت المملكة العربية السعودية في اطار «استمرار مسيرة التضامن التي تنتهجها تجاه الشعب اللبناني»، جرعة دعم وتضامن للبنان واللبنانيين عبر تقديم «مساهمة مالية بقيمة عشرة ملايين دولار (10٫000٫000 دولار)من خلال مركز الملك سلمان للاغاثة والاعمال الانسانية، والذي كان رائداً في «اغاثة المجتمعات التي تعاني من الكوارث والازمات بهدف مساعدتها ورفع المعاناة عنها لتعيش حياة كريمة»، على حد تعبير سفير المملكة في لبنان وليد بخاري.
وعبر الرئيس نجيب ميقاتي عن امتنان لبنان وتقديره وشكره للمملكة العربية السعودية، التي كانت السند والعضد في الملمات واغلى من الملايين العشرة.
واخترقت هذه الخطوة الرائدة الجمود الذي يحيط بالملفات الداخلية، لا سيما الملف الرئاسي منها، مع استمرار اصوات الطائرات والمدافع عند جانبي الحدود اللبنانية – الاسرائيلية، في ظل اصرار رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على حماية حرب الدم والدمار في قطاع غزة.
وحسبما نقل عن قيادي بارز في حزب الله فإن المسألة بغاية البساطة: تتوقف حرب غزة، تتوقف جبهة لبنان، ويعود المستوطنون الى مستوطنات الشمال، ويبدأ البحث في تسوية تعيد الحقوق اللبنانية الى لبنان، ويطبق القرار 1701، بدءًا من وقف الطلعات والغارات والاعتداءات الاسرائيلية على الجنوب وأهله، وعلى لبنان.
اقليمياً اعلن وزير الخارجية السابق كمال خرازي، وهو مستشار مرشد الجمهورية الايرانية، السيد علي خامنئي، ان اقدام اسرائيل على شن هجوم شامل على حزب الله، قد يؤدي الى اشعال حرب اقليمية تدعم فيها طهران وحلفاؤها الحزب بكل الوسائل، نافياً ان تكون طهران مهتمة بحرب اقليمية.
واليوم، يجتمع الموفد الاميركي آموس هوكشتاين في باريس مع الموفد الخاص للرئيس الفرنسي الى لبنان جان ايف لودريان لاجراء محادثات جديدة حول المسائل اللبنانية من الرئاسة الى الجنوب.
كما يلتقي هوكشتاين مستشاراً في الخلية الدبلوماسية في قصر الاليزيه، وهي خلية تعمل بالتنسيق مع الخارجية للحؤول دون تصعيد الوضع عند الحدود اللبنانية – الاسرائيلية.
ودعا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون نتنياهو الى عدم اشعال الوضع بين اسرائيل وحزب الله، فيما جددت السفارة البريطانية في بيروت دعوة رعاياها الى مغادرة لبنان.
وفي «حارة حريك» استقبل نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم نائب مدير المخابرات الالمانية اولي دبال، في اطار اجتماعات متكررة، لرؤية ما يمكن عمله في اليوم التالي لوقف الحرب في غزة، ووصفت المهمة بالاستطلاعية، ولم تتضمن اي اشارات او رسائل تهديدية.
مذكرة التعاون
والحدث الانساني، الاغاثي تمثل امس بتوقيع مذكرة تعاون مشترك في السراي الكبير بين مركز الملك سلمان للاغاثة والاعمال الانسانية والهيئة العليا للاغاثة لتنفيذ نحو ثمانية وعشرين مشروعاً تربوياً وانمائياً وطبياً في مختلف المناطق اللبنانية.
الحفل رعاه الرئيس ميقاتي، بدعوة من السفير بخاري لمناسبة توقيع مذكرة التعاون بين مركز الملك سلمان والهيئة العليا للاغاثة، بحضور الرئيس ميشال سليمان ونواب ووزراء وسفراء وهيئات دبلوماسية واعلامية وشخصيات.
وقع عن «الهيئة العليا للاغاثة» امينها العام اللواء محمد خير، ومدير مركز الملك سلمان للاعمال الانسانية في لبنان عبد الرحمن القريشي.
وقال الرئيس ميقاتي في كلمته: «يسعدنا أن نلتقي في رحاب السرايا لمناسبة توقيع «مذكرة التعاون المشترك» بين «مركز الملك سلمان للاغاثة والأعمال الانسانية» و»الهيئة العليا للاغاثة». وهذه المناسبة تشكل حكما تعبيرا عن حرص المملكة العربية السعودية بشخص خادم الحرمين الشريفين وولي العهد على لبنان واستقراره، وعلى دعمه في كل المجالات. وإنني واثق أن المملكة كانت وستبقى الشقيق الأكبر للبنان، وتسعى في كل المحافل العربية والدولية للمحافظة على أمنه واستقراره، وسلامته، ووحدة أبنائه».
وأكد السفير بخاري ان هذا الدعم الذي تقدمه المملكة يأتي استمراراً لمسيرة التضامن تجاه الشعب اللبناني الشقيق انطلاقاً مما يمليه علينا واجب الاخوة العربية الاصيلة.
سجال وتحذير
سياسياً، وعلى وقع سجال غير مسبوق بين حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، واتهام الاول للثاني بالكذب، ورد التيار بدعوة رئيس حزب القوات للصمت الطويل، حذر تكتل لبنان القوي من خطر تفكك الدولة مع استمرار الفراغ في الرئاسة الاولى، في ظل تصلب بعض الكتل، سواء برفض التشاور او محاولة فرض مرشحها، او برفض التوافق على اسم، او برفض الالتزام بتأمين النصاب، في حين ان المطلوب السير بحل يؤدي الى انتخاب رئيس اما بالتوافق او المنافسة الديمقراطية.
الوضع الميداني
ميدانياً، اغارت مسيَّرة معادية بثلاثة صواريخ على بلدة الطيبة، كما اغار الطيران الحربي الاسرائيلي على اطراف بلدة البستان مما ادى الى سقوط شهيد من المدنيين.
ورداً على استشهاد المواطن محيي الدين ابو دلة، وهو عسكري متقاعد، من بلدة الزلوطية الحدودية، دكت صواريخ حزب الله كريات شمونة انتقاماً للشهيد واخوانه.