الإثنين, نوفمبر 25
Banner

الاوضاع الداخلية في لبنان «لا معلقة ولا مطلقة»!

المواجهة طويلة بين محور المقاومة و «إسرائيل» المدعومة بشكل كامل من الولايات المتحدة الاميركية، فـ «اسرائيل» وواشنطن تمارسان لعبة الرقص على حافة الهاوية ودفع المنطقة الى مواجهة شاملة من خلال تصعيدهما العسكري واستهدافهما قياديي المقاومة والمدنيين وقطع كل الطرق على التسويات، وهذا ما دفع المقاومة امس الى الرد العنيف والواسع، بعد ان استهدفت مسيرة اسرائيلية احد قادة المقاومة محمد نعمة ناصر، «الحاج ابو نعمة» قائد وحدة عزيز في غارة في منطقة الحوش جنوبي صور، مما ادى الى استشهاده ورفع عدد شهداء المقاومة منذ ٨ تشرين الاول الى ٣٣٧ شهيدا. واعلن الجيش الاسرائيلي انه حاول اغتيال القائد ابو نعمة عدة مرات وكان اخرها في النبطية وقبلها قرب صيدا حيث قتلت امراتان، وان نتنياهو اعطى الاوامر لتنفيذ العملية. وذكر اعلام العدو، ان حزب الله ابلغ هوكشتاين الغاء محادثات التسوية، وان «اسرائيل» بدأت تصعيدا شديدا، واشار الى ان حزب الله نفذ ٢٢٩٥ هجوما منذ طوفان الاقصى حتى ١ تموز.

وردت المقاومة على عملية الاغتيال بمئات الصواريخ التي انهمرت على القواعد العسكرية من الجولان حتى كفرشوبا ومعظم المستوطنات مقابل الاراضي اللبنانية وصولا الى مسافات بعيدة.

مصدر مسؤول في المقاومة

هذا وكشف مصدر مسؤول في المقاومة، واكب الاجتماع الذي حصل بين نائب مدير المخابرات الألمانية أولي ديال ونائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، ان الجانب الالماني حاول معرفة كيفية تعامل المقاومة على الجبهة الجنوبية، في حال بدأت «اسرائيل» تطبيق المرحلة الثالثة في غزة، أي وقف اطلاق نار من جانب واحد، ومدى استعداد الحزب لوقف العمليات على الجبهة، حيث رد الشيخ قاسم بسؤال ضيفه عن توصيفه لتلك المرحلة، فما كان من الاخير ان رد بان لا معلومات دقيقة حول ذلك، عندئذ بادره قاسم بالقول، لا يمكننا مناقشة هذه المسالة طالما، انتم كوسيط لا تعرفون ماهية المرحلة الثالثة.

وتابع المصدر المسؤول في حزب الله بان المقاومة لن تسير باي اتفاق لوقف اطلاق للنار في الجنوب، لا توافق عليه المقاومة الفلسطينية، معتبرا انه في حال السير باتفاق لوقف النار، وفقا لما هو معروف عن المرحلة الثالثة، تصبح المبادرة بيد الاسرائيلي، وهو امر غير مقبول ولن يحصل.

من جهة ثانية، اكد المصدر صحة المعلومات التي تم تداولها في وسائل الاعلام الاجنبية، حول توجيه طهران تهديد مباشر الى تل ابيب عبر وسطاء وواشنطن، تؤكد خلالها على ان أي توسيع للحرب في لبنان سيجعلها تتدخل كطرف وجزء اساسي من المعركة بطريقة مباشرة.

هذا واستبعد المصدر المسؤول حصول حرب شاملة عبر شن «إسرائيل» عدوانا واسعا على لبنان، عازياً الامر الى عدة عوامل، اهمها: عدم قدرة الجيش الاسرائيلي حتى اللحظة على حسم المعركة في رفح، عدم جهوزرية الجيش الاسرائيلي لشن ضربة على لبنان بعد استنزاف قواته في الحرب على غزة، والعنصر الأهم، علم الاسرائيلي المسبق ان أي تصعيد من قبله سوف يقابله رد مواز من قبل المقاومة.

الملف الرئاسي

في ظل هذا الواقع، فان الاوضاع الداخلية في لبنان ستبقى «لا معلقة ولا مطلقة» كل يوم ملف و «خبرية» و «عروض رئاسية متبادلة» و «كب» اسماء بدون اي نتائج، وبالتالي فان اجتماع هوكشتاين ولودريان في باريس لن يقدم جديدا في الملف الرئاسي وركز على الوضع الجنوبي وضرورة التنسيق بين البلدين لمنع توسيع الحرب.

واعلنت باريس انها تتواصل مع الجميع بمن فيهم حزب الله لمنع توسع الحرب.

والمعروف ان قرار حزب الله واضح وصريح، لا وقف للنار في الجنوب قبل وقف النار في غزة وقبول المقاومة الأمر، اما التهديدات فلا مكان لها في الحارة.

وفي المعلومات عن الملف الرئاسي، علم ان مستشار البطريرك الراعي الاعلامي وليد غياض حمل الى مسؤول حزب الله ابو سعيد الخنساء اسم صلاح حنين خلال الاجتماع بينهما في منزل النائب فريد هيكل الخازن الذي ساهم في تبريد الاجواء بين بكركي وحارة حريك بعد التوضيحات الايجابية من مستشار الراعي.

وفي هذا الإطار، زار المطران بولس مطر والوزير السابق وديع الخازن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى والتقيا الشيخ علي الخطيب وجرى عرض شامل لما حصل والتأكيد على افضل العلاقات، وتم البحث في امكان عقد لقاء قريب بين الراعي والخطيب.

وفي المعلومات ايضا، ان الاتصالات بين الرئيس نبيه بري ورئيس التيار الوطني تراوح مكانها من دون نتائج، مع تمسك باسيل بالخيار الثالث وتقديم ٣ اسماء رئاسية جديدة «ثلاثة بواحد» لعين التينة مع الموافقة على عقد جلسات الحوار بمن حضر، فيما الرئيس بري تمسك بعقد طاولة الحوار في حضور كل المكونات السياسية من دون استثناء لاي طرف، وتحديدا القوات اللبنانية، رغم الاجواء السلبية في العلاقة بين عين التينة ومعراب.

(الديار)

Leave A Reply