الأحد, نوفمبر 24
Banner

عودة «شارة» تويتر الزرقاء

خلال الأسبوع الماضي، أعلنت «تويتر» عن إعادة إطلاق نظام التحقق والتوثيق الخاص بالمنصة، وذلك اعتباراً من 2021، وطرحت مسودة سياسة جديدة لعملية التوثيق، مطالبة الجمهور بإبداء الرأي قبل بدء تطبيقها.

ووفق القواعد الجديدة، ستبدأ الشركة في توثيق 6 أنواع من الحسابات، حسابات المسؤولين الحكوميين، الشركات والعلامات التجارية والمنظمات غير الربحية، الأخبار، الترفيه، الرياضة، وأخيراً النشطاء والمؤثرين، مع التأكيد أن هذه الأنواع يمكن أن تتوسع مع الزمن.

والمعروف أن نظام التوثيق الخاص بالمنصة، يوفر علامة زرقاء مميزة أمام أسماء الحسابات التي تنتمي لمؤسسات أو شخصيات عامة، ليتأكد المتابع أن هذا الحساب ينتمي فعلياً لصاحبه المعروف. وكانت الشركة قد أوقفته مؤقتاً عام 2017، لمعالجة أوجه الالتباس المختلفة حول الحسابات التي تستحق التوثيق والآلية المطلوبة لإنجاز التحقق.

وكانت المشكلة التي أدت إلى إيقاف التوثيق هي منح العلامة الزرقاء لحساب جيسون كيسلر، وهو الشخص الذي قام بتنظيم مسيرة لجماعات العرق الأبيض المتفوق في ولاية فرجينيا الأمريكية، والتي شهدت موجة من العنف واقتحام شخص بسيارته حشداً من الناس، ما أدى إلى وفيات، ورداً على موجة الانتقادات الواسعة الموجهة إلى تويتر بسبب هذا القرار، دافعت الشركة عن موقفها بالإشارة إلى السياسات المتبعة بخصوص عملية التوثيق، وقالت إن الشارة الزرقاء ذهبت إلى هذا الحساب من باب “المصلحة العامة.”

وجادل النقاد، بأن العشرات من الشخصيات العامة الجديرة بتوثيق حساباتها تكافح من أجل الحصول على التوثيق، وأن منح هذا الامتياز لشخص معروف بتطرفه لا يمكن أن يصب في اتجاه المصلحة العامة، ونتيجة لهذا، قررت تويتر إيقاف جميع عمليات التحقق مؤقتاً.

وفى العام التالي، أعلنت الشركة أن إعادة نظام التوثيق سيتم تعليقها إلى أجل غير مسمى نظراً لتوجيه غالبية الموارد بالمنصة للعمل على توفير أفضل ممارسات في فترة الانتخابات، وهو الأمر الذي كان مهمة كبيرة ومتشعبة. وبالرغم من ذلك، قامت الشركة بمنح العلامة الزرقاء لعدد من خبراء الطب الذين قاموا بالتغريد حول تفاصيل مكافحة فيروس كورونا، وكذلك توثيق حسابات بعض المرشحين للمناصب العامة، إلا أن الشركة وصفت تلك العمليات بأنها استثناءات محدودة.

وبعد الانتهاء من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، عادت الشركة لاهتماماتها المؤجلة، حيث شاركت مسودة لسياسات التحقق الجديدة للتعرف على رأي الجمهور قبل تطبيقها فعلياً، وتوضح تلك السياسة تفاصيل الحسابات التي يمكنها إجراء التحقق، بالإضافة إلى الإرشادات التي توضح أسباب رفض توثيق بعض الحسابات.

على سبيل المثال، أكد تويتر أن الحساب يجب أن يكون «نشطاً وملحوظاً»، كما أنه لن تُمنح شارة التوثيق لأي حسابات ذات معلومات ناقصة أو غير مكتملة، وأن الشركة ستقوم بإزالة شارات التحقق من الأفراد المؤهلين، إذا تبين أن حساباتهم تنتهك قوانين النشر في تويتر بشكل متكرر.

وضمن الإجراءات الجديدة، اعترفت الشركة أنها قامت على مرّ السنوات بتوثيق حسابات لم تكن تستحق هذا الأمر، ولتصحيح تلك الأخطاء، سوف يبدأ تويتر في إزالة الشارات من الحسابات غير النشطة أو التي تحتوي معلومات غير مكتملة لتسهيل العمل المستقبلي، والمضي قدماً بشكل أكثر سهولة.

السياسات الجديدة تحدد أيضاً تفاصيل حول ضرورة الالتزام بقواعد معينة في الفئات المدعومة لتستحق التوثيق. فعلى سبيل المثال سيتعين على المؤسسات الإخبارية الالتزام بالمعايير المهنية للصحافة، وسوف يحتاج الصحفيون المستقلون إلى تقديم نماذج من أعمال منشورة في مؤسسات معتبرة، كما سيحتاج الفنانون إلى الإشارة إلى أعمالهم وأماكن نشرها أو الهيئات المعتمدة التي تعترف بها، وسوف يحتاج المسؤولون الحكوميون إلى إظهار مرجع عام على موقع حكومي رسمي أو موقع إلكتروني لحزب أو الإشارة إلى مراجع متعددة نشرتها وسائل الإعلام المختلفة، بالنسبة للشخصيات الرياضية يجب أن يظهر الشخص في مواقع الفريق أو خدمات البيانات الرياضية المعتمدة، وتذكر مسودة السياسات عدة طرق أخرى للتحقق في هذه الفئات.

أما الإرشادات الخاصة بالشخصيات العامة فهي أكثر تفصيلاً، حيث يجب أن تفي بمعيارين مختلفين داخل تويتر وخارجه، بالنسبة للمعيار الأول يجب أن يكون الحساب «ملحوظاً»، وهو ما يعني درجة نشاط الحساب داخل تويتر، أمّا المعيار الثاني فهو التميز العام مثل صفحة ويكيبيديا الخاصة، أو ملف التعريف في «غوغل تريندز» أو ملف شخصي على موقع رسمي وغيرها من التفاصيل.

الشركة أجرت بالفعل تعديلات على مسودة السياسات الجديدة بعد تلقي ملاحظات الجمهور، وربما يكون أبرز ما تم الإعلان عنه هو التخطيط لإضافة طريقة لتمييز الحسابات التي تدار آلياً عن تلك التي تدار بشرياً، وهي خطوة من شأنها أن تحل واحدة من أكبر مشكلات المنصة مع حسابات «البوت» التي تستخدم بطريقة سلبية، وقالت الشركة إنها تعمل على تمييز هذه الحسابات لتسهيل معرفة المستخدمين لنوعية الحساب الذي يتعاملون معه.

وتعمل الشركة أيضاً على طريقة لإحياء ذكرى مستخدمي المنصة الذين رحلوا، حيث ستتحول تلك الحسابات إلى نوع من «الحسابات التذكارية» والتي سيتم تمييزها عن الحسابات العادية، وفكرة تمييز الحسابات نشأت من ابتكار عرض تعليقات على المعلومات التي تنشرها حسابات السياسيين وتتضمن معلومات غير مؤكدة، كما حدث مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخراً.

وتلقت المنصة الكثير من الاقتراحات التي تدعو إلى إضافة فئات إضافية تكون مؤهلة للحصول على التوثيق، ومنها العلماء والأكاديميون والشخصيات الدينية، وردت الشركة أنه حتى يمكن إضافة المزيد من الفئات، فإن هؤلاء الأشخاص يمكنهم طلب التحقق ضمن فئة “النشطاء والمؤثرون.”

الشركة أيضاً أكدت أن عملية التحقق الجديدة ستكون «ذاتية الخدمة»، أي أنها ستتاح من خلال روابط إعدادات الحساب عبر التطبيق سواء من خلال الكمبيوتر أو الموبايل، حيث يمكن من خلال الرابط اختيار الفئة التي ينتمي إليها طالب التوثيق وإدخال المعلومات والوثائق المطلوبة لدعم الطلب.

Leave A Reply