الجمعة, نوفمبر 22
Banner

المرتضى: الجرحُ الفلسطينيُّ لا يزالُ ينزفُ في كلِّ ضمير عربيٍّ وفي كلِّ وجدانٍ حرٍّ على امتداد هذا الكون

رعى رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي المؤتمر السابع والاربعين لاتحاد الاطباء العرب الذي انعقد في مقر جامعة بيروت العربية في طرابلس-الميناء بدعوة من نقابة الاطباء في طرابلس ضمن فعاليات طرابلس عاصمة للثقافة العربية للعام 2024 ممثلا بوزير الصحة العامة الدكتور فراس الابيض وحضور وزير الثقافه القاضي محمد وسام المرتضى وحشد من نواب طرابلس والجوار والشخصيات السياسية والروحية. والطبية والنقابية والامين العام لاتحاد الاطباء العرب الدكتور اسامة رسلان

استهل المؤتمر بالوقوف دقيقة صمت حدادا وتحية لشهداء غزة والجنوب ثم النشيد الوطني اللبناني فنشيد جامعة بيروت العربية

والقيت كلمات لكل من نقيب الاطباء في الشمال محمد صافي، الدكتور هاني شعراني مدير جامعة بيروت العربية في طرابلس ، أسامة رسلان الأمين لاتحاد الاطباء العرب عام ،وزير الثقافة وممثل رئيس الحكومة وزير الصحة الدكتور فراس الابيض .

ومما جاء في كلمة وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى التي بدأها بتوجيه تحية للشهداء في جنوب لبنان وفلسطين:”

السلام لكم وعليكم، والسلام موصولٌ لأغلى الغوالي فلسطين، ولجنوبنا العزيز الأبيّ، وللشهداء المقاومين منهم والأطبّاء.

اضاف : ايها الأخوة الكرام، لعلَّ الاتحاداتِ العربيةَ للمهن الحرة من أطباء ومحامين ومهندسين وسواهم، هي اليوم من المؤسسات القلائل، إن لم تكن الوحيدة، التي لا تزال تعبِّرُ تعبيرًا حيًّا صادقًا عن التضامن العربي. ففي الوقت الذي تحملُ السياسةُ عندَنا كلَّ دولةٍ في بلادِ العرب إلى ان تتلمّس، من منظورها الخاص، مصالحِها الوطنية الداخلية، وتقديمِها على المصالحِ القومية المشتركة، لا تزال هذه الاتحادات تجسِّدُ التطلعاتِ الموحَّدة والموحِّدة، وتحملُ الهموم المشتركةَ بين جميع النقابات والأقطار المنضوية فيها، سِيَّانِ أكانت همومًا مهنيّةً أم وطنيّةً أم قوميّةً أم حتى إنسانيّةً على مستوى العالم.

تابع المرتضى : والأمانة تقتضي القول إن المجتمعات العربية بشعوبِها أظهرت في الأشهر القليلة الماضية أنها ما برحت على صوتِ رجلٍ واحد فيما خصَّ القضية المركزية، فلسطين، بإزاء حرب الإبادة التي تتعرّض لها؛ فالجرحُ الفلسطينيُّ لا يزالُ ينزفُ في كلِّ ضمير عربيٍّ وفي كلِّ وجدانٍ حرٍّ على امتداد هذا الكون. هكذا، أنتم هنا يا أطباءَ العرب، لتفحصوا أيضًا نزيفَ جرح فلسطين وجراحِ سائر أوطاننا. الشأنُ المهنيُّ والعلميُّ، هو حتمًا مدارُ بحثكم في هذا المؤتمر، ولكنَّ من عادةِ المثقفين أمثالِكم أن يلتفتوا على الدوام إلى قضايا القيم، من حرية وعدالة وسيادة وطنية وقومية، فتلك إذا غابت عن الدول والمجتمعات خلَّفَت فيها أمراضًا جديرةً بالعلاج، وأنتم أهلٌ لها، تبذلون العمرَ حتى الشهادةِ في سبيل الشِفاءِ. “ونحن في الجرحِ والآلامِ إخوانُ”.

واردف قائلا : ويحضرُني هنا في هذا الخصوص، أن الأطباءَ مشاريعُ شهادةٍ قبل سواهم من أصحاب المهن. ذلك أنهم معرضون دائمًا للخطر بشكلٍ يومي، وخصوصًا في زمن الحروب، حيث يأوي الناسُ إلى مخابئهم ما خلا المقاومين والأطباء، الذين تزدادُ الأعباءُ عليهم كما حدث بالأمسِ في فلسطين، حيث قضى المئاتُ من الأطباء والمسعفين شهداءَ على أيدي المجازر والإبادات. فالطبيبُ الشهيد ليس تمثالًا أو نصبًا، بل مقاومٌ قدَّمَ ذاتَه من أجلِ الحقيقةِ كي تُعاشُ كلَّ يوم، وهو السبيلُ إلى معجزةِ حياةٍ تتفوَّقُ على الموت، فمن حقِّها أن يُعلَنَ عنها ويُحتفَلَ بها، كما سيحدثُ بعد قليل.

وختم وزير الثقافة كلامه “: أيها الأصدقاء، يا أهلَ العروبة من الماءِ إلى الماء. طرابلس عاصمةُ الثقافة العربية لعام 2024، والعاصمة الدائمة للثقافة في لبنان واحدةٌ من المدن التي تعاني أكثرَ ما تعاني، من صورةٍ إعلاميةٍ راجت عنها من غير حق. لا شكَّ في أنها بحاجةٍ إلى تنميةٍ حقيقية، لكن اللبنانيين أجمعين يعرفون المقدِّراتِ التي تحتويها، من بشريةٍ ومادية، والتي تستطيع، إذا فُعِّلَت، أن تنقذَ لبنان كلَّه من أزمتِه الاقتصادية الخانقة. والأهم الأهم الذي تختزنه طرابلس، هو ثروةُ القيم الوطنية التي تتميزُ بها، لا لجهة تجسيد حقيقة العيش الواحد بين أبنائها على اختلاف انتماءاتِهم فحسب، بل لجهة حسنِ إدارةِ التنوع الذي فيها بصورةٍ تزيدُ هذا العيشَ متانةً وتألّقًا، كما هو الحال في نقابات المهن الحرة في هذه المدينة ومنها بالطبع نقابة الأطباء، حتى ليصدقُ فيها قولُ أمير الشعراء: الأرضُ دار ٌ لها الفيحاءُ بستانُ، فأهلًا وسهلًا بكم في طرابلس، تستظلون أرزَ لبنان، وتحتضنكم قلوبُ أبنائه الفيحاء. والسلام.

Leave A Reply