كتبت صحيفة “الديار”: حدد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله معالم المرحلة المقبلة موجها الرسائل المختلفة الى الاسرائيليين مؤكدا جهوزية المقاومة لاسوأ الاحتمالات وان كنا نتطلع الى عكس ذلك، لكن اذا قرر الاسرائيلي الاعتداء على جنوب لبنان بعد وقف النار في غزة سندافع عن لبنان ولن نتسامح مع الاحتلال. وخاطب نصرالله وزير حرب العدو قائلا: دباباتك على حدودنا تعلم ما ينتظرها، رماتنا ماهرون وقبضاتنا كثيرة وصواريخنا اكثر، والمقاومة لاتخشى الحرب ولا تهابها.
وتابع: اذا حصل اتفاق على وقف لاطلاق النار جبهتنا ستتوقف بلا نقاش، واذا فشلت نتحدث لاحقا، لكننا نقول للاحتلال، المقاومة جاهزة ومستعدة وقوية والدليل هو ردود فعلها على الاغتيالات.
ورد على تهديدات الاسرائيليين بالقول: الدبابة الاسرائيلية في رفح فشلت في تحقيق تقدم على مساحة ضيقة فهل يجوز التهديد بها لاجتياح جنوب لبنان؟ وقال ،ابعاد حزب الله، ٨ او ١٠ كيلومترات عن الحدود كما يدعي الاحتلال لن يحل مشكلته.
وقال: ما جرى في غزة ادب الاسرائيلي، وصمودها حمى كل الجبهات من اي هجوم اسرائيلي، وصمود غزة خفض سقف الاهداف الاسرائيلية المعلنة تجاه الجبهات الاخرى ولا سيما لبنان، ولذلك فان الاسرائيلي لم يعد يهدد بالقضاء على المقاومة في لبنان والحرب الشاملة عليه، ولم يعد يهدد ايضا بالقضاء على حزب الله بسبب ما حدث له في غزة حيث لم يستطع القضاء على حماس.
وعن المفاوضات الجارية في الدوحة قال: لم نطلب ان تنسق معنا حركة حماس بشان المفاوضات ونؤيدها بكل قراراتها ومعها الى اخر الخط.
وتابع: يجب ان نسجل لقيادة المقاومة هذا العزم والثبات في ملف المفاوضات ونحن نعلم حجم الضغوط من الاحتلال والصديق، واشار الى ان حماس تفاوض باسمها واسم فصائل المقاومة وكل محور المقاومة وما ترضى به حماس نرضى به جميعا، وتابع: ننتظر نتيجة المفاوضات، والعالم كله سلم ان اسرائيل غير قادرة على الحسم العسكري ويجب وقف اطلاق النار.
واشار الى فشل الحرب الاسرائيلية في الشهر العاشر حيث لم يحقق جيش الاحتلال اي من اهداف العملية.
واضاف: نتنياهو رفض وقف العمليات العسكرية قبل الهجوم على رفح بحجة اجبار المقاومة على الهزيمة، لكنه لم يحقق اي نصر، ومن يهددنا باجتياح جنوب الليطاني فلينظر الى ما يجري في رفح بمساحتها الضيقة.
المفاوضات في الدوحة
رغم الاجواء التفاؤلية التي يشيعها البعض عن محادثات الدوحة واستئنافها وتضييق فجوة الخلافات واطلاق الرهائن واعلان وقف لاطلاق النار، لكنه لا يمكن الرهان على نجاح الاتصالات المعقدة في ظل سياسات نتنياهو المراوغة وتنصله من مواقفه، لذلك ستبقى الكلمة للميدان حتى اشعار اخر، ونتنياهو غير جاهز لوقف اطلاق النار خلافا لكل التسريبات التي سادت خلال اليومين الماضيين قبل الحصول على صورة النصر التي يفتش عنها منذ ٧ تشرين الاول ولم يحصل عليها والا مصيره الموت او الاعتقال، هذه المعادلة الجديدة بعد طوفان الاقصى تفرض نفسها على مجرى الصراع في غزة وبالتالي فان نتنياهو متمسك باستمرار الحرب « يا قاتل يا مقتول « رغم تاكيده خلال لقائه مع المبعوث الاميركي الخاص للشرق الاوسط التزامه باتفاق وقف النار المحتمل شرط الحفاظ على الخطوط الحمراء الاسرائيلية، هذه المعادلة الاسرائيلية التي يقودها نتنياهو تعرفها قيادات حماس وتحديدا القيادي خليل الحية المفاوض باسم الحركة في القاهرة الذي لمس مدى الارباك الاسرائيلي نتيجة عدم القدرة على الحسم السريع في الميدان بعد ٩ اشهر وتاثير ذلك على الاوضاع الداخلية للكيان ودور اسرائيل المحوري في الشرق الاوسط، وهناك من بدا يطرح ويسرب في الدوائر الغربية الى نهاية هذا الدور لصالح المشروع الأميركي البريطاني الفرنسي الألماني الجديد باقامة «كردستان الكبرى» بين سوريا والعراق وتركيا وايران، وتضم ٤٠ مليون كردي وكل خيرات المنطقة، وتكون قادرة على حماية المصالح الاميركية والوقوف بوجه محور المقاومة وروسيا، هذا المشروع الأميركي عرض على العديد من المسؤولين العرب، وشكل السبب الأساسي والمركزي للتقارب السوري التركي العراقي الإيراني، وستشهد العلاقات السورية التركية خطوات وفاقية بشكل متسارع خلال الاسابيع القادمة، هذه التحولات الكبرى فرضها طوفان الاقصى، وما بعد ٧ تشرين الاول ليس كما قبله، ولا خيار امام نتنياهو الا العثور على صورة النصر والتفوق والهيبة، والا على كيانه السلام، وبالتالي فان كل الهدن مكتوب لها الفشل قبل الانتخابات الاميركية وبعدها حديث اخر، ويبقى اللافت ما قاله قائد الحرس الثوري الايراني اللواء سلامي نحن ندعم جبهات المقاومة واذا لزم الامر سندخل ميادين الحرب».
وفي المعلومات، ان وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار خلال زيارته الاخيرة لفرنسا سمع من مسؤول فرنسي كبير مدى الاستخفاف الاوروبي في الموقف اللبناني من موضوع اللاجئين السوريين وضبط الحدود اللبنانية ـ السورية، وقال المسؤول الفرنسي «عن اي حدود تتحدثون، الحدود التي رسمت عامي ١٩١٨ و١٩٢٠ واعلان دولة لبنان الكبير ستتغير والحدود ستتبدل» هذا الكلام سمعه ايضا وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، وجاء في وثيقة الى وزارة الخارجية.
وفي المعلومات، ان البطريركية المارونية بدات التحضير لاحياء مناسبة اعلان دولة لبنان الكبير في الاول من اب على درج المتحف الوطني بحضور المرجعيات الروحية والسياسية واعلان موقف موحد يعبر عن توجهات كل اللبنانيين بالحفاظ على وحدة بلدهم، وقد قوبلت الفكرة بموافقة المرجعيات الروحية واولها المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى.
انقطاع الكهرباء
رغم الظروف الاستثنائية والحرب الاسرائيلية على لبنان وقتل الناس وتدمير البيوت، فان الطبقة السياسية في عالم اخر، وتقود المرحلة بشعار «التكاذب المشترك» بين المكونات السياسية والطائفية، وهذا ما يؤدي الى العجز عن حل المشاكل الحياتية والتعامل على القطعة مع الملفات، وهل يعقل ان تنفجر ازمة الكهرباء مع فصل الصيف وعودة المصطافين؟ وعلى وزير الطاقة وليد فياض ان يصارح اللبنانيين، كيف يدار هذا القطاع؟ وان يرد على اللغط الدائر حول المناقصة على شراء الفيول مع الشركة النيجيرية، ومن اين تامنت الاموال مقابل الاستدانة من العراق؟ وعليه ان يصارح الناس ايضا عن مستوى الجباية وشركات الجباية والمعامل والشبكات؟ وليس بتهديد الناس بانقطاع التيار الكهربائي في عز فصل الصيف؟
وقد ادى انقطاع الكهرباء في اليومين الماضيين الى الشلل الكامل في كل مؤسسات الدولة، وكان لافتا ان قاضي التحقيق الاول في جبل لبنان نقولا منصور اجرى تحقيقاته في ملف قضية «تيكتو كرز». على الشموع واضواء الهواتف لـ٦ ساعات مع القاصرين السوري محمد حمالي والتركي محمد سراج اتاتورك والمدعى عليها غدير غنوي الملقبة جيجي، كما عمت العتمة معظم المؤسسات الرسمية.
مجلس الوزراء وترحيل الملفات الخلافية
لم ينجح مجلس الوزراء في حل الخلاف بين وزير الدفاع وقائد الجيش وبقيت نتائج المدرسة الحربية معلقة وكذلك التعينات والترقيات في سابقة لم تشهدها مؤسسة الجيش في تاريخها، مما ينعكس على صورتها كضامن للسلم الاهلي، وحسب مصادر وزارية شاركت في جلسة مجلس الوزراء فان الخلاف عميق بين الرجلين والثقة مفقودة بينهما، وجوهر الخلاف رئاسي وان صبغ بعناوين قانونية ،والحل صعب اذا لم يتنازل الرجلان رغم «التململ» الحاصل في صفوف كبار الضباط مما يجري، في مرحلة هي الاخطر في تاريخ لبنان.
وتعود مصادر سياسية الى مرحلة اتفاق الطائف، وتروي، ان وزير الخارجية السعودي يومها سعود الفيصل حضر الى دمشق وعرض على الرئيس الراحل حافظ الاسد المسودة النهائية لاتفاق الطائف، وزاد عليه الاسد بخط يده فقرة «لايحق لحاكم مصرف لبنان وقائد الجيش خوض غمار الاستحقاق الرئاسي اذا لم يقدما استقالتهما من منصبهما قبل سنتين من موعد اجراء الانتخابات الرئاسية حرصا على الاستقرار الامني والمالي».
اعتكاف الوزير شرف الدين
اعلن وزير شؤون المهجرين عصام شرف الدين لـ «الديار» اعتكافه عن حضور اجتماعات مجلس الوزراء بسبب تلكؤ الحكومة في تنفيذ القرارات التي اتخذتها لجهة تشكيل لجنة وزارية لمتابعة ملف النازحين السوريين مع الحكومة السورية بالاضافة الى عرقلة تسيير قوافل العودة الطوعية وسحب هذا الملف منه بحجة تشكيل لجنة وزارية لم تبصر النور بعد، مما ادى الى وقف قوافل العودة باستثناء واحدة خجولة اليوم.
واتهم شرف الدين رئيس الحكومة ونائبه ووزير الداخلية بعرقلة اي حوار رسمي مع سوريا ورفض اقامة علاقات رسمية معها او اي تفاهم. مطالبا محاكمة لجنة عودة النازحين امام المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء.
الملف الرئاسي
لا جديد رئاسيا، واجتماع الخماسية مع وفد المعارضة لم يتضمن اي مخرج او اقتراح، كما تبين لاعضاء الخماسية ان الفجوات ما زالت كبيرة وشاسعة والمواقف على حالها بين الكتل النيابية، وهذا ما ترك استياء لدى السفراء الذين يستعدون للمغادرة وقضاء اجازة الصيف في بلدانهم، وعلم ان السفير السعودي سيغادر الى بلاده خلال اليومين المقبلين للبحث مع المسؤولين بالاستحقاق الرئاسي، وفي المعلومات، ان السفيرة الاميركية حضت على اجراء الانتخابات الرئاسية قبل ١٥ ايلول ودخول الولايات المتحدة الاميركية حماوة الانتخابات الرئاسية اوائل تشرين الثاني، والا فان الاستحقاق الرئاسي قد يؤجل الى ما بعد ربيع الـ٢٠٢٥، وحضت المعارضين على قرع ابواب عين التينة للوصول الى حلحلة رئاسية عبر الحوار، ونقلت مصادر نيابية، ان الرئيس بري نعى تحرك المعارضة بقوله «تمخض الجبل فولد فارا» ولفتت المصادر، الى ان الكتل النيابية لاتتحرك باوامر من جعجع ولا تنتظر منه خريطة طريق للالتزام بها، وكان بالحري الاكتفاء ببيان جعجع بدلا من تكبيد المعارضة نفسها عناء اعلان المبادرة، كما نعى وائل ابو فاعور تحرك المعارضة ايضا مشيرا الى ان ما طرحته لا يؤدي الى انجاز الاستحقاق الرئاسي، فيما اعلن التيار الوطني الحر دعمه للتحرك.
كما لمس نواب المعارضة عدم حماس سعودي بانتظار جلاء الامور في بعض ملفات المنطقة، حيث اكد مرجع كبير امام زواره «ان الرياض تفضل العودة الى لبنان على الحصان السوري» وهي تشجع التقارب بين انقرة ودمشق، وكسرت قانون قيصر عبر تقديم المساعدات واخرها عودة الرحلات الجوية بين البلدين بشكل طبيعي.