هل شركة الكهرباء هي من يضحك علينا ام وزارة الطاقة؟ اترى هو مصرف لبنان ام الدولة على تنوع الاحزاب والتيارات والطوائف التي تتشكل منها؟
لا يهم الجواب، فالحقيقة ان ملف الكهرباء شائك ومجبول بالفساد وبالمافيات من رأس رأسه حتى اخمص مولد اشتراك في حي شعبي صغير.
هذا الملف ليس وليد الساعة بل مستمر منذ التسعينات وحتى يومنا هذا!.
تم وعد المواطن بتغذية ٢٤ ساعة في اليوم، لم نصدق ولكن تمنينا لو يٓصدق الوعد وان بنصف عدد الساعات المعلن عنها، لكن لم يحصل ذلك، وها نحن يوماً بعد اخر امام تقلص ساعات التغذية وصولاً الى ساعة في اليوم قبل اسبوع، فيما تم انذار المواطنين ومن ايام ثلاثة ماضية بأن العتمة الشاملة أتت وان معملي دير عمار والزهراني توقفا عن تغذية المناطق ويجب تدارك الوضع وحل الاشكالية التي حملتها الشركة لمصرف لبنان الذي اعلن عدم مسؤوليته عن هذا الموضوع وكذلك فعل وزير المال ووزير الطاقة فمن المسؤول اذاً؟.
استئجار بواخر، سلفات خزينة، خدمة دين الكهرباء كلها امور راكمت الديون فقط لا غير ، وبقيت الكهرباء غائبة والمواطن يعيش بين نار فاتورتها المرتفعة ونار فاتورة المولدات من دون ان تحرك شركة الكهرباء نفسها وتراجع حساباتها للسيطرة على مكامن الهدر والفساد المستشري فيها في حين يدعي وزير الطاقة وشركة الكهرباء ان هناك فائضاً فاين هذا الفائض ولماذا كل عدة اشهر يهولون بالعتمة الشاملة؟
اليوم يتحدثون عن تغذية قريبة قد تصل الى ست ساعات لان مسألة فيول العراق تم حلها وفي الاصل لماذا لا تتم معالجة الامور قبل استفحالها لاسيما ان الملف برمته في يد تيار سياسي ينتمي الى رئيس جمهورية تربع ست سنوات على عرش الفخامة من دون الوصول الى حل لانقطاع التيار المستمر لا بل ارتفع حجم الدين العام بسبب الكهرباء رغم المساعدات والمنح والقروض لتنفيذ اصلاحات طلبها البنك الدولي واستعداد المجتمع الدولي لضخ المليارات لمساعدة لبنان شرط اقامة هيئة ناظمة للكهرباء وتحديث الشبكة ووقف الهدر وزيادة الاسعار الا ان شيئا من ذلك لم يحدث باستثناء رفع التعرفة التي باتت ثقيلة على المواطن الذي يعتمد معظم نهاراته ولياليه على مولدات الاشتراك بعدما رفعوا ساعات التقنين بحيث باتت فاتورة الكهرباء “خوة” لمن يلتزم القانون.
رفعوا تعرفة الكهرباء غابت التغذية.
رفعوا تعرفة الانترنت تراجعت التغطية.
رفعوا تعرفة المياه انقطعت عن المنازل.
معظم الناس قطعوا اشتراكاتهم والغوا ساعات الكهرباء، معظم المواطنين استبدلوا اشتراك التلفون الارضي والانترنت باشتراكات مع شركات خاصة فيما الغالبية العظمى من المواطنين يشترون المياه المعدنية ومياه الخزانات، اما عن الدواء فحدث ولا حرج فالبعض يستقدمه من سوريا ومعظم المرضى يشترون الدواء التركي ومنهم من يتناول الدواء الايراني او ينتظر الاقرباء لامداده بالدواء الاوروبي او الاميركي.
هذا غيض من فيض ما يعاني منه المواطن باساسياته وحقه بالعيش الكريم وبالكهرباء والماء والدواء والانترنت عصب الحياة العملية اليوم.
ليست المشكلة بالكهرباء فقط كي لا نظلم احداً بل في كيفية ادارة شؤون الدولة ولكن كون الكهرباء عصب الحياة وكوننا كل فترة نهدد بالظلام والظلم كان هذا الحديث.
اما بعد، لا تزال “الطاسة ضايعة” حتى الساعة ولا يزال الكل يتهم الكل فيما على الكل تقع المسؤولية ولكننا شعب يتأقلم بسرعة وينام بدل ان يستيقظ ويطالب بحقوقه المهدورة لان القيمين على البلد لن يعطونا اياها ودائماً الحق على الاخرين وليس عليهم بنظرهم!.
بالأمس، وضع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حداً أزمة الكهرباء في إتصال أجراه مع نظيره العراقي محمد شياع السوداني الذي وعد بحل مسألة تمويل لبنان بالفيول، ما شكل بشرى للبنانيين بعودة التيار الكهربائي الذي ليست المرة الأولى التي يغيب فيها ولن تكون الأخيرة، فكل عتمة وأنتم بألف خير..
حسناء سعادة – سفير الشمال