كتبت صحيفة “الديار”: في أداء “اسرائيلي” يؤكد الإصرار على افشال الجولة الجديدة من المفاوضات التي انطلقت مؤخرا، اوعز رئيس وزراء العدو الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بتكثيف المجازر بحق النازحين في غزة المتواجدين في مراكز الايواء، تحت حجة مطاردة قيادات حركة حماس.
فبعد المجزرة التي استهدفت يوم السبت مخيمات النازحين في منطقة مواصي خان يونس، وخلّفت أكثر من 75 شهيداً وحوالى 300 جريح، في غارات قال العدو انها كانت تستهدف قائد كتائب عز الدين القسام محمد الضيف وقائد لواء خان يونس رافع سلامة، واصل الاحتلال مجازره امس الاحد، ما ادى استشهاد 13 شخصا واصابة 70 آخرين، بغارة على مدرسة للأونروا تأوي نازحين في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
جولة فاشلة جديدة؟
هذا الآداء الاجرامي وضع حماس امام خيارين: اما وقف التفاوض مع العدو احتجاجا على ممارسته، وبالتالي اعطاءه ما يريد في هذا الاطار، او مواصلة احراجه وكشفه امام المجتمع الدولي من خلال المضي بالمفاوضات، ولو تحت ضغط النار والمجازر.
فبعد ان كانت وكالة “فرانس برس” نقلت عما وصفته قيادي كبير في الحركة، بأنه تقرر وقف المفاوضات للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، منددا بـ”عدم جدية الاحتلال، وارتكاب المجازر في حق المدنيين العزّل”، مؤكدا في الوقت عينه أن قائد كتائب عز الدين القسام محمد الضيف “بخير” .
وبعدما قالت “إسرائيل” إن غارة استهدفته السبت، خرج عضو السياسي لحماس عزت الرشق ليؤكد في بيان ان “ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية، وتداولته بعض وسائل الإعلام، عن قرار لدى حركة حماس بوقف المفاوضات، رداً على مجزرة المواصي غرب خان يونس، لا أساس له من الصحة”. واعتبر ان “هذا التصعيد النازي ضد شعبنا من قبل نتنياهو وحكومته النازية، أحد أهدافه قطع الطريق على التوصل لاتفاق يوقف العدوان على شعبنا، وهو ما أصبح واضحاً لدى الجميع”.
وقالت مصادر مطلعة على مسار المفاوضات، انه يمكن القول ان “هذه الجولة لم تنته بعد، انما ما يمكن تأكيده ان المفاوضات تترنح بعد المجازر “الاسرائيلية” المتلاحقة” ، لافتة في حديث لـ “الديار” الى ان “حماس تدرك جيدا ان نتنياهو يراوغ ولا يريد هدنة، لذلك رغم كل الاحراج الذي يتعرض له والضغوط المتلاحقة سواء داخل “اسرائيل” او في الخارج، لا يزال مصرا على رفض وقف اطلاق النار، سواء من خلال وضعه شروطا تعجيزية للسير بالهدنة او من خلال التصعيد العسكري على الارض بوجه المدنيين العزل. “واضافت المصادر “المسار الحالي يوحي اننا بصدد تكرار سيناريو جولات التفاوض السابقة، ما يعني اقترابنا من جولة فاشلة جديدة”.
اصابة 10 عسكريين “اسرائيليين”
ميدانيا، أقرّ جيش العدو يوم أمس بإصابة 10 عسكريين خلال الـ24 ساعة الماضية، بينهم 3 في معارك غزة، فيما زعم المتحدث باسم الجيش “الإسرائيلي” دانيال هاغاري “مقتل قائد لواء خان يونس رافع سلامة خلال عملية أمس في مواصي خان يونس”.
من جهتها، أعلنت حركة حماس عن تمكّنها من “رصد قوّة صهيونية خاصّة تسلّلت متخفيّة داخل شاحنة مساعدات”، كاشفة أنّه “عند وصولها إلى مفترق المشروع شرق رفح ودخولها أحد المنازل، قام مجاهدونا بالاشتباك المباشر معهم من مسافة الصفر بالأسلحة الخفيفة وقذائف الأفراد، وإيقاع جميع أفرادها بين قتيل وجريح”.
لا خوف على لبنان
اما على جبهة لبنان، فقد كثفت المقاومة هجماتها، مقابل تراجع عمليات قصف العدو للقرى والبلدات، مثبتة بذلك معادلة ان قوة ردع تبعد شبح الحرب الموسعة عن لبنان، بحسب ما اكد مصدر قريب من حزب الله.
وشَنَّ مجاهدو المقاومة الإسلامية امس هجوماً جوياً بِسرب من المسيرات الإنقضاضية على مقر قيادة الفرقة 91 المُستحدث في اييليت، مُستهدفين أماكن استقرار ضباطها وجنودها، وحققوا فيها إصابات مؤكدة. كما استهدفوا انتشاراً لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع حدب يارين بالأسلحة الصاروخية، كما إنتشاراً آخر للجنود في محيط موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بِصاروخ بركان.
ومساء، استهدف حزب الله موقع الرمثا في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابةً مباشرة، فيما شن العدو الاسرائيلي غارة على بلدة بني حيان، وغارة على بلدة حولا – طريق بلدة مركبا واخرى على بلدة الخيام وعيتا الشعب.
وتوجه نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في مجلس عاشورائي في الأوزاعي الى “بعض الذين يتصدون ويطلقون تصريحات حول الحرب ونظرتهم إلى الحرب، ومحاولة إبعاد لبنان عن الحرب”، سائلا: “ما هي المصلحة الوطنية أن ينبري بعضهم فيطعن المقاومة في ظهرها، ويبدأ بإثارة الأسئلة التي لا وقت لها الآن، أو يطالب بإلغاء قدرة لبنان تحت ذرائع مختلفة ونحن في الميدان، ويبرر “لإسرائيل” ما تصنعه ويروج لعدم مواجهتها، ويطرح خيارات تعطل قدرة لبنان وقوة لبنان أثناء المواجهات والتضحيات، فنسألهم ما هي المصلحة الوطنية في ذلك؟! وأنتم تعلمون أنكم بذلك تزيدوننا تصميماً وعزيمة، وتدعوننا إلى المزيد من الاحتياط لننتبه لكم في ألا تطعنوا في ظهورنا”.
لتنازل الفريق الآخر!
وعن الملف الرئاسي قال الشيخ نعيم قاسم “اذا أردتم أن يكون هناك رئيس في لبنان، فما الداعي إلى رفض فكرة الحوار؟ يجيبون بأننا لا نريد أن نقوم بالحوار حتى لا يصبح ذلك عرفاً! نحن ندعو إلى الحوار وناقشوا فترة قصيرة من الزمن لننتقل من الحوار إلى الانتخاب، أما التمترس خلال سنة ونصف وراء آراء جامدة لا تتحرك عند كل الأطراف، فهذا يعني أن الأمر سيتأخر كثيراً، من أراد أن ينجز الاستحقاق الرئاسي عليه أن يسرع بتقديم بعض التسهيلات والتنازلات والنقاشات حتى نتفاهم، وكل من يتذرع بحرب غزة فيقول إنَّ الحل لا يأتي إلا بعد انتهاء حرب غزة فهو لا يتكلم بدقة، لأَّنه لا علاقة لحرب غزة بالامتناع عن انتخاب رئيس للبنان، فعدم انتخاب رئيس للجمهورية سببه التمزق والتشرذم الداخلي والتصلب في المواقف، ولو حصلت الآن حلحلة فغداً يمكن أن يكون هناك رئيس للبنان حتى ولو كانت الحرب مشتعلة”.
اما عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب علي حسن خليل، وخلال احياء حركة “أمل” – شعبة الصرفند الليلة السادسة من ليالي عاشوراء في باحة حسينية الزهراء في بلدة الصرفند ، فقال: “لا نريد ان نجيب او ان نتوقف عند بعض الاصوات التي تريد إعادة الامور الى الوراء، وعدم الاستفادة من تجارب الماضي، ومحاربة طواحين الهواء والتركيز على حواجز وهمية أسقطتها مصداقية المشروع الذي اطلقه الرئيس نبيه بري من حوالي السنة، تعالوا لنتفاهم ولنقرأ معا تجاربنا في 2007 و2016 وقبلها وقبلها، والتي اكدت ان الحوار والتلاقي وتفاهم اللبنانيين وحده القادر على بناء المؤسسات، وعلى إطلاق عملها وصياغة المشروع القادر على تحقيق مصالح الناس ومستقبل هؤلاء الناس”.
الملف الرئاسي دخل في “كوما”
وتتجه الانظار الى اللقاء الذي يعقده وقد المعارضة مع ممثلين عن “الثنائي الشيعي” يوم الجمعة المقبل، الا ان مصادر مواكبة للحراك اكدت انه “اصبح بحكم الساقط بعدما ضُرب من بيت ابيه بخروج رئيس “القوات” سمير جعجع لنعيه بعد ساعات من اطلاقه” . واضافت المصادر لـ “الديار” : “بات واضحا ان المعارضة وبخاصة “القوات” ارادت من هذه المبادرة رفع المسؤولية عنها امام المجتمع الدولي، لتقول انها تريد حوارا بشروطها لا بشروط الرئيس بري، لكنها بذلك رسخت لهذا المجتمع انها حقيقة جزء من المشكلة لا الحل”. ونبهت المصادر من ان “الملف الرئاسي دخل في كوما ، وان الخشية حقيقية من انه لن يخرج منها في المدى المنظور”.