الإثنين, سبتمبر 16

هل يتعرض نتنياهو لما تعرض له ترامب؟!

هي حلقة جديدة من المفاوضات حول وقف إطلاق النار في غزة يقوم رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو بتفشيلها، حيث بات العالم بأسره يدرك أنه يخوض حربا شخصية عبثية من دون أفق.

كادت المفاوضات أن تصل الى خواتيمها السعيدة بعد الجهود الأميركية القطرية والمصرية التي نجحت في إنتزاع مرونة من حماس لجهة القبول بوقف مؤقت لإطلاق النار وبإنسحاب جزئي للجيش الاسرائيلي من قطاع غزة مع ضمانات أميركية جدية بأن يتحول المؤقت الى دائم والجزئي الى كامل، حيث أكدت حماس أن الكرة في ملعب إسرائيل وفي حال وافقت يمكن البدء بتنفيذ بنود الاتفاق.

لم يتأخر الرد الاسرائيلي الذي جاء بإرتكاب مجزرة في منطقة المواصي والإدعاء بقتل محمد الضيف، في محاولة واضحة من نتنياهو لضرب كل الجهود الرامية الى وقف إطلاق النار، علما أن المواصي تعتبر منطقة إنسانية آمنة وكانت إسرائيل تطلب من المدنيين في غزة التوجه اليها.

وقد سارعت إسرائيل الى تعميم أخبار بأن حماس أوقفت المفاوضات ردا على مجزرة المواصي وقتل محمد الضيف، وقد نشرت وكالة الصحافة الفرنسية خبرا بهذا الخصوص سارعت حماس الى نفيه، مؤكدة أن الضيف يسمع كلام نتنياهو وإسرائيل ويضحك عليهما، مشددة إلتزامها بما وافقت عليه ما يجعل الكرة مجددا في ملعب إسرائيل.

تشير المعلومات الى أن الوسطاء الأميركي والقطري والمصري سيعاودون إحياء المبادرة من جديد منتصف الاسبوع، في ظل تعنت إسرائيلي وعجز أميركي عن فرض أي إيجابية على نتنياهو الذي يفتش عن كل الذرائع للاستمرار في الحرب ولو على حساب كيانه الغاصب والمجتمع الاسرائيلي.

ولا شك في أن نتنياهو قد يستفيد من محاولة إغتيال الرئيس السابق دونالد ترامب للعب في مساحة الإرتباك التي تركتها لتأخير تجرع الكأس المرّ المتمثل بوقف إطلاق النار.

يدرك نتنياهو أن وقف إطلاق النار يعني خسارته الحرب، وبالتالي فإنه في اليوم التالي سيواجه كل أنواع المحاسبة من تحميله مسؤولية أكبر هزيمة للكيان في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي، الى مسؤولية أكبر إخفاق عسكري في طوفان الأقصى، الى مسؤولية الفشل في مواجهة المقاومة الاسلامية في لبنان، الى إرتكابات الهدر والفساد، الى عطش المعارضة لإسقاطه، الى الإنقسامات التي قد تؤدي الى حرب أهلية داخل إسرائيل، وكل واحدة من هذه الاتهامات قد تستدعي محاكمة تصل عقوبتها الى السجن المؤبد.

في حين تدرك الادارة الأميركية أن الحرب تضغط عليها بشكل كبير لدرجة عدم القدرة على التحمل لا سيما في ظل التراجع الشعبي الهائل للرئيس جو بايدن مقابل العطف المتزايد لترامب خصوصا بعد محاولة الإغتيال، ما يضعها في موقع العاجز عن التحكم بتطورات المنطقة.

لذلك، فإن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدا من الجهد الأميركي لوقف إطلاق النار لحفظ ماء وجه بايدن الذي يخشى أن يكون ضحية جديدة من ضحايا نتنياهو المستعد للقيام بأي شيء يحافظ على بقائه ويمدد عمره السياسي. فهل تصل أميركا الى قناعة بأن لا حل في غزة والجبهات المساندة مع وجود نتنياهو، وهل يتعرض رئيس حكومة إسرائيل لما تعرض له ترامب، لكن من دون أن ينجو؟!!.

غسان ريفي – سفير الشمال

Leave A Reply