كتبت صحيفة “الديار”: جمعت خيبة الامل، في الساعات القليلة الماضية الجمهور الاسرائيلي، “وخصوم” حزب الله في الداخل اللبناني، الاول عبّر من خلال استطلاعات الراي عن عدم ثقته بجيشه ولا بحكومته في القدرة على الحسم في غزة، وفي مواجهة حزب الله، وتوصل ما يقارب الـ 70 بالمئة من الاسرائيليين الى خلاصة مفادها ان كل التهديدات على الجبهة الشمالية فارغة ولن تتحول الى امر واقع. اما الجهات اللبنانية المعادية للحزب فقد خاب املها من الحلفاء وفي مقدمتهم واشنطن بعدما اكتشفوا انها ليست في صدد مواجهة حزب الله، ولم تتبن “صراخهم” العالي لاستدارجها الى المعركة، اقله سياسيا، بل نصحتهم بالحوار مع “الثنائي”.
في هذا الوقت، وفيما تتواصل المواجهة الميدانية، حيث شنت المقاومة اكثر من 9 عمليات ابرزها وصول المسيرات الانقضاضية الى عكا، واستهداف مقر قيادة اللواء الغربي جنوب يعرا، انشغلت الاوساط الاسرائيلية في محاولة “فك شيفرة” معادلات اليوم العاشر من محرم التي اطلقها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في ظل تسريبات جديدة حول “مفاجآت” المقاومة وآخرها الحديث عن قوة بحرية مقلقة للغاية، فيما يطارد “الموساد” مسيرات حزب الله في اوروبا؟!
وقد اختصر السفير الاميركي الاسبق في اسرائيل مارتن اينديك حقيقة المأزق الاسرائيلي الراهن بالقول” ان المبدأ الأساسي في نظرية إسرائيل بشأن “الدفاع الوطني”، هو القدرة على الدفاع عن نفسها بقوتها الذاتية، دون تحفظات، لكن استنفار حاملات الطائرات الأميركية في البحر المتوسط وفي البحر الأحمر، منذ بداية الحرب، يثبت أن إسرائيل غير قادرة على ذلك، ولكنها لا تحتمل “صورة” الهزيمة. وفي هذا السياق، اعلن البيت الابيض بالامس انه لا يرى مؤشرات على وجود احتمال حرب شاملة بين حزب الله واسرائيل.
القلق من “تهجير” جديد
فقد توقفت وسائل الاعلام الاسرائيلية وكبار المحليلين عند ما وصفوه بخطورة حديث السيد نصرالله عن الرد على استهداف إسرائيل للمدنيين في قرى وبلدات الجنوب بتوسيع مديات استهداف المقاومة نحو مستوطنات جديدة في الشمال، ولفتوا الى ان هذا يعني بشكل واضح ان أي استهداف للمدنيين اللبنانيين يعني مزيدا من المهجرين والنازحين من الإسرائيليين في الشمال، وهذا يعني ببساطة مضاعفة اعداد النازحين الإسرائيليين أي ستتعمق مشكلة إسرائيل في هذا الجانب. ووفقا لوسائل اعلام العدو، اذا راجعت اسرائيل سياسية قتل المدنيين، فهذا يعني ان نصر الله نجح مرة أخرى من لجم وردع إسرائيل دون الحاجة الى رفع مستوى التصعيد مباشرة.
ما يقوله نصرالله يفعله!
وقد وصفت القناة الـ”12″ الإسرائيلية، تهديدات نصرالله بانها مقلقة للغاية ولفتت الى انه كان يقصد بوضوح استهداف مدينة نهاريا. واقرت بوجود “تناسق” بين ما يهدّد به السيد نصر الله وما يفعله، وأضافت: “نحن رأينا في السابق مراراً وتكراراً أنّ نصر الله حين يقول ينفذ أيضاً. ولفت إلى أنّ السيد نصر الله تطرّق إلى المسّ بالمدنيين على أنّه “خط أحمر” منذ اللحظة الأولى، ولكن تهديداً كهذا بشأن توسيع قطاع القتال “هو أمر مختلف كلياً.
التهديدات الفارغة
من جهتها، نقلت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية عن مستوطنين نازحين من شمالي فلسطين المحتلة قولهم إنّ التهديدات التي يطلقها المسؤولون الإسرائيليون ضدّ حزب الله هي “تهديدات فارغة”، وهي لا تخيف نصر الله، ولا تحظى بثقة الجمهور. وأضافت مراسلة الصحيفة في الشمال، شاكيد سادِه، نقلاً عن هيئة “نقاتل من أجل الشمال”، أنّ الهجمات التي يشنّها الجيش الإسرائيلي ضدّ لبنان “ليست عملاً سيُترجم إلى نصر وحسم”.
نصرالله يجلس “ويضحك”..
كذلك، أقرّ المستوطنون النازحون أيضاً بأنّ العمليات التي ينفّذها حزب الله توقع قتلى ومصابين وأضراراً في المنازل. وإزاء ذلك، فإنّهم أعربوا عن غضبهم من الضعف الإسرائيلي بوجه حزب الله، مطالبين وزير الأمن، يوآف غالانت، وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، ورئيس مجلس “الأمن القومي”، تساحي هنغبي، بالتوقف عن إطلاق التهديدات. وتابعوا مؤكدين: “نصر الله يجلس ويضحك”.
هجوم سريع ومفاجىء؟!
وكان وزير الحرب يوآف غالانت هدد بإمكانية الانتقال إلى حرب مع حزب الله في لبنان بشكل “سريع ومفاجئ وحاد جداً”، وقال “نشن حرباً محدودة في الشمال، نستخدم جزءاً صغيراً من قوة الجيش الإسرائيلي، لكن الأمور يمكن أن تتغير في ثانية، من جهد رئيسي في الجنوب إلى جهد رئيسي في الشمال وهو أمر سيكون سريعاً ومفاجئاً وحاداً جداً”، على حد قوله. وأضاف: نقترب من اتخاذ القرار وسنعرف كيف نسير على الطريق الذي سيحقق الأمن لسكان الشمال؟!
مفاجآت حزب الله البحرية
وفي سياق، القلق المتعاظم من قدرات حزب الله، نقلت صحيفة (كالكاليست) الاسرائيلية عن مسؤولين اسرائيليين تاكيدهم أنّ حزب الله يمتلك مئات الصواريخ ضدّ السفن، بما في ذلك صواريخ من طراز سي.802، والذي يصل مداه إلى 120 كيلومترًا، ويحمل متفجرّاتٍ بزنة 165 كيلوغرامًا، وبالإضافة إلى ذلك فإنّه بحوزة الحزب صواريخ من طراز (ياخونت)، والتي يصل مداها إلى 300 كم وباستطاعتها حمل متفجرّاتٍ بزنة 300 كلغ.
كومندوس بحري..
وأكّدت المصادر عينها، أنّ حزب الله يملك ويُفعِّل قوات كوماندوس بحريّة، تضُمّ سفنًا صغيرةً وسريعةً وتعمل أساسًا على جميع المعلومات عن المناطق الحساسة والإستراتيجيّة داخل العمق الإسرائيليّ، وفق ما أكّده أيضًا مركز (علما) في تل أبيب. وشدّدّت الصحيفة العبريّة في سياق تقريرها على أنّ حزب الله يملك غواصّاتٍ صغيرةٍ من طراز (غدير)، والتي يصل طولها إلى 29 مترًا وبمقدورها حمل 10 حتى 18 مقاتلاً مختّصًا في المجال البحريّ.
وغواصات…؟!
ووفقا لتلك المعلومات، فان الحزب يملك غوّاصاتٍ دون غوّاصين، مثل الطائرات دون طيّارٍ، وبواسطة هذا السلاح، أصبح الحزب قادرًا على تهديد حقل الغاز في (كريش)، كما أنّها تُشكِّل تهديدًا على قطع الأسلحة التابعة لسلاح البحريّة الإسرائيليّة، وضرب كوابل الاتصالات في أعماق البحر، ومنها الكابل الواصل بين مدينتيْ نهاريا وحيفا.
خطر الانفاق؟
والأخطر براي الصحيفة، أنّه فقط عن طريق اجتياح جنوب لبنان يُمكِن الكشف عن قوّة حزب الله الحقيقيّة، وعلى نحوٍ خاصٍّ كمية الأنفاق التي تُثير القلق الكبير في اسرائيل، وتبنت مقال في صحيفة (ليبراسبيون) الفرنسيّة، زعمت فيه ان كوريا الشماليّة ساعدت حزب الله منذ أوائل الثمانينات من القرن الماضي ببناء منظومة دفاع تحت الأرض يصل طولها إلى مئات الكيلومترات، والتي تصِل من بيروت إلى البقاع وحتى سوريّة، وقدرت ان عمق النفق يصل إلى ما بين 40 حتى 80 مترًا في أرضٍ صخريّةٍ، وأنّ جميعها مزوّدة بصواريخ إيرانيّةٍ من طراز (فاتح 110) قصيرة المدى، بالإضافة إلى الصواريخ الباليستيّة.
حرب مفتوحة على المسيرات؟!
وفي توقيت مريب، يتزامن مع تفوق سلاح مسيرات المقاومة على القبة الحديدية الاسرائيلية، اكدت مصادر مطلعة ان حملة استخباراتية يقوم بها “الموساد” وتشارك فيها اكثر من دولة في العالم في محاولة للحد من مخاطر هذا السلاح، وما اعلنته الشرطة الإسبانية امس قد يكون “جبل الجليد”، في هذه الحملة، فهي اكدت في بيان امس، إنها اعتقلت أربعة مشتبها بهم، ثلاثة في إسبانيا وواحد في ألمانيا، في إطار تحقيق زعمت انه يرتبط ببيع أجزاء من طائرات مسيرة لحزب الله. ولفتت الشرطة الى أن التحقيق بدأ في إسبانيا، حيث رصدت الشرطة شركات إسبانية يملكها مواطنون لبنانيون المولد تتاجر بكميات كبيرة من أجزاء ومكونات طائرات عسكرية مسيرة قادرة على حمل متفجرات. زعم بيان الشرطة الإسبانية إنه استنادا إلى تحليل الوثائق التي توضح بالتفصيل تجارة مكونات الطائرات داخل أوروبا، فمن الممكن أن يكون حزب الله قد قام بتجميع عدّة مئات أو حتى آلاف الطائرات المسيّرة باستخدام أجزاء تلك الطائرات. وأوضحت الشرطة أن الطائرات الخفيفة، التي يصعب رصدها وإيقافها، كانت محملة بمتفجرات يصل وزنها إلى عدة كيلوغرامات ويتم إرسالها إلى داخل إسرائيل. وزعم البيان إن بقايا الطائرات المسيرة التي يطلقها حزب الله والتي عثر عليها في إسرائيل تتطابق مع نوع المكونات التي صادرتها الشرطة في إسبانيا وألمانيا.
رد المقاومة على الاغتيالات
ميدانيا، نعت حركة حماس والجماعة الاسلامية القيادي ابو محمود محمد جبارة جراء غارة معادية في منطقة غزة في البقاع. وكانت مسيّرة إسرائيلية، أغارت على سيارة جبارة على طريق بلدة غزة في البقاع الغربي، ممّا أدّى إلى اشتعالها. واستهدفت غارة اسرائيلية ايضا منطقة مفتوحة في الجبل فوق بلدة عين التينة في البقاع الغربي. كما أغار الطيران المسيّر الاسرائيلي على سيارة رابيد في بلدة جبال البطم في قضاء صور. وقد نعت المقاومة الاسلامية الشهيد على طريق القدس حسن علي مهنا “أبو هادي” من بلدة جبال البطم”. وردا على اغتيالي غزة وجبال البطن، انقض سرب من المسيرات على قاعدة كيلون جنوب شرق مدينة عكا. وفيما اعلن جيش الاحتلال مقتل ضابط إسرائيلي متأثرا بجروح أصيب بها جراء انفجار مسيرة في الجولان، مطلع الشهر الحالي، استهدفت المقاومة موقع المرج بصواريخ البركان، كما استهدفت المقاومة دبابة ميركافا قرب موقع الراهب، كما استهدفت موقع بركة ريشا، وحدب يارين، وكذلك مستعمرة المطلة. ورويسة العلم في مزارع شبعا وموقع قيادي اسرائيلي في يعرا.
الاعتداءات الاسرائيلية
وقام الجيش الاسرائيلي بعملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة باتجاه بلدة الوزاني واستهدف بلدة شيحين بصاروخ موجه. كما استهدف القصف المدفعي المتقطع ليلا، بلدة عيتا الشعب. واغار الطيران المسيرعلى غرفة غير مأهولة اندلعت فيها النيران في وادي العزية، اطراف بلدة زبقين وتوجهت فرق الاطفاء الى المكان. وشن غارة ثانية استهدفت المنطقة الواقعة ما بين ياطر وزبقين وتسبب الدوي الهائل الناتج عن خرق الطيران الحربي الاسرائيلي لجدار الصوت وعلى دفعتين ظهرا في اجواء منطقة النبطية بانهيار جزء من سقف منزل في حي فريدي في بلدة كفرتبنيت، ونجت العائلة بأعجوبة.
خيبة امل للمعارضة
داخليا، لا جديد في ظل وصول مبادرة المعارضة الى حائط مسدود، ليس فقط بعد نعيها من قبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، واعتبارها كانها لم تكن، وانما بسبب عدم وجود من “يشتريها” في الخارج، وخصوصا مع البرودة الاميركية الواضحة في تلقفها، ولهذا، وفقا لمصادر سياسية بارزة، لا توجد اي آمال معقودة على الاجتماع المرتقب لوفد المعارضة مع نواب “الثنائي الشيعي”. وقبل ذلك كان اجتماع وفد المعارضة مع الخماسية والكتل النيابية مخيبا للآمال، الامر الذي ترك استياء لدى المعارضة في ظل استعداد السفراء لمغادرة لبنان وقضاء اجازات الصيف في بلدانهم. فالسفيرة الاميركية ليزا جونسون التي التقت وفدا نيابيا معارضا، وحضتهم على اجراء حوار جاد مع “عين التينة” للوصول الى حلحلة رئاسية عبر الحوار، دون ان اشارة ولو بسيطة الى استعدادها لخوض مواجهة مفتوحة داخليا مع حزب الله. وفيما غادر سفيرالسعودية وليد البخاري الى بلاده، لم يلمس نواب المعارضة وجود حماسة خليجية لاقتراحهم الانتخابي الرئاسي بانتظار جلاء الامور في بعض ملفات المنطقة خصوصا حرب غزة والتقارب السعودي -الايراني مع العهد الجديد في طهران، وتحسن العلاقات مع دمشق.
تسوية الحربية “تبصر النور”
في هذا الوقت، وعلى الرغم من تجدد السجال بين وزير الدفاع موريس سليم ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، اقرت تسوية المدرسة الحربية في جلسة لمجلس الوزراء عقدت امس ببند وحيد حُلت فيها مسألة مباراة الدخول لكن مسألة ايجاد حل لتعيين قائد الاركان، لم تحل خلالها. فقد أصدر مجلس الوزراء قراراً وافق بموجبه على كتاب وزير الدفاع الوطني، إجراء مباراة بهدف إكمال عدد الضباط لدورة الكلية الحربية والذي يصل عددهم الإجمالي إلى 200، على أن يُلحق جميع الناجحين في آن واحد قبل نهاية تشرين الأول المقبل.
لا حل لرئاسة الاركان
الا ان وزير التربية في حكومة تصريف الاعمال عباس الحلبي أعلن انه سجل اعتراضه على “التسوية التي تمت والتي وافق عليها مجلس الوزراء، وقال انه من الأولى ان تزال التحفظات عن إصدار مرسوم رئيس الأركان وهذا ما يساعد على انتظام العمل في المؤسسة العسكرية.؟! وهذه المشكلة تبقى مستعصية دون حل، واذا لم يوقع وزير الدفاع المرسوم لن يمارس رئيس الاركان مهامه، وحتى الان لا يبدو “التيار الوطني الحر” في وارد التراجع عن التمنع عن التوقيع بانتظار استحقاق انتهاء مدة التجديد لقائد الجيش؟!.
لا للتعيينات
وفي الجلسة ايضا، إعترض وزير الاعلام زياد المكاري على طرح وزير الشباب والرياضة جورج كلاس بوجوب إقرار بعض التعيينات الإدارية، وقال انه تجانسا مع قرار فريقه السياسي المؤكد منذ البداية الالتزام بإتخاذ فقط القرارات الضرورية لتسيير المرفق العام ورفض التعيينات قبل انتخاب رئيس للجمهورية، وهو امر ايده وزير الثقافة محمد المرتضى.
ملف النزوح
وفي ملف النازحين السوريين، اكد ميقاتي خلال الجلسة” ان ما توافقنا عليه واتخذنا القرارات بشأنه تتم متابعته من قبل الوزارات والاجهزة المعنية وفي مقدمها الامن العام، وعبر اجتماعات مع كل الاجهزة المعنية. وفي الجلسة المقبلة سنطلب من المدير العام للامن العام الحضور معنا لاطلاعكم على مراحل تنفيذ الخطة الموضوعة في هذا الاطار. كاشفا ان وزير الخارجية سيقوم بزيارة الى سوريا بعد عودته من نيويورك.