فيما شكّكت اصوات اعلامية ومعارضة في “اسرائيل” بقرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إرسال وفد التفاوض الى الدوحة وأدرجته في سياق محاولة استعراضية قبل زيارته المقرّرة الى واشنطن، تظهره في موقع الراغب في بلوغ تسوية سبق أن فخخها بشروط تعقيدية لها، أبلغ خبير في الشؤون الإسرائيلية الى “الجمهورية” قوله، انّه “حتى ولو كان نتنياهو راغباً في المماطلة وإعاقة الوصول الى تسوية، مراهناً على شحنات قوة يستمدها من وصول دونالد ترامب الى البيت الابيض، الّا انّه لا يستطيع ان يتجاوز حقيقة أنّ وضع حكومته بات اكثر اهتزازاً من ذي قبل، كما انّ الداخل الاسرائيلي لا يحتمل اشهراً اضافية من الحرب بلا اي طائل، مع بروز عوامل قلق جدّية في المجتمع الاسرائيلي تجلّت أخطرها في استهداف الحوثيين لتل ابيب والصدمة الكبرى التي احدثها. فضلاً عن أنّ ضغط اهالي الاسرى يتنامى بشكل كبير ضدّ حكومة نتنياهو لبلوغ صفقة تبادل تحرّر ما تبقّى من الاسرى من قبضة “حماس”. يضاف الى ذلك العبء الكبير المالي والمجتمعي الناشئ عن استمرار تهجير سكان مستوطنات الشمال”.
بحسب الخبير عينه، فإنّ الحرب، باعتراف الاسرائيليين انفسهم، لن تؤدي الى تحرير الاسرى الاسرائيليين، ولا الى تهدئة جبهة جنوب لبنان وتأثيراتها المباشرة، خصوصاً على سكان مستوطنات الشمال. الأمر الذي يبقي الحاجة ملحّة جداً الى حل سياسي في المدى القريب، وربما القريب جداً، يبدأ من غزة ويصل الى لبنان ويمنع توسع نطاق الحرب. وهو الامر الذي اعاد وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن التأكيد عليه خلال الاسبوع الماضي.
واشار الخبير عينه، الى انّ هذه الاجواء تعزز الاعتقاد بأنّ التسوية تقترب من أن تنضج، لكن تبقى الخشية قائمة من استمرار نتنياهو في سياسة المماطلة والتعطيل الى ما بعد خروج بايدن من البيت الابيض، مراهناً على ظروف افضل قد تتوفر له مع رئاسة دونالد ترامب، تحسّن من شروطه وتطلق يده لزيادة الضغط ليس على حركة “حماس” فحسب، بل على سائر جبهات المواجهة، وخصوصاً جبهة المواجهة مع حزب الله في جنوب لبنان.