الأحد, سبتمبر 8

“باريس 2024”.. هل يفسد الشحن السياسي العرس الأولمبي؟

رجّح خبراء أن تؤثر الأحداث السياسية العالمية على أولمبياد باريس، المقرر أن تنطلق الجمعة، خاصة الحرب في غزة، والحرب الروسية الأوكرانية، بينما توقع مختصون أن يواجه ممثلو إسرائيل في البطولة حالات من المضايقات.

ويواجه منتخب كرة القدم الإسرائيلي في ملعب بارك دي برينس، الأربعاء، منتخب مالي، الدولة الأفريقية التي لا تعترف بإسرائيل، في واحدة من أولى المناسبات التي قد تجعل الأولمبياد أكثر توترا، وفق صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية.

وقال عالم السياسة الأميركي، لاعب كرة القدم المحترف السابق، جولز بويكوف، إن أولمبياد باريس “هي الألعاب الأولمبية الأكثر شحنا من الناحية الجيوسياسية منذ عقود”.

وكان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قد روج لـ”هدنة سياسية”، حول العالم وداخل فرنسا، طوال فترة الألعاب، لكن ليس من الواضح عدد الدول أو الأفراد الذين يستجيبون لهذه الدعوة.

وتصاعد التوتر والشحن السياسي، مع مواقف أعلنها عدد من المشرعين والفاعلين السياسيين في فرنسا، على مشاركة إسرائيل في الأولمبياد.

وأثار النائب البرلماني اليساري المتشدد عن حزب فرنسا الأبية، توما بورت، حالة من الجدل عندما قال لجمع مؤيد للفلسطينيين، إن “الرياضيين الإسرائيليين والوفد السياسي غير مرحب بهم في الألعاب الأولمبية في باريس”، وفق رويترز.

وأطلق سياسيون وناشطون مطالبات بـ”وضع حد للمعايير المزدوجة” وطالبوا بحظر العلم والنشيد الوطني الإسرائيلي خلال الألعاب، “كما حدث مع روسيا”.

وأصبحت الحرب، التي تشنها إسرائيل على حركة حماس ودمرت قطاع غزة، مثار اهتمام لليسار المتطرف في فرنسا. ويتهم بعض المنتقدين مؤيدي الفلسطينيين من هذا التيار بمعاداة السامية، بحسب فرانس برس.

وتنفي إسرائيل انتهاك القانون الدولي في حربها في غزة التي اندلعت عقب هجوم شنته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر.

وجرى استبعاد الفرق الروسية والبيلاروسية من أولمبياد باريس، بينم سُمح لـ 15 رياضيا روسيا و16 بيلاروسيا بالمنافسة كمحايدين، “طالما أنهم لا يؤيدون الحرب في أوكرانيا”.

ودافع ماكرون عن مشاركة الفرق الإسرائيلية، قائلا إن “الوضعين في روسيا وإسرائيل مختلفان تماما، لأن إسرائيل ردت على هجوم إرهابي”، وذلك على الرغم من أن فرنسا دانت بعض تصرفات إسرائيل في غزة.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، ذكرت أن ما لا يقل عن 15 من أعضاء الوفد الإسرائيلي، البالغ عددهم 88 شخصا، تلقوا رسائل بريد إلكتروني تحذر من تكرار هجمات ميونيخ عام 1972، عندما قُتل 11 رياضيا ومدربا إسرائيليا على يد أعضاء جماعة فلسطينية مسلحة.

وأعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، الأحد، أن بلاده ستوفر حماية للرياضيين الإسرائيليين على مدى 24 ساعة خلال دورة الألعاب الأولمبية.

ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية عن مصادرها، أن “الرياضيين الإسرائيليين يقيمون في القرية الأولمبية، ويتناولون الطعام مع رياضيين آخرين ويشاركون في مراسم الافتتاح”.

وستنشر فرنسا ألف رجل شرطة في مباراة إسرائيل ومالي، وسيكون هناك وجود أمني مكثف طوال فترة الدورة. إذ يتحوط المسؤولون الفرنسيون لأنشطة تتراوح بين هجمات الطائرات من دون طيار والحرب السيبرانية، بجانب المخاطر على الوفد الإسرائيلي.

واتهمت الشرطة الفرنسية، الثلاثاء، مواطنا روسيا بالتخطيط لمؤامرة للتسبب في “زعزعة الاستقرار خلال الألعاب الأولمبية”.

وقال رئيس وكالة الأمن السيبراني الفرنسية، فنسنت ستروبيل، إن الغزو الروسي لأوكرانيا أدى إلى توعية السلطات الفرنسية بمخاطر الهجمات السيبرانية التي تهدف لتعطيل وتخريب وتدمير البنية التحتية الحيوية.

وأفادت وزارة الداخلية الفرنسية بأن باريس رفضت طلبات كثيرة تقدم بها روس للحصول على اعتماد إعلامي خلال الألعاب الأولمبية، إذ “ربما كانوا يسعون لذلك لأغراض جمع المعلومات الاستخبارية”، أو “للوصول إلى شبكات الكمبيوتر من أجل تنفيذ هجوم سيبراني”.

وقال قائد شرطة العاصمة الفرنسية باريس، لوران نونيز، الجمعة، إن “إرهاب المتشددين الإسلاميين” مصدر القلق الأمني الرئيسي قبل استضافة دورة الألعاب الأولمبية.

وأضاف “لا توجد تهديدات قاطعة حتى الآن على الألعاب الأولمبية وبلادنا، لكن أود أن أذكركم أنه في نهاية شهر مايو، جرى اعتقال شخصين في سانت إتيان لتجهيزهما مخططا يستهدف الأولمبياد بشكل مباشر”.

والشهر الماضي، أُلقي القبض على شيشاني يبلغ من العمر 18 عاما في سانت إتيان للاشتباه في تخطيطه لهجوم باسم تنظيم الدولة الإسلامية على ملعب كرة القدم بالمدينة خلال دورة الألعاب الأولمبية.

ويُمنع الرياضيون من التعبير عن آرائهم السياسية خلال المسابقات والاحتفالات الرياضية الرسمية، لكن البعض ربما يتجه لتصرفات مثل رفض المصافحة، وغيرها.

وتجمع متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين في باريس، مساء الثلاثاء، ومن المتوقع أن ينظموا المزيد من المظاهرات، للضغط على اللجنة الأولمبية الدولية لاستبعاد إسرائيل من الأولمبياد.

وانضمت اللجنة الأولمبية الفلسطينية، الاثنين، إلى الأصوات الداعية لاستبعاد إسرائيل من الأولمبياد، وذلك خلال رسالة مفتوحة إلى رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، توماس باخ.

وتتهم الرسالة إسرائيل بانتهاك الهدنة الأولمبية التقليدية، التي بدأت في 19 يوليو من ومن المقرر أن تستمر حتى بعد الألعاب البارالمبية في منتصف سبتمبر، مع استمرار الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة.

ويشارك 8 من الرياضيين الفلسطينيين في ألعاب باريس، في رياضات التايكوندو والملاكمة والجودو والرماية والسباحة والجري. ومعظمهم من المقيمين خارج الأراضي الفلسطينية.

Leave A Reply