رأى الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أن “مجدل شمس قالت كلمتها، دفنت موتاها رحمهم الله، وما من أحد ليعطي دروس لمجدل شمس العربية المناضلة عبر التاريخ في مواجهة العثماني والفرنسي والإسرائيلي”.
وتابع: “نضمّ صوتنا إليها ونقول إن الافتراء الإسرائيلي بأن المقاومة أطلقت الصاروخ على مجدل شمس كذب”، سائلا، “من أين أتوا بهذه البراهين والحجج؟”
وفي حديث لقناة “الجزيرة”، قال جنبلاط: “بنيامين نتنياهو ادعى في الكونغرس الأميركي بأن الجيش الإسرائيلي لا يقتل الأبرياء، وهو الذي قتل أكثر من 39 ألف بريء في غزة، والمئات في الضفة، والمئات في لبنان، فليخرجوا من هذه الكذبة التاريخية، هم كاذبون منذ أن وجدوا على هذه الأرض”.
واعتبر جنبلاط أن “الحرب قائمة في كل لحظة، كأن الحرب لم تندلع، وكأن الإسرائيلي يوفّر أي منطقة، فهو يهاجم ويقتل ويدمر في كل لحظة، يريد أن يوسع أكثر، فعلها في عدوان 2006 وأذكر أنه فشل، وفعلها في العام 1982 في بيروت وكانت أول عاصمة عربية تُحتل، وخرج مذلولا من شوارع بيروت ابتداء من شارع الحمراء وغيرها وصولاً إلى الجبل والاقليم وصيدا والجنوب، واليوم يريد أن يرتكب نفس الحماقة والجرم. ماذا نستطيع أن نفعل؟”.
وأردف: “أذكّر بالتاريخ، الفشل الإسرائيلي الدائم في القضاء على المقاومة، منذ تسعة أشهر قالوا سنقضي على حماس ولا زلنا في هذه الدوامة، والمقاومة مستمرة في غزة. وقالوا الأمر نفسه بالنسبة لحزب الله والمقاومة اللبنانية، لكن حزب الله لا زال على الأرض. في الضفة يحاولون ويفشلون، ألم يحن الوقت لكي تفهم القيادة الإسرائيلية أنها لم تقض على روح المقاومة العربية والإسلامية في أي مكان”.
وشدّد جنبلاط على أن “مجدل شمس عربية، وغالبية أهل الجولان هم عرب، رفضوا الجنسية الإسرائيلية. فكفى كذبا إضافيا، كفى دموع التماسيح على العرب الدروز في الجولان أو فلسطين المحتلة أو لبنان، أكاذيب بأكاذيب، هذه هي إسرائيل”.
وأضاف: “يبقى أن نعوّل على جهود الرئيس نبيه بري في أن يتوصل مع الذي كلفته الإدارة الأميركية آموس هوكشتاين إلى وقف جدي لإطلاق النار في جنوب لبنان وفق شروط استعادة السيادة المطلقة للبنان على أرضه، ونحن نؤيّد الرئيس بري، وقد اتصل بي بالأمس هوكشتيان وحذر من عملية، قلت له الأفضل أن تواظب على تسيير وقف إطلاق النار من أن تنقل رسالة تهديد من إسرائيل”.
وردا على سؤال قال جنبلاط: “كأن حزب الله هو غريب عن الطبيعة اللبنانية وأهل لبنان، هو مقاومة لبنانية، فكيف هي هذه النظرية بأنهم يستطيعون تنفيذ عملية ضد الحزب بعيدا عن ضرب لبنان، الحزب جزء من لبنان، كفانا نظريات استشراقية جديدة”.
وذكّر بأن “اجتياح 1982 كلف لبنان 15 ألى 20 الف قتيل، من صور إلى بيروت مرورا بكافة المناطق من صيدا إلى الجبل وغيرها. في العام 2006 دُمر القسم الأكبر من الجنوب والضاحية الجنوبية وبقي لبنان، ماذا تعني هذه العمليات المحدودة، هراء بهراء، لا يفهم الإسرائيلي إلّا بالتدمير والقتل، وأكبر مثال الضفة وغزة وجنوب لبنان، كفانا دخول هذه النظريات الغريبة العجيبة”.
وتابع: “نرى العمليات المدروسة من قبل الحزب التي تحترم قواعد الاشتباك، لا يزال الحزب يحترم هذه القواعد، لكن عندما تتخطى اسرائيل القواعد يضطر الحزب إلى الجواب، وكلامي هو ألا نستدرج إلى حرب شاملة، أتمنى أن تكون هذه التمنيات في محلها، بانتظار وقف إطلاق النار الذي يرفضه نتنياهو لأنه يريد الحرب من أجل الحرب في غزة ولبنان وسوريا واليمن. وإذا تمكن من فتح جبهات أخرى لن يقصر، لكن هذا الأمر لن يأتي بنتيجة”.
وسأل: “من يردع نتنياهو؟ عندما يذهب إلى الكونغرس الأميركي ونرى غالبية الكونغرس يركع أمامه. لا يُردع إلّا إذا توقف مدّ اسرائيل بالسلاح من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، لكن الأساس هي الولايات المتحدة”.
ونقل جنبلاط عن هوكشتاين قوله: “إن اسرائيل ستقوم بعملية واسعة في لبنان، أذكّر هوكشتاين بأنه وسيط يقوم بترسيم الحدود وفق قواعد السيادة اللبنانية على أرضنا، يجب ألا ينقل التهديدات، هو وسيط، قلت له الأفضل عليه أن يردع إسرائيل من أي عدوان لأن هذا لن يُجدي ولن يقدم أو يؤخر، وطالبته بالعودة إلى مهمته الأساسية وهي السعي للوصول إلى وقف إطلاق النار”.