الإثنين, سبتمبر 23

اغتيال هنية يعقّد المشهد الإقليمي… الميدان رهن المفاجآت

كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: بدّلت التطوّرات الأخيرة الموازين، بعد نبأ اغتيال إسرائيل لرئيس المكتب السياسي في حركة “حماس” إسماعيل هنية في طهران، والقيادي في “حزب الله” فؤاد شكر في الغارة التي أوقعت شهداء مدنيين في حارة حريك، لتستمر في نهجها الإجرامي من غزة إلى لبنان. وفي خضم الأحداث، تتجه الأنظار إلى طبيعة الرد على تمادي العدو في جرائمه واغتياله لكبار القيادات في ظلّ غياب المحاسبة من قبل المجتمع الدولي.

في السياق، كشفت مصادر أمنية أن التطورات الدراماتيكية والمستجدات الميدانية التي برزت عقب مجزرة مجدل شمس دفعت الأمور باتجاه توسيع المواجهات العسكرية بين إسرائيل ومحور المقاومة الممتد من لبنان إلى سوريا والعراق وطهران واليمن، متوقعةً في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية أن تحمل كلمة الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله اليوم التي يتناول فيها عملية اغتيال هنية وشكر الكثير من المفاجآت، ممّا قد يقلب الأمور رأساً على عقب، خاصة بما يتعلّق بعملية الثأر للقياديين الكبيرين.

المصادر لفتت إلى خلافات حادّة ظهرت أثناء المحادثات التي أجراها رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو مع الإدارة الأميركية وتحديداً مع الرئيس جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن حين أبلغاه عن قرب التوقيع على اتفاق بشأن الملف النووي الإيراني، ما أغضب نتنياهو، معبراً عن رفضه لهذا الاتفاق ومتهماً إيران بالوقوف وراء طوفان الأقصى وكلّ الجرائم التي حصلت ضدّ الإسرائيليين منذ السابع من تشرين الأول الماضي.

إلى ذلك، رجّحت المصادر أن يكون ما حصل في مجدل شمس والرد الإسرائيلي بالهجوم على الضاحية الجنوبية واغتيال هنية قد أتى بأمر من نتنياهو لتشويه العلاقة بين طهران وواشنطن.

بدوره، أشار الكاتب والمحلل السياسي حمزة بشواتي إلى أنه سبق لنتنياهو أن تحدث عن المرحلة الثالثة من الحرب التي تشمل عمليات اغتيال لقادة المقاومة، وهو بذلك يريد أن يبني استراتيجيته بتنفيذ عمليات الاغتيال، في ظل فشل الجيش الإسرائيلي بتحقيق أهدافه بعد حرب غزة، كما أنه يريد تغطية العجز بالاستفادة من التكنولوجيا الأميركية باغتيال عدد من كوادر المقاومة وصولاً الى بلدة مجدل شمس وسقوط عدد من الشبان شهداء.

بشواتي اعتبرَ في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية أنَّ نتنياهو أراد استغلال الحادثة الأليمة في مجدل شمس بتنفيذ عمليات اغتيال كبيرة كتلك التي حصلت من أجل تغيير قواعد الاشتباك باستهداف الضاحية وهنية، ليكون نتنياهو قد تجاوز هذه القواعد، فأخذ قراره بتنفيذ عمليات الاغتيال مستبقاً موافقة الادارة الاميركية التي ترفض ذلك، وخلط الأوراق لإنجاز صفقة تبادل الأسرى تحت الضغط.

ورأى بشواتي أن استهداف مناطق قريبة من بيروت ومن طهران زاد من خطورة التوسع في المفاجآت، إضافة لتوسّع أفق الرد، وما إذا كان سيكون من قلب القدس العاصمة الفلسطينية التاريخية، متوقعاً رداً عنيفاً وتصعيداً كبيراً في الضفة الغربية ورداً مدوياً من داخل مدينة القدس بالتحديد، مشيراً إلى الموقف الواضح والصريح للزعيم الوطني وليد جنبلاط، الذي ساهم في الحد من أهداف العمليات الاستراتيجية التي يراد منها خلق فتنة، حسب تعبيره.

في الشأن اللّبناني الداخلي، تتحضّر الوزارات المعنية لأيّ وضع خطير قد يطرأ في أيّ لحظة، بعد عقد جلسة حكومية في السراي ومقاطعة بعض الوزراء، وسط التأكيد على وحدة الموقف بضرورة وضع حدّ للعدوان الإسرائيلي وتحرّك المجتمع الدولي، كما تنفيذ القرار 1701 لكبح الخروقات التي تهدد بجدية سيادة الأراضي اللّبنانية.

تصعيدٌ خطير يُهدد مستقبل المنطقة فيما باتت المؤشرات واضحة إلى أنَّ الحرب مفتوحة على كلّ التوقعات، وأنّها ستطول في ظلّ استمرار ارتفاع وتيرة العدوان الإسرائيلي وغياب أيّ اتفاق لهدنة قريبة مع توقّف المفاوضات، ما سينعكس حتماً على الداخل اللّبناني، بانتظار ما ستحمله الأيام القادمة.

Leave A Reply