الجمعة, نوفمبر 22
Banner

التيّار الوطني الحرّ يتآكل.. ما مصير إرث الجنرال؟!

لم تكد تمضي خمسة أيّام على إقالة النائب آلان عون من عضوية التيّار الوطني الحرّ، حتى أعلن زميله في التيّار وكتله النيابية سيمون أبي رميا إستقالته من منصبه، في ظلّ مؤشّرات عن أنّ سبحة الإقالة والإقصاء والإستقالة من التيّار البرتقالي لن تتوقف عند هذا الحدّ، وأنّ نواباً وقيادات في التيّار ستجد نفسها خارجه بهذه الطريقة أو تلك، ما ينذر بتضعضعه، دون أية بوادر تلوح في الأفق توحي بأنّ تآكل التيّار وكتلته النيابية وقاعدته الشّعبية ستقف عند هذا الحدّ.

وإذا كانت أول حالة إبتعاد بارزة عن التيّار البرتقالي سُجلت عام 2010 عندما أعلن عصام أبو جمرة، أحد أبرز مؤسسي التيّار ومساعدي مؤسّسه العماد ميشال عون كما كان أحد أعضاء حكومته العسكرية التي تشكلت عام 1988، تركه التيّار بسبب “تفرّد الجنرال وهيمنة عائلته عليه”، فإنّ الإستقالات الأخرى سُجلت بعدما تمّ اختيار النائب جبران باسيل، صهر الجنرال، بالتزكية رئيساً للتيّار خلفاً لعون في شهر آب من العام 2023، وسط أجواء إنقسام وعدم رضى ورفض لاستلام باسيل دفّة القيادة في القلعة البرتقالية.

أول حالة إقصاء لأحد مؤسّسي التيّار البرتقالي في عهد باسيل كانت من نصيب نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب، في شهر نيسان الماضي، بعدما كان نائب عكّار محمد يحيى قد اختار الإبتعاد عن كتلة التيار الذي تحالف إنتخابياً في استحقاق أيّار من العام 2022، والإلتحاق بكتلة التوافق الوطني، قبل أن يتم إقصاء النائب عون (إبن شقيقة الجنرال) الأسبوع الماضي واستقالة أبي رميا أول من أمس، بعدما تمّ، في وقت سابق، إقصاء 3 نوّاب سابقين من التيّار هم زياد أسود وماريو عون وحكمت ديب.

لكن إستقالة أبي رميا لا يبدو أنّها ستكون الأخيرة، إذ تشير تقارير إلى أنّ زميله في الكتلة البرتقالية ورئيس لجنة المال النائب إبراهيم كنعان في أجواء تقديم الإستقالة من التيّار، من دون وضوح الخطوات التي سيُقدم عليها نوّاب التيار في المجلس النيابي وقيادات وكوادر لم يخفوا إستياءهم من السياسة التي يتّبعها باسيل في التيّار، وتفرّده بقراراته التي تبدو وكأنّها تصفية حسابات معهم، وإبعاد المؤسّسين له الذين كانوا إلى جانب الجنرال قبل أكثر من 4 عقود ونيّف.

تداعيات هذا “التشحيل” داخل التيّار كما وصفه الجنرال لا تتمثل فقط في تراجع عدد نوّاب كتلته إلى 16 نائب، والحبل على الجرار كما يبدو، إنّما في أنّ الإرث السّياسي الذي خاض الجنرال وآخرين معه “نضالاً” من أجله، يتآكل شيئاً فشيئاً، كما أنّ إنجاز الجنرال في تشكيل تيّار سياسي وشعبي وكتلة نيابية عابرة للمناطق والطوائف والمذاهب، تحوّلت منذ عام 2005 لتكون الأكبر في البرلمان، ونقل بيئة مسيحية تعدّ الأكبر بين نظرائها من ضفّة إلى أخرى بعد تحالفه مع حزب الله، واقترابه من فريق 8 آذار، وفتحه صفحة جديدة مع سوريا، وامتداد التيّار سياسياً ونيابياً وشعبياً إلى مناطق إسلامية، كلّها إنجازات تقلصت إلى حدود التلاشي، وسط تساؤلات عن مصير هذا الإرث، وإلى أين يتجه التيّار البرتقالي، وما الخطوات التي سيقوم بها المُبعدون عنه في الإستحقاقات المقبلة، وأيّ مشهد سياسي ونيابي سيُكتب في المحطات السياسية والإنتخابيّة المقبلة؟!..

عبدالكافي الصمد – سفير الشمال

Leave A Reply