الإثنين, نوفمبر 25
Banner

في حرب .. لا ما في حرب

و.. أشرقت شمس الصباح عابسة عبوسة

حاملة معها عبء التوقعات

سنرد ام لا

اهي حرب ام ضمن قواعد اللعبة

اهي تريث ويش يا ويش

ام سريعة

واذا ردينا وين

والحرب ليست لعبة

ولا نكات واستهزاء

هي مصير وطن واستحقاق

أتوه في زحمة عقارب الساعة

ساعة لنا وساعة خربانة

خلص

خلص وقت الكلام

فالكلمة مفتاح ابواب المجهول

والأبواب في هذه الايام مغلقة

وقفت واستدارت

قالت لها خائفة

قالت لها لا ولا مرة خفت

انما مرتبكة

ابحث عن ايامي المختبأة في زحمة التوقعات

شو صعب يا عمر في هذا الزمن البائس

تشع احساسآ

وتنوء تعبيراً

شو صعب تتنفس تساؤلات

والبلد سقط في فخ لا جواب

كأننا في جزيرة نسبح ونحن نيام

كأننا ضياء يشع في عتمة المكان والزمن آب اللهاب

من حر إلى حار والرأس حائر

والكل اصبح ينتظر الخطاب

بهدوء العالم كله وهرولة التناقضات

تسمرت في كرسيها

ابتدأت تعد الايام على أصابعها

والكل فسر الخطاب حسب ما يريد

والبعض حسب ما لا يريد

البعض فهم انها ضربة قاسية فقط

والآخر انها حرب ضروس حتما ً آتية

والبعض شاهد ما شافش حاجة يضيء ليله بنجوم الفرح والسهر

والبعض ارتاح

فقط رد موجع

والوطن غير هادىء

والشعب في غليان

مسكت قلبها

اهدأي يا ايام

اتصلت بها من الخارج شو عم يصير

اجابها عقلها قبل لسانها

شو ما عم يصير

الغريب ان هناك اناس يعيشون

اكسترا حياة لهم عالمهم

متصالحين مع ذاتهم

وناس قلقون خائفون

وناس شهداء في ذات البقعة الجغرافية

شو ما عم يصير

ابتسم انت في لبنان

سقطت المقولة

واصبحت

غادر انت في لبنان

معظم السفارات دعت رعاياها للمغادرة

واهدأ يا قلب

اتصلت بها سفارتها

غادري الآن

قالت بكل ثبات

اني زارعة شجرة هنا

عائلتي الصغيرة

يدور البلد

وجدار الصوت يهز المكان

فيركض حفيدي يختبأ

تحت الطاولة ينفذ تعليمات المدرسة

وقت الزلزال

فيا صديقي الصغير اهدأ ليهدأقلبي

فالعمر معك ينسيني العالم المتعب

،،،،

حفيدي الصغير يجلسني ساعة

و.. يشرح لي استراتجية الحرب

وانا فاتحة عين

مغلقة عين

ويا ضيعان الطفولة البريئة

عصومة اصبح يعرف العدو والصديق

اما ايوش حفيدتي الصغيرة

التي لا يسمح لها بصعود المصعد لوحدها

او الذهاب لملعب الكبار في مدرستها

تقول لي تاتا بدي أسألك سؤال خاص

بدو يصير حرب وانفجار …؟؟؟

فانا لا احب الحروب

اريد قصص ما فيها حرب

فانا شو بدي بالحرب

يا بئس زمن سرق الطفولة ايوش

يا بئس عمر اضاع فرح الحياة

عصومة

وماذا اجيب والعالم كله لا يعرف

فمن يحضر للرد على الرد

ينتظر الرد بدون تاريخ

فالحرب لا سقف لها

تبتدأ بسبب معلوم غير منطقي

ضد الإنسانية

وتنتهي بدون قرار

بفعل الكبار والأمم

ولكن الاكيد

الحرب ظل شبح الموت على الارض

تاتا في لبنان

كلمة تدوخنا

وكلمة لا توقظنا

فنحن بلا طريق مرسوم

كلمة ترمينا في أتون الاستنزاف

وكلمة تشعل حرباً

قلت لها اين ابنتك

ضحكت بحسرة قالت لي جالسة هي والحقائب بانتظار تغيير بطاقة السفر

قالت لي كيفك انت

قلت لها مثلك ومثل كل اهل لبنان

ناطرين ومش ناطرين

فرحانين وزعلانين

شجعان وجبناء

بدنا وما بدنا

قالت لي كل العالم هربت تركت واستأجرت

اجابها قلبي

يا حسرة على الفقير الخائف

إلى أين الرحيل

قالت لي الله على الظالم

قلت لها في لبنان

كل شخص ظالم ومظلوم

كلنا براء وكلنا متهمون

قالت لي احياناً لا افهم عليك

قلت لها

احياناً آتمنى الا افهم على حالي

فحالي حال

ان ارمي ذاتي داخل الكرة الأرضية أتدحرج ادور

فالظاهر لبنان قصة

والباطن لبنان سرقة موصوفة

اوقات بتحس انه لازم ما تحس

اوقات بتشعر

انها ما فيها توقف بالنص

تلتفت لتجد ان البلد نصفين

مع وضد

ضد ومع

وبقلب كل نصف أنصاف

وأنصفنا يا رب

والبلد ولا مرة كان لديه حلول

واليوم صفر حلول

لملمت افكارها

لملمت أحفادها

قالت لهم وهي التي تروي لهم إضاءات عتمة الليل

حكايات مضيئة بالإحساس والحنية

اليوم تاتا الحكاية

عن وطن مندور مشطور

والشاطر يفهم ويجد الحل

قصصه واقعيه مبسوط بدون تذمر

يرمي النق كواجب ووسيلة جذب

فيه عتمة وحزن

وفيه فرح وسهر وشعاع

بلد جامد

فيه وجوه وجوه

وأسامي مسؤولة مجهولة

حاضره غير معلوم فكيف مستقبله

ويا تاتا

ستكبرون ان شاء الله

ويمضي العمر ويبقى عدم التغيير

وستثورون

وتهاجرون وربما تعودون

ويبقى البلد لناس وناس

ويبقى رهينة الخارج والانتظار

ومع هذا

سيأتي يوماً ..

لا محال

سألني عصومة ليش تاتا البلد هيك

قلت له عصومة سؤالك خبيه

فالبلد طول عمره هيك

موجة تشقلبه

وموجة لا تعيده

بلد فارغ مليء بالخيرات

بلد جاهل ومليء بالعلم والثقافة

بلدٍ مريض مليء بخيرة الاطباء

بلد التحليل والسقوط

وما حدا فاهم إلا بحدود حدوده

بلدٍ ترفضه ومع هذا تبقى فيه

الوجود فيه نعمة ونقمة

خنقة واحساس

بعثرة مشاعر وبلادة

وستوب افضل متكلم هي الايام

وأفضل حسرة هو واقع يلام ..

تاتا لبنان ليس قصة

لبنان غالي

لبنان شعبه حلو يحب الحياة

مخنوق حتى خيطان الوهم الهاربة ..

فيه تزهو الحياة

وفيه تنكسر الامنيات

قصته تروى للأجيال

هو وطن وليس بلد

جدار الصوت فيه يخيف البعض

والحرب لا تخيف البعض

انه بلد التعود

ربما تاتا

بعد سنوات وسنوات

ان شاء الله

عندما تكبر

سترى انك كبرت

وتركت لبنان

كما هو

بدون قرار …..

تاتا

هناك امل

هناك تفاؤل …

في عالمك الصغير

و…

هناك انتظار

ومع هذا الوطن غالي …

فاديا خالد قباني 

Leave A Reply