في أرض الجنوب الطاهرة، حيث ترابها معطر بعبق التاريخ وصمود الأجيال، يتجلى شموخ الإنسان الجنوبي كالجبل الراسخ أمام ريح عاتية. في وجه العدو الغاشم، الذي لم يدخر وسيلة إلا واستعملها لقهر هذا الشعب العظيم، ظل الجنوبيون صامدين، مضرجين بعزتهم وإرادتهم التي لا تلين.
رغم وحشية القصف، ورغم تدمير القرى والبيوت، لم يتراجع أهل الجنوب عن حماية أرضهم. كل حجر مدمر وكل بيت مهدم، هو شاهد على تضحياتهم العظيمة، ودماء الشهداء الزكية التي روت الأرض هي التي تُنبِت في نفوسهم الأمل والإصرار على البقاء. هم الذين يعلمون أن الأرض لا تحيا إلا بأهلها، وأن الوطن ليس مجرد تراب، بل هو كرامة وعزة وهوية.
صمود الجنوبيين هو درسٌ في الشجاعة والعزة، وإصرارهم على البقاء في أرضهم هو عنوان للإباء. مهما اشتد ظلم العدو، ومهما زاد طغيانه، سيظل الجنوب قلعةً منيعةً، لا تُهدم بإرادة الظالمين، بل تزداد قوةً وعنفواناً بتضحيات أبنائه الأحرار. في هذا الصمود، تتجلى روح الكرامة، وفي هذه التضحيات، تُكتب أسطورة شعب لا يعرف إلا الانتصار.
الإعلامية جمانة كرم عياد
