الجمعة, نوفمبر 22
Banner

الدكتور العاملي ينعى آية الله طراد

   إنا لله وإنا إليه راجعون

  نعى المرشد الديني الجعفري في بلاد جزين خطيب منبر سيد الشهداء عليه السلام الدكتور الشيخ إبراهيم العاملي ارتحال أستاذه آية الله الفقيه الأصولي العلامة الحجة المجاهد الشيخ حسن طراد العاملي رحمه الله الذي وافته المنية اليوم الأحد السادس من شهر صفر 1446 بعد عمر قضاه في العلم والجهاد وتخريج العلماء وصناعة جيل المقاومة في لبنان والمنطقة ، ومما جاء في بيان النعي :

   ( … والعلماء باقون ما بقي الدهر …

     ننعى للأمة الإسلامية والحوزات العلمية وجيل المقاومة ارتحال زعيم الحوزات والمدارس الدينية في لبنان وأستاذ كوكبة من مئات علماء الدين ومرجعيات الشيعة بين النجف الأشرف وجبل عامل ، آية الله الفقيه الأصولي العلامة الحجة المجاهد والأديب اللبيب الشيخ حسن طراد العاملي قدس الله نفسه الزكية ، وهو الذي شرع بدراسته الحوزوية في حلقات الدرس على أيدي علماء حوزة جبل عامل المبارك ، فقضى سبع عشرة سنة من الدراسة فيه قبل أن ينتقل إلى حوزة النجف الأشرف ، وعرفنا من أساتذته العامليين آية الله المحقق السيد هاشم معروف الحسني رحمه الله صاحب المؤلفات الخالدة في الفقه الجعفري والسيرة ..

   وفي النجف الأشرف شرع بحضور أبحاث زعيم الحوزة العلمية المرجع الشهيد السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي عطر الله مرقده أستاذ المراجع والفقهاء والمجتهدين ، فنهل الفقيد من فقهه وأصوله ورجاله وتحقيقاته ما جعله أعلم العلماء اللبنانيين المعاصرين ، فاستحق لقب زعيم الحوزة العلمية اللبنانية المعاصرة ..

    واستمر الفقيد ينهل من دروس النجف سبعاً وعشرين سنة ، وحضر إلى جانب درس السيد الخوئي حضر درس المرجع الشهيد نابغة العصر السيد محمد باقر الصدر أعلى الله مقامه ، حيث كان ثقته ومعتمده ، فجعله معيداً لدرسه على طلاب حوزة النجف ..

     واشتغل الفقيد في النجف بتدريس الطلاب والعلماء من العامليين وغيرهم ، وكان من طلاب درسه المرجع الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر أعلى الله مقامه ..

   وقد واكب من النجف حركة القائد المغيب الإمام السيد موسى الصدر فرج الله عنه ، ولما عزمت على طبع كتابي : ” غريب العصر آية الله المغيب السيد موسى الصدر ” بعث لي أبياته في السيد المغيب فأدرجتها في مقدمة الكتاب الذي ترجمته إسرائيل إلى اللغة العبرية ، ومطلعها :

   يا صور شعِّي بالسنا الوضاء

       وتبلجي بمطارف العلياء

  وواكب الفقيد بعد عودته العمل المقاوم ضد الاحتلال الصهيوني للجنوب حيث غدا من آباء المقاومة ، وأطلق كلماته الشهيرة :

   ” لا بد من نسف أرضية وجود إسرائيل ، ولا نهوض للبنان إلا بجيل مقاوم ، ولا بد من المقاومة وترسيخ عقلها وفكرها وحافزية قدراتها الضامنة للبنان وباقي المناطق المحتلة ” ..

   ولم يترك الفقيد التدريس لا قبل هجرته للنجف ولا بعدها ، فدرس عليه في جبل عامل مجموعة من الطلاب مراحل المقدمات والسطوح قبل سفره وبعد عودته ، وبعد عودته قام بتدرس مختلف مراحل الدراسة الحوزوية ، وشرع في الثلاثين سنة الأخيرة من عمره بتدريس خارج الأصول ، وحضرت الداعي عليه بعد عودته من النجف كتاب شرح ابن عقيل في النحو ، وفقه الإمام جعفر الصادق عليه السلام في الفقه الاستدلالي ، وحلقات الشهيد الصدر في الأصول ، كما استفدت من دروسه الأصولية في البحث الخارج التي كنا أنا وولده العلامة الشيخ محمد سلمه الله نتباحث فيها في الفترة التي كان ولده يحضر درسنا في كتاب المكاسب ، وكنا نحاول أنا وولده إعداد دروس الفقيد الأصولية في البحث الخارج للطبع ، وقد طبعت لاحقاً في دروة أصولية كاملة .. ما زلت انتفع بها ، وقد استعنت بها لتدريس دروتي الأصولية الأولى .. فلله دره وعلى الله أجره ..

   وقد التزمت الداعي بدعوة الفقيد لمختلف الاحتفالات والمجالس التأبينية والفواتح ، وكان لتواضعه دائماً يقوم بنفسه بتعريفي قبل صعود المنبر الحسيني بعده ، وأول مجالسي الحسينية الجماهيرية في سن الرابعة عشر من العمر كان في مسجده في الغبيري حيث قرأت يوم عاشوراء مقدمة لأستاذي في الخطابة الحسينية الخطيب الشهير الشيخ عبد الوهاب الكاشي عطر الله مرقده ..

   وكان لي شرف أن عقد لي الفقيد قراني ونظم أبياتاً يومها ، مطلعها :

  هنِّئ بعيد العُرس إبراهيما

    وابعث له التبجيل والتكريما

   رحم الله أستاذنا الفقيد وحشره مع من يتولى محمد وعترته المطهرة ، وإلى روحه الملكوتية وقلبه النوراني نهدي ثواب الفاتحة .. ) ..

Leave A Reply