الجمعة, نوفمبر 22
Banner

نتنياهو يعمل على تعطيل المفاوضات بمزيد من الدماء!

ينتظر العالم جلسة المفاوضات التي ستعقد يوم الخميس المقبل من أجل إحياء صفقة التبادل بين إسرائيل وحركة المقاومة الاسلامية حماس، وذلك بعد البيان الثلاثي الأميركي، المصري والقطري الذي شدد على ضرورة إتمامها ووقف إطلاق النار على غزة وإنهاء حرب الابادة الصهيونية على أهلها.

بالرغم من الأجواء الايجابية التي يحاول البعض إشاعتها لا سيما الموقعين على البيان الثلاثي، الا أن التفاؤل ما يزال ضعيفا في ظل الغطرسة الاسرائيلية وجنون نتنياهو الذي، وفي وقت لم يمر عليه الزمن نعى صفقة التبادل وطلب من حماس الاستسلام وتسليم الأسرى ورسم صورة عن اليوم التالي لجهة وصول زمرة من العملاء الى الحكم في غزة يكونوا على ود وتفاهم ومحبة مع الاسرائيليين، وذلك خلال إلقاء كلمته في الكونغرس الأميركي.

لذلك، من المتوقع أن يطرح نتنياهو ورقة جديدة حول صفقة التبادل بعد إنقلابه على ورقة الرئيس الأميركي جو بايدن في عقر داره، يضع فيها شروطا تكون بمثابة إعلان هزيمة لحركة حماس بشكل مغاير تماما لواقع الميدان الذي لم يحقق نتنياهو فيه أي من أهداف الحرب.

وهذا ما تنبهت له حماس، فسارعت الى إصدار بيان دعت فيه الوسطاء الى تقديم الخطة التي سبق وتقدموا بها في ٢ تموز الفائت إستنادا الى رؤية الرئيس بايدن ووافقت عليها الحركة، وذلك في محاولة لقطع الطريق على نتنياهو في أن يطرح شروطا تتماهى مع خطابه في الكونغرس.

يدرك القاصي والداني أن إقرار الخطة التي تم تقديمها سابقا تعني هزيمة نكراء لاسرائيل ولنتنياهو على وجه الخصوص وسيترتب عليها إنهاء حياته السياسية بمحاكمة قاسية على أكبر إخفاق عسكري تسبب به في تاريخ الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، لذلك فهو بدأ ومنذ إعلان موعد الاجتماع في ١٥ آب بتصعيد جديد تمثل بمجزرة الفجر في مدرسة التابعين والتي ذهب ضحيتها أكثر من مئة شهيد، فضلا عن الامعان في قتل الصحافيين وهدم المنازل وجرف الطرقات.

هذا التصعيد تنبه له الرئيس بايدن الذي شدد على ضرورة أن يقتنع نتنياهو بصفقة التبادل لإنهاء الحرب، إنطلاقا من رغبته في وضع حد لهذا التصعيد في عهده وتقديم هذا الانجاز لنائبته المرشحة الرئاسية الديمقراطية كامالا هاريس.

وبانتظار يوم الخميس المقبل، تتواصل الاتصالات والوساطات من أجل إنجاح الاجتماع وإقرار صفقة التبادل، ووقف حرب الابادة، إلا أن نتنياهو الذي يريد إستمرار الحرب وإستدراج أميركا إليها قد لا يعدم وسيلة من أجل إرتكاب المزيد من المجازر أو الذهاب الى حماقات إضافية في محور المقاومة لتعطيل هذا الاجتماع قبل أن ينعقد.

وفي ظل التناقض الأميركي حيث يمسك بايدن غصن زيتون بيد ويبسط اليد الأخرى بالمساعدات والسلاح والمال لاسرائيل، تتجه الأنظار الى الرد الايراني ورد حزب الله على إغتيال الشهيدين إسماعيل هنية وفؤاد شكر، فهل يكون الرد في غضون الساعات المقبلة وموجعا لاسرائيل بما يؤدي الى إستكمال دائرة الغضب على نتنياهو وإجباره على التنازل في صفقة التبادل؟، أم يكون هذا الرد في حال حصوله فرصة لنتنياهو لضرب المفاوضات والذهاب الى رد أعنف وفتح حرب شاملة؟.

يبدو واضحا أن الجميع لا يريد حربا وخصوصا أميركا التي لا يمكن أن تخوض إنتخاباتها على وقعها، لذلك، قد ينجح نتنياهو في تعطيل أو عرقلة المفاوضات ما سيفتح المنطقة على ضربات متبادلة بين محور المقاومة وإسرائيل تشكل مزيدا من الاستنزاف للكيان الصهيوني الذي وجه جيشه أكثر من كتاب الى الحكومة أكد فيها اننا نخوض حربا عبثية لا أفق لها ونتعرض للاستنزاف، مشددا على أن النصر الذي يتحدث عنه رئيس حكومة الاحتلال ما يزال بعيد المنال.

 غسان ريفي – سفير الشمال

Leave A Reply