كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: ساعات مفصلية تفصل بين الحرب التي تلوّح بها “إسرائيل”، بانتظار الرد الإيراني المُرتقب، وسط تساؤلات حول موعده، والترجيحات حول ما إذا كان سيسبق محادثات الهدنة الجديدة في 15 آب الجاري. وفيما تُقرع طبول الحرب في المنطقة، استقدمت الولايات المتحدة الأميركية أساطيلها وحاملات طائراتها الحربية وغواصاتها إلى المتوسط بحجة الرد المنتظر على اغتيال القائدين اسماعيل هنية وفؤاد شكر، ومن جهة اخرى أوفدت آموس هوكشتاين الى المنطقة لمحاولة نزع صاعق التوتير.
في السياق، اعتبرت مصادر متابعة عبر جريدة “الأنباء” الإلكترونية أن ما يجري حفلة جنون مدروسة بين أميركا واسرائيل لحرف الأنظار عن المجازر التي ترتكبها اسرائيل بشكل يومي ضد الفلسطينيين في غزة وفي الضفة الغربية كما جنوب لبنان.
في هذه الأثناء، استمر الوضع الميداني على حاله من المواجهات الميدانية، فيما العدو مستمر في عدوانه على طول الحدود الجنوبية من الناقورة حتى مزارع شبعا وذلك باعتراف وزير الدفاع يواف غالانت، بينما يرد “الحزب” في المقابل على هذه الاعتداءات إذ أضحت مسيّراته تستهدف مواقع جديدة لم تصلها من قبل.
في الشقّ السياسي، دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء غداً الأربعاء وعلى جدول أعمالها 46 بنداً البارز فيها البند المتعلق بالوضع في الجنوب واحتمال انزلاق الأمور نحو حرب موسعة.
في الإطار، فنّد النائب السابق علي درويش خطة الحكومة لاستقبال النازحين الجنوبيين في حال وقوع الحرب، عبر تجهيز المدارس والجامعات والمعاهد ومدارس الفندقية والابنية الحكومية الصالحة لاستقبال النازحين من الجنوب، إضافة الى البنود المتعلقة بالأمن الغذائي والدوائي وتأمين الطحين والمحروقات للافران والطلب من المستشفيات استقبال الجرحى ومعالجتهم على نفقة وزارة الصحة.
درويش وصف في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية الوضع بالمتوتر والخطير، ورأى في مفاوضات يوم الخميس بانها مفصلية بعد تسلّم يحيا السنوار مهام رئاسة المكتب السياسي لحماس، لافتاً إلى ضغوط أميركية قد تمارس على إسرائيل للقبول بالهدنة والافراج عن الرهائن، كاشفاً عن رسالة أميركية تسلمتها قطر مفادها أنه في حال تم التوصل إلى هدنة في غزة فإنها ستشمل جنوب لبنان، أما إذا لم يتم التوصل الى وقف لاطلاق النار فإن الحرب ستشمل المنطقة كلها.
وعن وجود البوارج الحربية في المتوسط، اعتبرَ درويش أن هذا الأمر مؤشر بالغ الخطورة، إذ إن لا يمكن لأحد توقع ما قد يحصل في حال فشل المفاوضات وقيام إيران وحزب الله بضرب إسرائيل أو اغتيال شخصيات إسرائيلية رفيعة، مجدداً التأكيد أن الواقع الميداني على الأرض هو الذي يحدد كيفية الرد على اسرائيل وهناك لائحة أهداف قد تنفذها إيران وحزب الله بشكل مباشر أو غير مباشر.
الوضع المستجدّ لا يُبشر بالخير، فيما لبنان لا يزال يتخبط بأزماته وضعف مؤسساته ما يقطع الشك باليقين بأنه غير قادر على تحمّل تبعات الحرب الموسعة إذا ما اندلعت شراراتها في أيّ وقت، إذ إنَّ لا توقعات بما قد يؤول إليه الجنون الإسرائيلي.