كتبت صحيفة الأنباء الإلكترونية تقول: وسط التوتر المتزايد، وتصاعد حدّة التهديدات، حطّ الموفد الأميركي آموس هوكشتاين في بيروت في زيارة خاطفة، مستبقاً المفاوضات التي تُستأنف اليوم الخميس في الدوحة بين قطر ومصر وإسرائيل للبحث في صفقة لوقف إطلاق النار في غزة كما جنوب لبنان.
كما مواكبةً للتطورات، يصل وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، اليوم إلى بيروت، ومن المقرر أن يلتقي عدداً من المسؤولين.
في الإطار، فإنَّ المحادثات التي أجراها الموفد الأميركي مع المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم اتسمت بالصراحة والجدية، مذكّراً أنَّ الزيارة أتت بناءً لطلب من الرئيس الأميركي جو بايدن قبيل انطلاق مفاوضات الدوحة، إذ إنها ستنعكس إيجاباً على لبنان لأنه آن الاوان لوقف دوامة الحرب بعد أن طال أمدها، مؤكداً أن بايدن يعمل دون كلل للوصول الى تسوية ينتج عنها حلاً دبلوماسياً في لبنان، وذلك سيمنع حصول انفجار أو حرب واسعة النطاق، وبالتالي هذا الاتفاق يساعد على عودة النازحين إلى منازلهم.
بدوره، جدّد الرئيس بري التأكيد والمطالبة بضرورة وقف الحرب الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة منذ عشرة أشهر مبدياً قلقه الشديد من الخطوات التصعيدية التي تقدم عليها إسرائيل من خلال سياسة الاغتيالات العابرة للحدود سواء ما حصل في طهران أو بيروت، ناهيك عن سلسلة المجازر الإسرائيلية اليومية التي ترتكب بحق الأطفال والمدنيين في قطاع غزة وآخرها ما حصل بحق المصلين في مدرسة التابعين، مجدداً تمسّك لبنان بالتمديد لقوات اليونيفل وفقاً لمنطق القرار 1701 الذي يطالب لبنان بتطبيقه كاملاً.
مصادر مواكبة لزيارة الموفد الأميركي أشارت في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى أن النوايا الأميركية من أجل التوصل الى صفقة لوقف اطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى قد تكون صادقة، كما أن وقف النار في غزة، كما قال هوكشتاين، قد ينعكس على جنوب لبنان، لكنها تصطدم منذ اللحظة الأولى بإصرار إسرائيل على إطالة أمد الحرب والقضاء على “حماس” وتهجير الفلسطينيين من غزة الى سيناء وهذا ما تعنيه المجازر البربرية التي يقترفها العدو كل يوم بحق النازحين الفلسطينيين العزل.
وتطرّقت المصادر إلى البوارج الحربية الأميركية في المتوسط، سائلةً عن المبرر وراء وجودها، وما إذا كان يعكس تصريحات هوكشتاين ودعوته للهدوء، واصفةً زيارة الأخير بأنها تأتي لحفظ ماء الوجه والاستفادة من أصوات الناخبين اللبنانيين والعرب وتأييدههم لمرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس، لكنها لن تغيّر مسار الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة وجنوب لبنان، لأن سياستها تقوم على سفك الدماء وهذه فرصتها بغياب الضغط الدولي.
المصادر لفتت إلى أن “حزب الله” إذا وافق على وقف إطلاق النار بمعزل عن غزة، فذلك يعني التوصل لهدنة في شمال الأراضي المحتلة، مما يسمح لإسرائيل بتفاقم جرائمها في غزة، وإنهاء مفاعيل اتفاقية أوسلو وضم الضفة إلى إسرائيل للتفرغ بعدها لطرد فلسطينيي 1948 وإقامة إسرائيل الكبرى، مشيرة إلى أن مهمة هوكشتاين معقدة وتتجاوز التصريحات المنمقة والكلام المعسول لأن النوايا الإسرائيلية أصبحت معروفة، خصوصاً مع استمرار التهديد بالقضاء على “حماس” وتدمير لبنان.
رغم الحركة الدبلوماسية التي يشهدها لبنان، إنما الواقع يدلّ على أن لا مؤشرات ملموسة حتى اللحظة للتهدئة، وإن كانت الإيجابية مهيمنة على تصريحات الموفدين إلاّ إنَّ العدو مستمرّ بممارسة وحشيته دون أيّ رادع، ما يُنذر بأيام صعبة مُقبلة على المنطقة ككلّ إذا ما بقيَ الوضع على حاله.