كتبت صحيفة الديار تقول: ساعات مفصلية، امام وقف دائم للنار او اشتعالها و الدخول في المجهول وعدم الاستقرار لسنوات على امتداد المنطقة ؟ الانظار موجهة اليوم الى المباحثات التي تجري في الدوحة، في حضور رئيس الوزراء القطري ورؤساء «الموساد» والمخابرات الاميركية والمصرية، في ظل سعي دولي لانجاحها، مدعومة بالبيان الثلاثي لسفراء اميركا وبريطانيا والمانيا في «اسرائيل»، والتأكيد أنه حان الوقت للتوصل الى وقف لاطلاق النار وإطلاق الرهائن، بالاضافة الى الاتصالات المكثفة بين واشنطن وباريس ولندن وطهران ومسقط، وصولا الى روسيا والرياض والقاهرة، لانجاح الفرصة الاخيرة لاعلان وقف النار، والبدء بالمباحثات حول غزة والاسرى «الاسرائيليين» وجنوب لبنان، او الفشل والدخول في المجهول والتوترات الدائمة وموت الاسرى، والمزيد من المجازر ضد الفلسطينيين واللبنانيين، مقابل بقاء «اسرائيل» بـ «موت سريري» في جميع مرافئها، وانقطاع كلي عن العالم.
هوكشتاين في بيروت
وزير الخارجية الفرنسي في بيروت اليوم، وكان قد سبقه الموفد الاميركي هوكشتاين حاملا رسائل تراوحت بين « العصا والجزرة»، لكنه سمع من بري وميقاتي كلاما واضحا، ان «لا هدوءا على الجبهة اللبنانية قبل وقف النار في غزة مهما كان حجم التهديدات، واذا كنتم تريدون وقفا للنار اضغطوا على «اسرائيل»، بدلا من إرسال البوارج والطائرات لحمايتها».
وطالب بري بضرورة وقف الحرب «الاسرائيلية» والاغتيالات العابرة للحدود سواء ما حصل في طهران او في الضاحية، واتهم «اسرائيل» بالتصعيد وافشالها اي مسعى لوقف الحرب، وجدد تمسك لبنان بالتمديد للقوات الدولية.
وقد حاول هوكشتاين معرفة موقف حزب الله بشأن الرد على اغتيال فؤاد شكر، وخرجت «سلتو فاضية» بالتأكيد ان هذه القضية عند حزب الله، ولا احد يعرف شيئا عن الرد وطبيعته وتوقيته، كما حاول الايحاء بان رد حزب الله على اغتيال شكر سيؤدي الى تطور الامور الى الأسوأ، فسمع جوابا بان «اسرائيل» تتحمل المسؤولية بقصفها للضاحية.
وبالتالي، فان هوكشتاين سيعود الى بلاده» خالي الوفاض» كما جاء، وظهر ايضا ان هوكشتاين ينتظر مفاوضات الدوحة ليبنى على الشيء مقتضاه. اذا، فقد جاء مستطلعا ومكررا مواقفه السابقة بان وقف النار في غزة سيؤدي الى وقف النار في الجنوب، و الحل الديبلوماسي ممكن، ولا احدا يريد حربا شاملة بين «اسرائيل» وحزب الله.
اشارة الى ان هوكشتاين جاء موفدا من الرئيس الاميركي، والتقى اضافة الى بري وميقاتي قائد الجيش العماد جوزف عون ووفدا من المعارضة. وذكرت مصادر سياسية ان هوكشتاين ابلغ الذين التقاهم ان بلاده تبذل جهودا كبيرا للوصول الى وقف للنار، وان اجتماع الدوحة سيركز على جزئيتين تتعلقان بالخطة التطبيقية للاتفاق.
بالمقابل، تشيد المصادر السياسية بالموقف الرسمي الذي ظهر موحدا في الرد على أسئلة هوكشتاين واستفساراته في كل محطات زياراته، وقد سمع من بري كلاما واضحا وصريحا بعد التنسيق مع ميقاتي، مضافا اليه المعلومات التي ترددت عن لقاء جمع بري والسيد حسن نصرالله، سبقه اجتماع بين ميقاتي وجنبلاط واتصالات مع باسيل افضت الى الموقف الموحد، حيث سمع هوكشتاين لغة واحدة من رفض للاعتداءات «الإسرائيلية» المدعومة اميركيا، واحتضان المقاومة.
نواب حزب الله
بدورهم، اكد نواب حزب الله في مواقفهم ان الرد على جريمة اغتيال الشهيد فؤاد شكر آت وحتمي، سواء من جهة حزب الله او من ايران، وكشفوا عن موجة من الاتصالات المكثفة مع الحزب، لكي يكون الرد معتدلا ومقبولا ويمكن «لاسرائيل» ان تستوعبه، وأكدوا ان قيادة الحزب استمعت الى الرسائل وما يحملونه، ورفضت إعطاء اي تعهد لاي جهة، كما رفضت الخوض معهم في اي نوع من المساومات، هذا ما حصل مع هوكشتاين خلال لقائه بري وميقاتي.
واكد نواب الحزب ان الرد على جريمة الضاحية صار بعهدة القيادة الميدانية للمقاومة الإسلامية، ويعود لها وحدها امر التنفيذ والتوقيت واختيار الهدف، كما اشاروا الى ان نتنياهو أسقط كل المفاوضات، ومن يراهن على نجاحها مع جزار ومجرم، كمن يراهن على سراب واوهام.
لقلق الاميركي من موقف ايران
وحسب مصادر متابعة للتطورات السياسية والميدانية، ان اكثر ما يقلق واشنطن هو الصمت الإيراني ردا على عروضها السخية التي أرسلتها الى طهران عبر مسقط، اذا واقفت طهران على الغاء الرد او ابقائه تحت السقف على اغتيال القائد اسماعيل هنية. ومن ضمن هذه الاغراءات: استقالة نتنياهو، وقف اطلاق النار، الافراج عن ٢٥ مليار دولار من الأموال الايرانية المجمدة في المصارف الاميركية لاعمار الجنوب، الكشف عن أسماء عملاء كبار «للموساد» داخل ايران، استئناف المفاوضات النووية وغيرها. واللافت ان الإيرانيين لم يردوا على هذه النقاط والتزموا الصمت، مؤكدين انهم سينقلونها الى القيادة الإيرانية.
مصدر في الحرس الثوري
وقد رد مصدر في الحرس الثوري على كل ما سرب عن الوعود الاميركية بالقول « تجاهلوا كل ما تسمعونه من صفقات مع ايران، او استجابة للضغوط لمنع الرد، فطهران تستعد لجولة من المعارك الطويلة الامد، وقد ابلغت قطر رسميا يوم الثلاثاء الماضي، ان قاعدة العديد في قطر وغيرها من القواعد الاميركية على مستوى المنطقة، ستكون اهدافا مشروعة في حال التدخل الاميركي بالقتال». واللافت خلال الأيام الماضية الاستهداف اليومي للقواعد الاميركية في سوريا.
ترجمة الوعود الاميركية
وتسأل المصادر نفسها هل ستتم ترجمة الوعود الاميركية بالضغط على نتنياهو للقبول بوقف اطلاق النار، ودخول المنطقة في مسار جديد من المفاوضات؟ ام الذهاب إلى المجهول وسقوط كل الحلول ؟ رغم ان المؤشرات كلها تميل الى التصعيد، وحماس لن تشارك في المفاوضات حتى الآن، رغم الضغوط الأميركية على قطر لدفع حماس الى طاولة المفاوضات، والمحاولات القطرية لم تحقق الخرق المطلوب، لان حماس تدرك ان «اسرائيل» غير جاهزة للحل بعد طوفان الاقصى، واي موافقة من نتنياهو على وقف النار دون انجاز عسكري داخلي في غزة تحديدا، فـ «اسرائيل» الى التفكك والزوال والحرب الأهلية.
وحسب مصادر فلسطينية في بيروت، فان المفاوضات لن تحمل جديدا، ونتنياهو يطرح شروطا يومية بالنسبة لمعبري رفح وفيلادفيا وهذه الشروط تعيد الامور الى نقطة الصفر، فلو كان جادا في الذهاب إلى التسوية لاعلن موافقته على ورقة ٢ تموز، التي تستند الى خطاب بايدن وقبلتها حماس، بدلا من مفاوضات وشروط جديدة.
وتؤكد المصادر ان الأحاديث عن خلافات داخل الفريق الحاكم في «اسرائيل» توزيع ادوار فقط، وكلهم متفقون على انهاء حماس وقتل قياداتها وفي مقدمهم يحيى السنوار، لإعلان صورة النصر الضرورية لنتنياهو للموافقة على وقف النار.
ستنفار لبنان الرسمي والشعبي
انهت الحكومة اللبنانية كل الترتيبات اللوجيستية للتعامل مع الاوضاع الداخلية في حال نفذت «اسرائيل» حربها الشاملة على لبنان، وشملت الخطة اقرار ١٤٤ مليار ليرة لخطة الطوارئ، وتوزيع المهام على كل المحافظات اللبنانية دون استثناء، مع تولي المحافظين الإشراف على الخطط والتنفيذ كل في محافظته، على ان يترأس المحافظ عرفة العمليات يساعده فيها ٨ ضباط من الأجهزة العسكرية، بالإضافة إلى الصليب الاحمر اللبناني والدفاع المدني والجمعيات الأهلية. وقد صدر القرار بفتح كل المدارس الرسمية امام النازحين بالاضافة الى المستشفيات الرسمية والخاصة، وفتح المستوصفات وكيفية ادارة العمليات، ووضعت خطة لضبط الامن
ومنع الفلتان.
بدورها، فان الاحزاب الوطنية مع «التيار الوطني الحر» و «المستقبل» انجزوا كل الترتيبات والخطط للتعامل مع الظروف الاستثنائية، ووزعت المهام وتم التوافق على بعض الترتيبات، على ان يكون التعاون شاملا مع الدولة. كما شكلت لجان الاحصاء، وحددت الاماكن الجاهزة لاستقبال النازحين، وتم التوافق على ان تكون مرجعية القرار للدولة، وتحديدا في المواضيع الامنية. كما شكلت الاحزاب اطرها التنظيمية للتعامل مع النزوح باشراف لجنة مركزية عليا ولجان فرعية في المناطق والقرى.
نشاط مكثف للأجهزة العسكرية
وتؤكد المعلومات ان جميع الأجهزة الأمنية اتخذت إجراءات مشددة لجهة ضبط الامن ومنع الفلتان، ومراقبة بعض المناطق التي تشكل بؤرا للإرهابيين، ووضعت العديد من المشبوهين وأصحاب السوابق تحت المراقبة، رغم ان الأجهزة لم ترصد اي تحركات مريبة للخلايا النائمة او نشاطا في سوق الاسلحة او في مخيمات النازحين حتى الآن، ويبقى الخطر الاكبر من شبكات «الموساد الاسرائيلي» وتفجيراتها لارباك الساحة الداخلية، في حال تطورت المواجهات العسكرية. وعلم ان مجلس الوزراء قرر تطويع ١٥٠٠ جندي لمصلحة الجيش اللبناني.