الخميس, سبتمبر 19

تحذير أممي من حالات إضافية “مستوردة” من جدري القردة في أوروبا

وجدت دراسة حديثة أن تناول المشروبات الكحولية حتى بشكل معتدل، لا يفيد كبار السن، مما يعزز من الأبحاث التي تعارض الاعتقاد السائد بأن كوبا أو اثنين من تلك المشروبات خاصة النبيذ قد تكون مفيدة للصحة.

وأوضحت شبكة “سي إن إن” في تقرير لها أن بعض الأبحاث الأخيرة كشفت أن الكحوليات يمكن أن يشكل مادة مسرطنة قوية وتساهم في أمراض محتملة أخرى مثل الاكتئاب ومشاكل الكبد والكلى.

وقال مدير المعهد الكندي لأبحاث تعاطي المخدرات بجامعة فيكتوريا، تيموتي نعيمي، إن “الكحول مادة مسرطنة تساهم في نحو 50 نوعا مختلفا من مسببات الوفاة”.

لم يشارك نعيمي في الدراسة، لكنه قال لشبكة “سي إن إن” الإخبارية إنه حينما يتعلق الأمر بالكحوليات فإن “القليل أفضل من الكثير. النتيجة الأكثر اتساقا في جميع العلوم، هي أنه كلما تناولت الكحوليات أقل كلما كان ذلك أفضل لصحتك”.

ونشرت الدراسة، الاثنين، بمجلة “جاما” بعد أن رصدت بيانات أكثر من 135 ألف بالغ يبلغون من العمر 60 عاما أو أكثر تم تتبعهم من خلال سجل البنك الحيوي بالمملكة المتحدة.

وطرح القائمون على الدراسة بين عامي 2006 و2010 على المشاركين أسئلة مفصلة حول تناولهم للكحوليات، واستخدم الباحثون إجاباتهم لتصنيفهم على أنهم يشربون بشكل عرضي أو بمعدل منخفض أو متوسط أو مرتفع الخطورة.

ووجدت الدراسة مخاطر فيما يتعلق بتناول الكحوليات بشكل منتظم، إذ كان أولئك الذين ينتمون للفئة منخفضة الخطورة أكثر عرضة للإصابة بالسرطان بنسبة 10 بالمئة، مقارنة بمن قالوا إنهم يتناولون الكحوليات بشكل عرضي.

أما الفئة متوسطة الخطورة فكانوا أكثر عرضة بنسبة من 10 إلى 15 بالمئة للوفاة لأي سبب أو الوفاة بالسرطان مقارنة بمن يشربون الكحوليات بشكل عرضي. أما أصحاب الفئة عالية الخطورة فكانت النسبة لديهم 33 بالمئة.

حذرت منظمة الصحة العالمية، الخميس، من احتمال اكتشاف حالات أخرى مستوردة من جدري القردة قريبا في أوروبا بعد إعلان السويد رصد أول حالة من المرض الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 548 شخصا منذ بداية العام في جمهورية الكونغو الديمقراطية بسبب سلالة أكثر عدوى وخطورة من الفيروس.

وكانت المنظمة أعلنت، الأربعاء، أن انتشار جدري القردة في أفريقيا بات الآن طارئة صحية عالمية، وهو أعلى مستوى تحذير يمكن أن تطلقه الهيئة.

وفي المجمل، تم تسجيل 38465 إصابة بهذا المرض في 16 دولة أفريقية منذ يناير عام 2022، و1456 وفاة مع زيادة بنسبة 160 في المءة في عدد الحالات عام 2024 مقارنة بالعام السابق وفق ما نقلته فرانس برس عن البيانات الصادرة الأسبوع الماضي عن وكالة الصحة التابعة للاتحاد الأفريقي.

وبعيد إعلان السويد رصد أولى حالات التفشي الجديد للمرض في أوروبا، قال المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا إن ذلك “هو انعكاس واضح لترابط عالمنا… من المرجح أن يتم رصد حالات مستوردة إضافية من السلالة الجديدة في منطقة أوروبا في الأيام والأسابيع المقبلة”.

وأعلنت وكالة الصحة العامة في السويد، الخميس، رصد أول إصابة خارج أفريقيا بالسلالة الجديدة من جدري القردة.

وأفادت الوكالة في بيان بأن “شخصا احتاج إلى رعاية” في ستوكهولم “تمّ تشخيص إصابته بجدري القردة تسببت به السلالة 1. هذه هي أول إصابة تتسبب بها السلالة 1 يتم تشخصيها خارج القارة الأفريقية”.

وأعلنت أوليفيا ويغزيل، المسؤولة الموقتة للوكالة السويدية، خلال مؤتمر صحفي أن “الشخص أصيب خلال زيارة إلى الجزء من أفريقيا حيث يسجل تفش كبير لمرض جدري القردة الناتج عن السلالة 1”.

وأوضحت الوكالة في بيان أن السويد مؤهلة “لتشخيص وعزل وعلاج المصابين بمرض جدري القردة بأمان”، مؤكدة أن “علاج مصاب بجدري القردة في البلاد لا يهدد عامة السكان، وهو خطر يعتبره المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها (ECDC) منخفضا للغاية حاليا”.

مخاطر ضعيفة للغاية

وأوضحت الوكالة لفرانس برس في رسالة أن اصابة جدري القردة ناتجة عن السلالة 1 التي عادت للتفشي في جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ سبتمبر عام 2023.

في جمهورية الكونغو التي يبلغ عدد سكانها حوالي 100 مليون نسمة، تتأثر جميع المقاطعات الآن بالوباء.

وترى منظمة الصحة العالمية أنه “من الضروري عدم وصم المسافرين أو البلدان/المناطق”.

وأضافت “فقط من خلال العمل معا وتبادل البيانات واتخاذ تدابير الصحة العامة اللازمة، سنتمكن من السيطرة على انتشار هذا الفيروس” معتبرة أنه من الضروري تجنب فرض قيود على السفر وإغلاق الحدود.

وأعلن وزير الصحة في جمهورية الكونغو، سامويل-روجيه كامبا، الخميس، أنه وفقا لآخر تقرير “تسجل البلاد 15664 إصابة محتملة و548 وفاة منذ مطلع العام”.

وفي الثالث من أغسطس، أفادت المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها عن تسجيل 455 وفاة و14479 إصابة في 25 مقاطعة من المقاطعات الـ26 في جمهورية الكونغو.

ووفقا للوزير، فإن مقاطعات جنوب كيفو وشمال كيفو وتشوبو (شرق) وإكواتور ونورد أوبانغي وتشوابا ومونغالا (شمال) وسانكورو (وسط) الأكثر تضررا.

وأكد كامبا أنه من خلال التعبئة الدولية “نقوم بتفعيل جميع الآليات اللازمة لرصد الحالات وعلاجها” مجانا.

فيروس أكثر خطورة

وفقا لبيان صادر عن وزارة الصحة الأميركية، الأربعاء، فإن “التلقيح سيكون عنصرا أساسيا من الاستجابة لهذا الوباء. ولدعم هذه الجهود تتبرع الولايات المتحدة بـ 50 ألف جرعة من لقاح جينيوس المعتمد من هيئة الغذاء والدواء (FDA) لجمهورية الكونغو الديمقراطية”.

وأعلن مختبر الأدوية الدنماركي، بافاريان نورديك، الذي ارتفع سهر أسهمه في البورصة، الخميس، استعداده لإنتاج ما يصل إلى 10 ملايين جرعة من اللقاحات بحلول عام 2025.

وجدري القردة مرض معد ناجم عن فيروس ينتقل إلى البشر عن طريق الحيوانات المصابة ولكن يمكن أيضا أن ينتقل بين البشر عبر الاتصال الجسدي المباشر.

في عام 2022، انتشر وباء عالمي يحمل السلالة 2، في حوالي 100 دولة وأصاب خصوصا الرجال المثليين ومزدوجي التوجه الجنسي. وتسبب الوباء في وفاة نحو 140 شخصا من نحو 90 ألف إصابة.

وتفشى المرض في جمهورية الكونغو الديمقراطية حيث اكتُشف الفيروس للمرة الأولى لدى البشر، في عام 1970، وانتشر إلى بلدان أخرى.

ويتسبب المرض بارتفاع الحرارة وآلام في العضلات وطفح جلدي.

وكانت دراسة سابقة نشرت بمجلة “لانسيت” الطبية، أشارت إلى أن شرب الكحول لمن هم دون سن الأربعين ليس جيدا ولا يفيد الشباب، ولكن كميات قليلة لكبار السن قد تكون مفيدة.

وأوصت الدراسة بضرورة التحذير من مخاطر استهلاك الكحول لمن تتراوح أعمارهم بين 15 و39 عاما، والتي قد تزيد من مخاطر حدوث إصابات لهم بما في ذلك حوادث سيارات والانتحار وارتكاب جرائم قتل.

Leave A Reply