الجمعة, نوفمبر 22
Banner

مؤسسات امل التربوية تحتفل برعاية وزير التربية القاضي الدكتور عباس الحلبي بإفتتاح ثانوية أبي ذر الغفاري ( انصار )

مصطفى الحمود

رعى وزير التربية في حكومة تصريف الاعمال الدكتور عباس الحلبي حفل افتتاح ثانوية ابا ذر الغفاري في بلدة انصار

 بحضور النواب هاني قبيسي ، ناصر جابر ، أشرف بيضون ، عضو هيئة الرئاسة في حركة امل الحاج خليل حمدان ، عضو الهيئة التنفيذية لحركة امل الحاج باسم لمع ، مدير عام التربية الدكتور عماد الأشقر ، مدير عام مؤسسات امل التربوية الدكتور بلال زين الدين . ممثل رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور وسيم رمال ، السيدة نشأت الحبحاب ممثلة للمنطقة التربوية في محافظة النبطية ، المسؤول التنظيمي لحركة امل اقليم الجنوب الدكتور نضال حطيط على رأس وفد من قيادة الإقليم، رئيس بلدية انصار صلاح عاصي ممثلا محافظ النبطية الدكتوره هويدا الترك، نائب رئيس الاتحاد العمالي العام حسن فقيه ،مفوض عام كشافة الرسالة الاسلامية قاسم عبيد . رئيس جمعية رواد الرسالة الحاج حسن حمدان ، رئيس رابطة التعليم الاساسي حسين جواد فعاليات تربوية واجتماعية وثقافية رؤوساء بلديات ومخاتير وجمعيات ومدارس وجامعات ، لفيف من علماء الدين وحشد من أبناء مؤسسات امل التربوية واهالي المنطقة.

الحفل الذي استهل بأيات من الذكر الحكيم والنشيدين الوطني اللبناني ونشيد حركة امل تلاها كلمة تعريف وترحيب القتها المربية الشاعرة سوسن بحمد .

ثم القت مديرة ثانوية ابي ذر الغفاري المربية صباح طعمة كلمة تحدثت فيها عن اهمية التعليم الذي تعتمده ادارة مؤسسات امل التربوية والتفوق والنجاح الذي حصل في الامتحانات الرسمية.

 تلاها كلمة مدير عام مؤسسات امل التربوية الدكتور بلال زين الدين

وقال مساء الخير يُغازل ضحكة الجنوب، راويا حكايا الانتصار، وأساطير البطولة والعزيمة، مساء الأمل المعقود بناصية الإبداع، مساء النوارس الغافية على شراع الموج، تكتب أبجدية الشوق والانتظار، لإمام الوطن والمقاومة على أعتاب ذكرى الإخفاء السادسة والأربعين أو في رحاب صرح يحمل رسالته السمحاء .

وعَدْنا منذ أقل من عام، وفي حفل افتتاح ثانوية شهداء إقليم التفاح، عام باذن الله، وكانت وجهتنا عام أهلنا بأن الافتتاح القادم سيكون بعد عام. بلدة الخيام الأبية، وباشرنا بأعمال استكمال البناء وترميمه، لكن الظروف الأمنية حالت بيننا وبين طموحنا ومخططاتنا .

فانتقلنا إلى بلدة أبيّة مقاومة أخرى من بلدات جنوبنا الصامد…

وما بين أنصار والخيام حكاية مجد وعزة وانتصار مجبولة بعصارات الألم والدموع والدماء … تحمل في طياتها قصصًا من الألم والصبر ، وشهادات حيّةً عن معاناة لا حدود لها، حيث كانت تتردد بين الجدران صرخات الحرية التي انتصرت، وأحلام المقاومين الذين وقفوا بشجاعة أمام الظلم ، فخلدوا في كُلِّ زاوية قصة من قصص الصمود والإرادة التي لا تقهر .

إنَّ هذه الخطوة تمثل انتصارًا على الماضي الأليم، وتحريرا للعقول

وتأكيدًا على أن إرادة الحياة والتعلم أقوى من كل الظروف.

أعزائي الحضور

في ظل الظروف الأمنية الصعبة التي تشهدها منطقتنا في هذه الفترة، يتضاعف التحدّي أمامنا. لأنَّنا نؤمن بأنَّ التَّعليم هو الحصن الحصين أمام كل المخاطر، وهو السبيل الأمثل لمواجهة التحديات التي تعترض طريقنا . هذه المدرسة ستلعب دورًا محوريا في تعزيز الوعي الثقافي والعلمي لأبنائنا، وتزويدهم بالمعرفة والمهارات التي تُمَكِّنُهُمْ من بناء مستقبلهم وتحقيق أحلامهم، رغم كل الصعوبات التي نواجهها .

إننا نرى في كل طفل يدخل هذه المدرسة مشروع قائد، ومبدع، وعالم. لذلك نحرص على توفير بيئة تعليمية تجمع بين الأصالة والحداثة، وتتيح لتلاميذنا الفرصة للابتكار والتفكير النقدي، وتمنحهم الأدوات التي يحتاجونها ليكونوا فاعلين في مجتمعهم.

أيها الأعزاء

هذه الأرض التي كانت يوما ما موطنا للآلام، وسجنا لأبناء هذه المنطقة الشجعان الذين قاوموا الظلم والاحتلال وضحوا بحريتهم في

سبيل كرامة الوطن، تسطع اليوم منارة للعلم والمعرفة والتمَيز

ومرجعا للأجيال الطامحة نحو غد أفضل.

اليوم نفتتح المدرسة العاشرة في مجموعة مدارسنا الرائدة في مجال التربية والتعليم، ما يعكس التزامنا المستمر بجودة التعليم وصناعة

التفوق والإبداع.

هذه المكانة التربوية الرفيعة لم تكن لتتحقق لولا الجهود المضنية والعمل الدؤوب من قبل فريقنا المتفاني، فالجميع كرسوا حياتهم

لتحويل هذه الرؤية إلى حقيقة ملموسة.

أيها الكرام هذه المدرسة، التي نحتفل بافتتاحها اليوم، ليست مجرد إضافة جديدة إلى منظومتنا التعليمية، بل هي خطوة كبيرة نحو تحقيق أهدافنا المنشودة في تقديم تعليم رفيع المستوى لأبنائنا وبناتنا. لأنَّنا نؤمن

أن التعليم هو الطريق الأمثل لبناء مستقبل مشرق، وأن المدارس هي مصانع القادة والمبدعين.

هذا المشروع ما كان ليُنجز اليوم لولا الجهود المباركة من قبل دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري ورعايته الدائمة، ودعمه المستمر، وحرضه على التنمية وتحسين المستوى التعليمي لأبناء هذا الوطن وفي قلبه الجنوب …

كذلك لا يسعنا إلا أن نتوجه بالشكر للجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين ولرئيسة الجمعية السيدة الفاضلة رندة بري لتقديمهم هذا البناء التي حرصت على أن يكون منارة للعلم والتربية، ليشكل واحة أمل وشراكة حقيقية وفعلية وامتداداً طبيعي لمسيرتهم في بناء الإنسان ورفع الحرمان وصون المجتمع.

نسألُ اللهَ أَنْ يُوفقنا جميعًا في هذا المسعى النَّبيل، وأن يجعل هذه المدرسة، صرحا للتربية الصَّالِحَة، ومنطلقا للخير لأهل هذه المنطقة العزيزة ولأجيالها الصَّاعِدة.

ثم كانت كلمة صاحب الرعاية الوزير القاضي الدكتور عباس الحلبي

قال مَنْ يَفتَح باب مدرسة، يُغلق باب سجن يقول أمير الأدب الفرنسي فيكتور هوغو. أما أنتم فقد حطَّمتُم مُعتَقَلاً ورَفعَتُم صَرحًا تربويا يبقى للأجيال منارة للعلم والأخلاق. ولم ترتضوا بذلك فقط، بل توجتم هذا الصرح باسم عزيز علينا وعليكم هو ثانوية أبي ذر الغفاري”. هذا الصحابي المتدين الذي اشتهر بتعنيفه الصريح لمن سلك سبيلاً مغايرا لسنة الرسول، والذي يمتلك عندنا في المذهب التوحيدي، مكانة رفيعةً مرموقة إلى جانب سلمان الفارسي وغيره من كبار الأولياء والأنبياء والصحابة والأئمة وأهل البيت الذين أسسوا لمسلك تصوفي عرفاني عقلاني. مُعتَقَلُ أنصار” ، اسم ارتبط في ذاكرة اللبنانيين كأكبر سجن في الشرق الأوسط، أقامه الجيش الإسرائيلي وعملاؤه لحظة اجتياحهم لبنان سنة 1982. مُعتَقَلُ أنصار اسم أرعب اللبنانيين عمومًا والجنوبيين خصوصا الذين قاوموا ويُقاومون دفاعًا عن الأرض والوطن، مُحتملين أقسى أنواع القهر والتعذيب حتى الشهادة. مُعتَقَلُ أنصار” كان بالأمس شاهِدًا على وحشية العدو، وقد أمسى اليوم مساحةً للعلم ورمزا للوطنية التي لا تتحقق إلا بالنضال والتربية.

فهنيئاً لكم بثانوية أبي ذر الغفاري، وهنيئا لبلدة أنصار وللبلدات المجاورة بهذه المدرسة. والشكر يبقى موصولاً لكلِّ من تَعِبَ وتَابَعَ وساهَمَ وأعلى وحركة أولى قيادة و افرا داديمية خاصة وحارة جوا إلى صاحب الدوحة البنيان، وخصوصاً مؤسسات أمل التربوية فلكم جميعا أسمى آيات الشكر البلاد والامتنان لأنكم زينتم الجدران السود بألوان الحياة.

الإخوة والأخوات

تعرفون أن الأوطان تموتُ بلا تعليم وتعرفون أن التعليم في زمن الحروب والأزمات يُلامس المستحيلات. لكن الأمل يبقى بعد تربوي أفضل. وهذا ما تحاول تحقيقه في وزارة التربية والتعليم العالي وقد أنهينا هذه السنة عامًا دراسيا كاملاً وشبة طبيعي، بالرغم من الظروف الصعبة، وتوجناه أيضًا بامتحانات رسمية عامة على الأراضي اللبنانية كافة، وذلك حفاظا على الشهادة اللبنانية وتحاشيا لتوزيع الإفادات.وكما تعلمون فإنَّ إتمام الامتحانات الرسمية كان تحديا كبيرا بالنسبة إلينا، خصوصًا في ظل الأوضاع الأمنية المقلقة في الجنوب وفي ظل معاناة القطاع التعليمي الذي ما زال يُعاني شأن كل القطاعات في البلد.

لكن حرصا على مستقبل التلميذ اللبناني، وحفاظا على مصلحتِهِ، قررنا التحدي وخوض غمار الامتحانات الرسمية وما فيها من صعوبات جمة؛ وقد أنجزناها بهمة جميع العاملين في وزارة التربية وبهمة جميع الأساتذة المشاركين في وضع ومراقبة الإمتحانات الرسمية وتصحيحها على الأراضي اللبنانية كافة : فلا شيء يُعطي فرصة لأولادنا ولا شيء يفتح آفاق المستقبل لهم، سوى التعليم، والتعليم فقط الحفل الكريم. في هذه الأمسية الفارحة، تتذكَّرُ الإمام المغيب موسى الصدر، ونتذكر رؤيته التربوية الوقادة التي ترتكز على نواميس الروح”، أي على الثبات في القيم التي أرستها الأديان، وذلك بهدف تكوين المجتمع الصالح، وتوجيه الناس إلى الخط الصحيح. ولعل من أبرز القيم التي دعا إليها الإمام، هي قيمة المواطنة وما فيها من تساو في الحقوق والواجبات ومن وحدة وطنية ومن إلغاء للطائفية السياسية ومن صونٍ للدستور ومن احترام للإنسان وللأديان. يقيني أنكم ستسيرون في رحاب هذه المدرسة على نهج الإمام المغيب فتحاكون بطريقة أو بأخرى “الإطار الوطني اللبناني لمنهاج التعليم العام ما قبل الجامعي من صفوف الروضات حتى الثانوي الثالث الذي أصدرته وزارة التربية والتعليم العالي العام الفائت والذي يسعى بمواده وببنوده إلى بث الروح الوطنية في الأجيال الصاعدة وإلى تربيتهم على قيم المواطنة يا والانفتاح والحوار فالوحدة الوطنية، بحسب الإمام الصدر، هي وحدة الأفكار والقلوب، ووحدة كل المواطنين في الأهداف والمعايير العامة لوجود الإنسان، وهي الوسيلة الوحيدة لخلاص لبنان ألا وفقكم الله، وقادَ خُطاكم التربوية لما فيه خير الفرد والمجتمع ووقى الجنوب ولبنان من وحشيّة العدوان الإسرائيلي.

عاشت ثانوية أبو ذر الغفاري عاشت أنصار وعاش الجنوب ومعه لبنان.

ختاما قدم الدكتور زين الدين والنواب وحمدان وطعمه درع المؤسسة التقديري للوزير وبعدها قص شريط الافتتاح وجولة داخل الثانوية.

 

Leave A Reply