الخميس, سبتمبر 19

الحرب ليست قدراً والإكتفاء بالتصعيد…؟

تتسابق التحليلات والتكهنات في الحديث عن «اليوم التالي»، بعد فشل المفاوضات الذي يلوح في الأفق، قبل أن يجلس المتفاوضون على طاولة التفاوض في القاهرة، خلال الساعات القليلة المقبلة.

الواقع أن إنتشال محادثات «الصفقة» من الإنهيار في وحول غزة، يحتاج إلى ما يشبه المعجزة، بسبب العناد المتصلب الذي يتمسك به نتنياهو في تعديل ما تم الإتفاق عليه في الثاني من تموز الماضي، على خلفية المبادرة التي طرحها الرئيس جو بايدن، وتبناها مجلس الأمن الدولي في القرار رقم ٢٧٣٥، الذي نصّ على وقف فوري لإطلاق النار في غزة.

إصرار رئيس الحكومة اليمينية الإسرائيلية على الإحتفاظ بمحور فيلادلفيا ومعبر نيتساريم، نسف كل ما كان قد توصلت إليه المفاوضات في الشهرين الماضيين من تقدم، وأدخل شروطاً مستجدة، في مقدمتها عدم التعهد في العودة إلى الحرب بعد الإفراج عن الرهائن، وإنتهاء المرحلة الأولى من سيناريو الصفقة المطروحة على طاولة المفاوضات.

وبخلاف ما أعلنه وزير الخارجية الأميركية بلينكن عن تحميل حماس مسؤولية إفشال المفاوضات، فقد أبلغ نتنياهو وفداً من أهالي الرهائن،بكل وقاحة، لدى إجتماعه بهم أمس، أنه إذا خُيّر بين محور فيلادلفيا وإتفاق لإطلاق الرهائن، فهو سيختار حتماً محور فيلادلفيا!

فشل المفاوضات يعني الذهاب إلى مزيد من التصعيد في الحرب على غزة، وعلى الجبهة اللبنانية، فهل تتدحرج الأمور إلى نشوب حرب إقليمية شاملة؟

الخطة «ب» التي يعمل عليها الوسطاء العرب وشريكهم الأميركي، تركز على ضرورة تجنب الإنزلاق إلى حرب شاملة، في حال فشلت المفاوضات، على أن يبقى التصعيد المنتظر تحت سيطرة قواعد الإشتباك الراهنة في الجبهة الشمالية، وتمرير الردّين الإيراني وحزب الله على إغتيال هنيّة وشكر بمستوى معقول من العنف، لقطع الطريق لأي رد إسرائيلي على إيران والحزب.

ولكن هذه الخطة مازالت على طاولة النقاش، لأن الأولوية بالنسبة للوسطاء العرب، ومعهم حماس والحزب وإيران، هي الوصول إلى هدنة إستراتيجية لوقف الحرب في غزة أولاً، لأن هدنة غزة ستسحب نفسها هدوءاً على باقي الجبهات، وخاصة الجبهة اللبنانية، الأمر الذي من شأنه أن ينعش مساعي الحل السياسي لمعالجة إشكالات الحدود. التي كان بدأها الوسيط الأميركي هوكشتاين قبل إندلاع الحرب على غزة.

مرة أخرى، الحرب ليست قدراً، رغم أن الإعلام الإسرائيلي يصف نتنياهو بأنه أسوأ قدر عرفته الدولة اليهودية في تاريخها الحديث!

 صلاح سلام – اللواء

Leave A Reply