الجمعة, نوفمبر 22
Banner

زائرو الأربعينية يتحدون مختلف الظروف المناخية والمخاطر الأمنية هذا العام 

جاسم الكعبي

 ويستمر الزحف الجماهيري لزيارة مرقد الإمام الحسين بن علي في ذكرى أربعينيته التي تتجدد في كل عام ، وهي السُّنة التي سنها الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري وأمضاها الإمام زين العابدين الإمام الرابع من أئمة المسلمين الشيعة الذي صادف رجوعه بسبايا أهل البيت من الشام إلى كربلاء في العشرين من شهر صفر سنة إحدى وستين للهجرة ..

    وكان نظام صدام حسين قد منع مراسم الزيارة الأربعينية مدة حكمه التي استمرت خمساً وثلاثين سنة ، وكان يعاقب على ممارستها ، وقد نكل طيلة حكمه بالكثيرين الذي قتلوا وعذبوا في طريقهم لإحياء هذه الشعيرة الحسينية ..

    كما تعرضت هذه الشعيرة لمحاولات الصد والمنع في العصرين الأموي والعباسي ، وفي عهد الدولة العثمانية ، ولكن المسلمين الشيعة استمروا في إحيائها بنسب متفاوتة ، حتى ظهرت ظهوراً قوياً بعد سقوط نظام صدام حسين ، لتترقى وتصبح ملتقىً مليونياً ، يترشح أن يصل هذا العام إلى ثلاثين مليوناً بعد تسهيلات المواصلات وتوسعة الطرقات ، وتهيئة وسائل نقل جديدة كالقطارات والمطارات .. ويتوقع المراقبون دخول أعداد كبيرة هذا العام من إيران والهند وپاكستان ودول أخرى ليتضاعف عدد الزائرين الأجانب الذين يأتون من مختلف الجنسيات من مختلف دول العالم ومن مختلف الأديان والمذاهب والتوجهات السياسية ليزيد عن عشرة ملايين زائر هذا العام سيدخلون عبر مختلف المنافذ الجوية والبرية والبحرية ، في حين يهجر أكثر سكان المحافظات العراقية سنة وشيعة ومسيحيين وغيرهم يهجرون بيوتهم وأرزاقهم ليزحفوا للخدمة الحسينية لزوار الأربعينية عبر المواكب التي تقدم مختلف أنواع الخدمات من الطعام والشراب والدواء والمنام وغير ذلك حتى أدق التفاصيل التي يعرفها المتابعون ..

    وتتعرض مراسم الزيارة الأربعينية في كل عام منذ عشرين سنة لهجمات إعلامية تحاول النيل من معنويات الزائرين دون أن تحقق هذه الهجمات أهدافها ، بل كانت في كل عام تضاعف عزيمة محبي الحسين للحضور والمشاركة ، ونادراً ما حصلت تجاوزات أمنية في العقدين الماضيين بفضل الله وجهود القوى الأمنية العراقية والجيش العراقي التي تعمل على بسط الأمن مدة أيام الزيارة التي قد تمتد قرابة الشهر مع أيام المشاية ذهاباً وإياباً ، والتي تكون في الذهاب غالباً من البحر في منطقة رأس البيشة على الحدود الإيرانية العراقية وحتى ضريح الإمام الحسين في كربلاء والتي تمتد على مسافة طولية تزيد عن خمسمائة كيلومتر يقطعها الكثير من الزوار مشياً على الأقدام ..

   ويتحدى زوار كربلاء في ذكرى الأربعينية هذا العام مختلف الظروف المناخية الحارة والرطبة ، التي يرافقها انقطاع للتيار الكهربائي بشكل ملحوظ هذه السنة ، كما يواكب ذلك بعض الإشاعات التي تعمل على تعظيم بعض الإشكالات التي تحصل بطبيعة الحال بين بعض الجهات ، كالمشكل الذي صدر من قبل بعض منتسبي العتبات المقدسة وأدى لإطلاق نار قبل يومين ..

    ورغم احتواء المشكل لكن بعض الوسائل الإعلامية تصر على تكبير المشكل ودمج ڤيديوهات قديمة لمشاكل أمنية حصلت في العراق قديماً في محافظات أخرى وفي غير أيام الأربعينية مع مجريات المشكل المذكور ، وكل ذلك بهدف تضعيف توجه الزائرين لمتابعة مراسم الزيارة الشعائرية !

    ولكن كل ذلك يأتي دون جدوى أمام إصرار الزحف المليوني للمسير قدماً نحو الهدف المنشود ..

    فهذه السنة زائرو الأربعينية يتحدون مختلف الظروف المناخية الطبيعية والمخاطر الأمنية وصولاً إلى محبوبهم الإمام الحسين لمواساته في ذكرى أربعينه ..

   فهلَّا اعتبر ويئس المُثبِّطون ؟

Leave A Reply