بعدما فشلت جولة المفاوضات الجديدة كما زيارة وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن الى المنطقة، تسود حالة من الحذر والترقب لبنان والمنطقة في ظل توقعات بجولة تصعيد على الجنوب وعلى مستوى المنطقة، في ظل استمرار الرسائل الغربية والعربية للبنان والتي تحذّر من قرار إسرائيلي بتوسيع الحرب على لبنان وضرورة الضغط على حزب الله لتجنب التصعيد وعدم الرد، وفق ما علمت صحيفة «البناء»، فيما أكد وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، خلال تلقيه اتصالاً من وزيرة الخارجية اليابانية يوكو كاميكاوا، أن «فشل المفاوضات بشأن غزة قد يخرج الوضع في المنطقة عن السيطرة». ومساء أمس، نقلت صحيفة «هآرتس» عن مصدر سياسي تأكيده أن «رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يغير مواقفه بعد الاتصال الهاتفي مع الرئيس الأميركي جو بايدن الليلة الماضية».
ووفق أجواء دبلوماسية لـ»البناء» فإن «»إسرائيل» تعمل على إبعاد حزب الله مسافة 10 كلم عن الحدود من خلال تكثيف الضربات العسكرية والأمنية لتدمير القرى الأمامية على طول الشريط الحدودي لخلق منطقة عازلة إضافة الى اغتيال قيادات ميدانية في حزب الله، وذلك لاستعادة الأمن الى الشمال وإعادة المستوطنين في ظل ما تتعرّض له الحكومة الإسرائيلية من ضغوط سياسية وشعبية لاستعادة الردع على الجبهة الجنوبية، لكن «إسرائيل» لا تريد أن نتزلق الأمور الى حرب شاملة مع حزب الله تفادياً لتداعياتها الكبيرة في ظل الأزمات المتعددة العسكرية والسياسية والاقتصادية في الجبهة الداخلية التي خلقتها الحرب منذ عشرة أشهر». كما علمت «البناء» أن أكثر من دبلوماسي غربي وعربي سيزورون لبنان في محاولة لحضّ الحكومة اللبنانية الضغط على حزب الله لعدم الرد على «إسرائيل».
وتشير مصادر مطلعة لـ»البناء» الى أن «المقاومة على أهبة الاستعداد لكافة الخيارات والسيناريوات، لكنها لن تمنح نتنياهو الذرائع التي يبحث عنها لتوسيع الحرب للخروج من طوق أزماته ومآزقه»، لكن المقاومة وفق المصادر «لن تسمح للعدو بفرض قواعد اشتباك ومعادلات جديدة وترد على كل عدوان برد مماثل لا سيما قصف قواعد عسكرية حساسة في الجولان رداً على العدوان الأخير على البقاع واستهداف مستعمرات جديدة في شمال فلسطين المحتلة رداً على استهداف المدنيين في الجنوب ما يلحق خسائر فادحة في صفوف جيش الاحتلال ومستعمراته».