الجمعة, سبتمبر 20

لماذا لا تفتح إسرائيل أبواب قاعدة “غيليلوت” أمام وسائل الإعلام؟

في مطلع تموز الماضي إعترفت إسرائيل بأن “تفجير مقر الحاكم العسكري في صور بتاريخ 11 تشرين الثاني 1982 كان بفعل هجوم إنتحاري”.

إنتظرت إسرائيل 42 عاما لتعلن حقيقة العملية الاستشهادية التي إستهدفت مقر الحاكم العسكري في صور والتي نفذها آنذاك الشهيد أحمد قصير بسيارة من طراز “بيجو 504” تحمل 50 كيلوغراما من المتفجرات إجتاح فيها المقر ما أدى الى مقتل نحو 75 جنديا إسرائيليا.

طيلة الفترة الماضية كانت إسرائيل تصر على إعتماد رواية رئيس حكومة الإحتلال إرييل شارون الذي كان يؤكد أن الانفجار نتج من تسرب للغاز وليس له علاقة بأي إعتداء، وذلك بهدف التعمية على إخفاق المخابرات الاسرائيلية في عمليات الرصد والرقابة.

فجر الأحد الفائت، نسجت إسرائيل رواية التصدي الاستباقي لما يتراوح بين ستة آلاف الى ثمانية آلاف صاروخ قالت إن حزب الله أطلقهم بإتجاه العمق الاسرائيلي، وأكدت أن الدفاعات الجوية عملت على تفجيرهم، في محاولة يائسة لتطمين المجتمع الصهيوني وإستعادة بعضا من ثقته بالمنظومة الأمنية والاستخبارية والعسكرية والتي كان فقدها وما يزال يفقدها بعد عملية طوفان الأقصى، والفشل في تحقيق أي من أهداف الحرب على قطاع غزة.

في غضون ذلك، كان كلام أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله واضحا وبالأرقام لجهة إطلاق 340 صاروخ كاتيوشا لإشغال الدفاعات الجوية الاسرائيلية التي سقطت صواريخها في عدد من المدن الاسرائيلية وأصابت زورقا حربيا، بما يسمح لعشرات المسيرات بالوصول الى الهدف الأساسي وهو قاعدة “غيليلوت” ومقر الوحدة 8200 وهي من أهم وأكبر وأبرز القواعد الاستخبارية التي تقدم المعلومات مباشرة الى جبهات القتال، وترسل التحذيرات الى الحكومة عند حدوث أي طارئ، وقد أكد السيد نصرالله أن المسيرات أصابت أهدافها داخل القاعدة وألحقت بها أضرارا جسيمة.

بمجرد إنتهاء السيد نصرالله من كلامه، إنطلقت حملة تشكيك لم تكن مستغربة، خصوصا أن أموالا طائلة ما تزال تدفع من قبل جهات غربية للتقليل من شأن جبهة الاسناد ومن عمليات المقاومة، حيث سارع البعض من سياسيين ومحللين ووسائل إعلام الى تبني الروايات الاسرائيلية لجهة فشل عملية الرد، معتبرين أن الحزب لم يقدم أدلة أو يعرض فيديوهات عن العملية، في حين كان الأولى أن تسارع إسرائيل الى فتح أبواب قاعدة “غيليلوت” أمام وسائل الاعلام للتأكيد أن مسيرات حزب الله لم تصب أهدافها وأن القاعدة لم تتعرض لأي تدمير أو أضرار، لكن العدو لم يجرؤ على ذلك بالرغم من مرور ثلاثة أيام على العملية.

علما أن وسائل إعلام إسرائيلية كانت أعلنت وبعد ساعات قليلة من إنجاز عملية الرد، أن المستهدف هي قاعدة “غيليلوت” ومقر الوحدة 8200، ونصحت نتنياهو وحكومته بالاعتراف بالعملية قبل إطلالة السيد نصرالله، ولفتت الى أن مجرد وصول مسيرات حزب الله الى القاعدة يعتبر فشلا ذريعا للمنظومة الأمنية والاستخبارية، وتأكيدا على قوة الردع ووضع ضاحية تل أبيب مقابل ضاحية بيروت، خصوصا أن الجيش الاسرائيلي إستعان بسلاح الجو الأميركي الذي كان جزءا من عمليات الرصد والرقابة، حيث تم تجنيد نحو مئة طائرة لمواجهة 340 صاروخ كاتيوشا وعشرات المسيرات، فكيف إذا أطلقت المقاومة آلاف الصواريخ والمسيرات؟..

تحترف إسرائيل التعتيم الاعلامي والكتمان، ومحاربة الصورة والكلمة، وهي أكدت ذلك في عملية تفجير مقر الحاكم العسكري الذي إنتظرت 42 سنة للإعتراف بحقيقة ما جرى في صور، فكم هي المدة التي سيستغرقها الكذب الاسرائيلي حول عملية “غيليلوت”، أم أن التطور التكنولوجي قد يكون أقوى ويصار الى تسريب بعض الصور التي تؤكد نجاح رد المقاومة؟..

غسان ريفي – سفير الشمال

Leave A Reply