أظهرت دراسة حديثة أن النساء قد يكن أكثر عرضة للإصابة ببعض أنواع السرطان التي ترتبط بأعضاء جسدية ووظائف محددة لهن، أكثر من الرجال.
والارتفاع في معدلات الإصابة يعزى إلى العوامل البيولوجية والهرمونية الخاصة بالنساء، ما يسلط الضوء على الحاجة إلى توعية أكبر بأهمية الكشف المبكر.
أسباب الزيادة
ووفقًا للدراسة التي نشرتها الجمعية الأمريكية للسرطان، هناك مجموعة من العوامل التي تجعل النساء أكثر عرضة للإصابة بهذه الأنواع من السرطان، ومن أبرز هذه العوامل التغيرات الهرمونية التي تحدث على مدار حياة المرأة وهو الأمر الذي لا يواجه الرجال، بجانب التاريخ العائلي الذي قد يلعب دورًا كبيرًا في زيادة احتمالية الإصابة.
كما أشارت الدراسة إلى تأثير العوامل البيئية والسلوكية مثل التدخين، الذي قد يزيد من مخاطر الإصابة.
أهمية الوعي والكشف المبكر
وعلى الرغم من زيادة مخاطر الإصابة، أكدت الدراسة أن الكشف المبكر يمكن أن يلعب دورًا حاسمًا في تحسين فرص الشفاء والبقاء على قيد الحياة، حيث تشير البيانات إلى أن النساء اللواتي يخضعن لفحوصات منتظمة للكشف المبكر عن السرطان لديهن فرص أكبر لتجنب تطور المرض إلى مراحل متقدمة، ومن هنا تبرز أهمية التوعية المجتمعية وتشجيع النساء على متابعة حالتهن الصحية بشكل دوري.
الفوارق البيولوجية والجينية
وأشارت الأبحاث إلى وجود اختلافات بيولوجية وجينية بين الرجال والنساء تؤثر بشكل مباشر على كيفية تطور السرطان واستجابة الجسم للعلاج، وهذه الفوارق تجعل من الضروري مراعاة الجوانب الجنسانية عند تطوير العلاجات واستراتيجيات الوقاية من السرطان.
وتدعو الدراسة إلى تعزيز الجهود البحثية لفهم أعمق لهذه الفوارق والعمل على تطوير حلول علاجية أكثر تخصيصًا.
الحاجة إلى مزيد من الأبحاث
وتوصي الدراسة بإجراء المزيد من الدراسات لفهم الأسباب الكامنة وراء هذه الفوارق بين الجنسين، حيث يجب أن توجه الجهود نحو تطوير استراتيجيات وقائية وعلاجية تأخذ في الاعتبار هذه الفوارق، مع التركيز على تعزيز الكشف المبكر والتوعية العامة بأهمية الصحة النسائية.
نسب السرطان عند الرجال
يأتي ذلك في الوقت الذي أشارت فيه دراسة أخرى نشرت في مجلة “السرطان” إلى أن حالات الإصابة بالسرطان والوفيات الناجمة عنه بين الرجال ستشهد ارتفاعًا ملحوظًا بحلول عام 2050.
وتعزو الدراسة هذا الارتفاع إلى الزيادة الكبيرة في أعداد الرجال الذين تتجاوز أعمارهم 65 عامًا، حيث حللت الدراسة بيانات تتعلق بـ 30 نوعًا من السرطان في 185 دولة ومنطقة لعام 2022، ووضعت توقعات مستقبلية حتى عام 2050.
وتظهر النتائج أن إجمالي حالات الإصابة بالسرطان بين الرجال قد يرتفع من 10.3 مليون حالة في عام 2022 إلى 19 مليون حالة بحلول عام 2050، بزيادة قدرها 84%.
