هي معادلة وضعها الناطق بإسم كتائب القسام أبو عبيدة مقابل الغطرسة الاسرائيلية المستمرة، وتقول: ضغط عسكري = موت وفشل.. صفقة تبادل = حرية وحياة.
من شأن هذه المعادلة أن تحكم منطق المفاوضات وأن تحدّ من سياسة المماطلة التي يتّبعها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لدرجة الحسم، خصوصا أن مقتل ستة أسرى إسرائيليين لدى حماس عَثر عليهم الجيش الصهيوني نهاية الاسبوع الماضي في رفح، والإدارة الاعلامية التي إتبعتها المقاومة في هذا الملف، وإطلاق الفيديوهات للأسرى القتلى، والتغريدات التي توالت من قبل المقاومة محملة المسؤولية الى نتنياهو، كل ذلك أشعل المجتمع الاسرائيلي الذي خرج الى الشارع وأعلن الاضراب العام وشل البلاد، وذلك من أجل الضغط على نتنياهو للقبول بصفقة التبادل.
هذا الضغط المستجد، أجبر نتنياهو على عقد مؤتمر صحافي متلفز لمخاطبة الشعب الاسرائيلي الغاضب على تقلص عدد الأسرى لدى حماس بشكل مستمر بفعل إستمرار الحرب وتعطيل إنجاز الصفقة.
واللافت أن نتنياهو لم يخاطب الاسرائيليين في مؤتمر صحافي منذ نحو ثمانية أشهر، ما يؤكد أن الضغط الذي يُمارس عليه وشعوره بحجم الأزمة التي ترخي بثقلها، هو ما أربكه ودفعه لعقد هذا المؤتمر الصحافي الذي تضمن خطابا بائسا وكاذبا هو لزوم ما لا يلزم، كونه لم يعط المجتمع الاسرائيلي حقا ولا باطل.
تجاوز نتنياهو الهزيمة في 7 أكتوبر، والفشل في تحقيق أهداف الحرب وفي الميدان، والاخفاق في تحرير الأسرى وخصوصا الأسرى الستة الذين قتلوا وهم كانوا في رفح التي تحتلها وحدات الجيش الاسرائيلي ما يضاعف من حجم الفشل، والمماطلة في المفاوضات، وراح يطلق الاتهامات ويحمل المسؤوليات ويبرئ نفسه، ويطلق المزيد من الوعود بالقضاء على حماس لإنهاء هذه الحرب وإستعادة الأسرى، لكن كلامه لم يُقنع أحدا خصوصا أن ما لم يستطع تحقيقه قبل عشرة أشهر عندما كان العالم بأسره معه، لن يستطيع تحقيقه اليوم بعد فشله في الحرب.
في هذا الاطار، جاء رد المقاومة الفلسطينية عبر سلسلة تغريدات للناطق الاعلامي بإسمها أبو عبيدة، ليعرّي نتنياهو ويحشرة في “بيت اليك”، خصوصا في ظل التأكيد على أن الأسرى الاسرائيليين لا يمكن تحريرهم إلا من خلال صفقة تبادل ناجحة.
كما وضعت هذه التغريديات المجتمع الاسرائيلي أمام خيارين لا ثالث لهما، فإما أن تُنجز الصفقة ويعود الأسرى الى عائلاتهم في باصات، وإما أن تستمر الحرب ويعود الأسرى في توابيت بعد قتلهم بالنيران الاسرائيلية وبشكل لا يسمح لأهاليهم التعرف عليهم.
كما حمّلت التغريدات نتنياهو المسؤولية الكاملة، خصوصا أن حماس منحته فرصة الصفقة فرفضها وذهب الى الحرب وفشل.. وهذا الفشل سيفرض عليه الرضوخ للصفقة لكن بعد أن يُسرف في القتل ويُضحي بحياة المزيد من الأسرى، علما أن أساس هذه الصفقة هو الانسحاب من معبريّ نتساريم وفلادلفيا.
لا شك في أن التحركات الشعبية الاسرائيلية ستتصاعد وهي بدأت تأخذ منحى عنفي نتيجة المواجهات بين المتظاهرين والجيش الصهيوني، وذلك ليس إحتجاجا على مقتل ستة أسرى، بل غضبا على مستقبل مجهول لمن تبقى منهم وعلى الفشل الذريع في الحرب وفي عدم تحريرهم، وهذا ما يدفع العديد من المتظاهرين الى المطالبة بإسقاط نتنياهو الذي بات يدرك الجميع أن وجوده في الحكم يمنع الوسطاء من بلورة أية حلول، وبالتالي لا بد من التضحية به لإنقاذ الأسرى والحفاظ على الكيان.
غسان ريفي – سفير الشمال