يضطر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الى البقاء على شاشات التلفزة والحديث أمام المجتمع الاسرائيلي بهدف إقناعه بوجهة نظره في إستمرار الحرب على قطاع غزة والتمسك بالشروط الاسرائيلية لا سيما لجهة التعنت والبقاء في معبر فلادلفيا..
على وقع التظاهرات الغاضبة في تل أبيب، التي بدأت ترفع لافتات تتبنى فيها شعارات المقاومة لجهة “حان الوقت.. الكل مقابل الكل”، هذه التطورات أجبرت نتنياهو على عقد مؤتمرين صحافيين خلال ثلاثة أيام في محاولة يائسة لتهدئة الشارع، وتغطية تعطيله المفاوضات.
يُدرك المجتمع الاسرائيلي أن نتنياهو يكذب، خصوصا بعد كلام رئيس الشاباك عن أن الانسحاب من معبر فلادلفيا قد يكون في المرحلة المقبلة من المفاوضات، ما يعني أن نتنياهو يرفع السقف في المرحلة الأولى، ويوافق على الانسحاب في المرحلة الثانية.
في كل الأحوال، فإن المؤتمر الصحافي الذي عقده نتنياهو كان يهدف الى مزيد من تعطيل المبادرات، والى إستباق الاتفاق المفترض أن تعقده أميركا مع الوسطاء للخروج بورقة جديدة غدا الجمعة كفرصة أخيرة للطرفين.
لم يكتف نتنياهو بالتعطيل بل تعداه الى التأكيد على فرض شروط جديدة، كالفيتو على الأسرى ونوعية المفرج عنهم، وبذلك يدغدغ نتنياهو مشاعر اليمين المتطرف المتواجد على يمينه بأنه مستمر في حرب “الوجود والاستقلال الثاني”، وهذا يتطلب إلغاء الوجود الفلسطيني الذي يشكل خطرا على إسرائيل، ما يعني السيطرة على معبر فلادلفيا الذي يُعتبر تمسك نتنياهو به لزوم ما لا يلزم، خصوصا أنه لم يأت بالسلم لا عندما إحتله سابقا في العام ٢٠٠٥ ولا في العام ٢٠٢٤.
في هذا الاطار، يبدو نتنياهو أنه مستعد للتضحية بالأسرى والجيش والكيان، مقابل البقاء في السلطة رئيسا للحكومة والحفاظ على الإئتلاف الحاكم معه، وإحتلال غزة من خلال تنصيب حاكم عسكري عليها بمهمات إجتماعية مدنية في العلن، ومهمات عسكرية وأمنية في السر.
هذا حتما ما ترفضه المقاومة عبر حركة حماس التي أصدرت بيانا وضعت فيه النقاط على الحروف للمرة الألف، وأكدت أننا لسنا بحاجة الى مقترحات جديدة والمطلوب الآن هو ضغط على نتنياهو وحكومته وإلزامهم بما تم التوافق عليه.
وحذرت حماس من الوقوع في شرك نتنياهو وألاعيبه، والذي يستخدم المفاوضات لإطالة أمد العدوان على الشعب الفلسطيني..
وجددت حماس تحميل المسؤولية الى نتنياهو معتبرة أن قراره بعدم الانسحاب من محور فلادلفيا يهدف الى إفشال التوصل الى أي إتفاق.
هذا الواقع يفرض حرب إستنزاف بين المقاومة وإسرائيل من جهة، وبين حكومة نتنياهو وأكثرية المجتمع الاسرائيلي الذي يطالبه بعدم المكابرة والقبول بصفقة التبادل ويدعو في الوقت نفسه الى إسقاطه، وبين نتنياهو وأميركا لا سيما فريق بايدن الذي بات يخشى أن يستدرجه نتنياهو الى الهاوية مع مرشحته كامالا هاريس.، مع المعلومات المتداولة عن أصابع للمرشح دونالد ترامب في تعطيل صفقة التبادل والاستمرار في الحرب.
غسان ريفي – سفير الشمال