في رحيل الدكتور سليم الحص، تنطوي صفحة من صفحات لبنان المشرقة، صفحة عنوانها الإخلاص للوطن والالتزام بالقضايا القومية والعربية. لقد كان الراحل الكبير، رئيس الوزراء الأسبق، رمزًا للنزاهة والمبادئ، رجلًا وقف شامخًا في وجه التحديات والصعاب، ولم يتزحزح عن مواقفه النبيلة في الدفاع عن سيادة لبنان وكرامته.
في أحلك الظروف، حين كانت الأبواب توصد، والضغوط تتكاثر، وقف الدكتور سليم الحص إلى جانب المقاومة، مدافعًا عن حق الشعوب في التحرر والصمود. لم يكن مجرد سياسيٍّ عابر في المشهد اللبناني، بل كان قائدًا ذا رؤية، يجمع بين الحكمة والجرأة، ويقود بشرف ومسؤولية.
لقد فقد لبنان برحيله قامة وطنية شامخة، لم تتلوث يديه يومًا بالفساد، ولم تخن أذنه صوت الضمير. كان مثالًا للمسؤول النظيف السيرة، الذي عاش ومات مرفوع الرأس، تاركًا وراءه إرثًا من القيم والمواقف التي ستبقى خالدة في ذاكرة الوطن وأجياله القادمة.
رحم الله الدكتور سليم الحص، وأسكنه فسيح جناته، وألهم لبنان وأهله الصبر والسلوان في فقدان هذا الرجل العظيم.