من قلب جبال “الألب” و”الهيمالايا” ينمو “جذر الذهب” أو “الرهوديولا”، تلك العشبة النادرة، باهظة الثمن، التي تساعد على تخفيف التوتر وتحسين المزاج.
ينما ينمو في أعلى هضبة التبت “عشب الكورديسبس”، الذي يساعد على تأخير الشيخوخة واستدامة الشباب، ومن مختلف أنحاء العالم، تُزرَع أغلى الأعشاب الطبية، كـ”الزعفران” و”العود” الذي اشتُهر في العطور الفاخرة، فما أبرز فوائد تلك الأعشاب الطبية الفاخرة؟
أغلى الأعشاب الطبية
تتنوّع أشكال الأعشاب الطبية، وتتباين فوائدها، ويتزايد الطلب العالمي عليها، فيما تظل الأغلى بين الأعشاب المتداولة، ومنها:
1. الزعفران:
يعد “الزعفران” أغلى التوابل حول العالم، وهو علاج طبيعي قوي، يتميّز بنكهته الفريدة، ويُوفِّر العديد من الفوائد الصحية، إذ أنه غني بمضادات الأكسدة، التي تساعد في حماية خلايا الجسم من التلف بفعل الجذور الحرة، ما يساعد في الوقاية من الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب والسرطان.
وقد أثبتت التجربة العلمية أنّ هذا العشب يحتوي على مُركّبات نشطة، يمكنها رفع مستويات “السيروتونين” و”الدوبامين”، وهي ناقلات عصبية تُساعِد في تحسين المزاج، فيما أظهرت مضادات الأكسدة في “الزعفران” قدرة على مكافحة السرطان، إذ منعت نموّ الورم وحفّزت موت الخلايا السرطانية، ومع ذلك فهناك دراسات أخرى جارية لتأكيد قدرات “الزعفران” في مكافحة السرطان.
ورغم الفوائد الهائلة لـ”الزعفران”، فقد ثبت أنّ الجرعات الكبيرة منه “سامة”، وقد تُسبِّب الغثيان والقيء، لذا ينبغي استخدام “الزعفران” بكميات مُعتدِلة دون إسراف، إذ يُضفِي نكهة ولوناً مميزاً إلى أطباق الطعام، مثلما يمدها بالفوائد الصحية.
2. خاتم الذهب “غولدنسال”:
تتميّز عشبة “خاتم الذهب” بخصائصها الطبية، ولطالما استُخدمت لعلاج مجموعة مُتنوّعة من الأمراض، مثل نزلات البرد، ومشكلات الجهاز الهضمي، والاضطرابات الجلدية، حيث يحتوي هذا العشب على مكوّنات قوية، إذ أنه غني بـ”البربرين”، الذي يتمتّع بخصائص مضادة للبكتيريا، ومضادة للالتهابات والأكسدة، وقد أثبتت الأبحاث أنّ “البربرين” فعال في تهدئة التهابات الجهاز التنفسي، وتخفيف اضطرابات الجهاز الهضمي، كما ساعد أيضاً في التئام الجروح.
وبمرور السنوات، أدّى الإفراط في حصاد هذه العشبة الرائعة إلى انخفاض رقعة وجودها في جميع أنحاء العالم، حيث أصبح نباتاً نادراً، غالي الثمن، بل عُدّ من الأنواع المحمية في العديد من المناطق.
كما أن زراعة “خاتم الذهب” صعبة، لمتطلباته البيئية الدقيقة، إذ يحتاج إلى النمو في الغابات، نعم، قد يمكن زراعة تلك العشبة في منزلك، لكنك ستضطر إلى الانتظار لسنوات قبل أن تنضج وتتمكّن من حصادها، خاصةً مع متطلباتها البيئية، ومثل أي عشب آخر، فإنَّ الإفراط في تناوله قد يُسبِّب آثاراً جانبية، كاضطرابات الجهاز الهضمي عند البعض.
3. الجنسنج:
يُعدّ “الجنسنج” أيضاً من أغلى الأعشاب الطبية، وأكثرها فائدة، إذ يُعزِّز طاقة الجسم، ويُقلِّل الشعور بالتعب، كما قد يساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم عبر زيادة حساسية “الأنسولين”.
وترجع أصول “الجنسنج” إلى شمال شرق الصين وكوريا وشرق سيبيريا، وقد صار مكوّناً شائعاً في المكملات الغذائية والمقويات، فيما ترجع تكلفته العالية إلى دورة نموّه البطيئة، إذ يستغرق نمو جذور “الجنسنج” عِدّة سنوات حتى تنضج.
وكذلك الطلب المرتفع على الطب التقليدي، الذي يُعدّ “الجنسنج” ركناً بارزاً فيه، علاوة على ذلك، فإنَّ استخدامه على نطاقٍ واسع في آسيا، لا سيما في الصين وكوريا، أسهم في نُدرته، ومِنْ ثَمّ ارتفاع ثمنه.
وقد يتفاعل “الجنسنج” مع بعض الأدوية، لذا يُفضّل استشارة الطبيب قبل تناوله، في حال كنت تنتظم على أى دواء لأي حالة مرضية مزمنة، وكذلك لمعرفة الكمية المناسبة منه، فالإفراط فيه قد يُسبِّب الأرق والصداع.
4. الجزر الذهبي”رهوديولا”:
من قلب جبال “الألب” و”الهيمالايا” والدول الاسكندنافية، يبرز “الجذر الذهبي”، الذي استُخدِم لقرون في الطب التقليدي لتخفيف التوتر، وزيادة هرمونات السعادة؛ “الدوبامين” و”السيروتونين”، وتخفيف التعب، وتحسين طاقة الجسم، بل ساعدت تلك العشبة أيضاً، في تحسين صحة الدماغ بتحسين الانتباه والتركيز وسُرعة مُعالجة المعلومات.
ومن المعروف أن هذه النبتة مرتفعة التكلفة، بسبب ارتفاع الطلب العالمي عليها، كما أنّها لا تُزرَع على نطاقٍ واسع، وتُحصَد يدوياً، ومِنْ ثَمّ تستغرق زراعتها والاستفادة منها وقتاً طويلاً.
ورغم الفوائد الصحية لـ”الرهوديولا” أو “الجذر الذهبي”، فإنّها قد تُسبِّب بعض الآثار الجانبية، خاصةً مع تناولها بكمية كبيرة، مثل جفاف الفم أو الدوخة، كما قد تتفاعل مع أدوية ضغط الدم أيضاً.
5. “الكورديسبس”:
دلّت الأبحاث الحديثة على أنّ “الكورديسبس” يتمتّع بخصائص مضادة للأكسدة والالتهابات، ويُساعِد على إبطاء الشيخوخة وتأخير ظهور علامات التقدّم في العمر، بل وتُساعِد هذه العشبية الطبية في تعزيز الخلايا المناعية ووقف نمو الأورام، كما تتمتّع بخصائص تكيّفية، ومِنْ ثمّ فقد تساعد على امتصاص الأكسجين لتخفيف التهابات الرئة وتحسين وظائف الكلى.
وتنمو تلك العشبة على هضبة “التبت”، حيث يحصده المزارعون يدوياً، وهي عملية تتطلّب عمالة كبيرة، كما تتطلّب زراعة هذا العشب بيئة خاضعة لرقابة صارمة، لأنّه يتطلّب حشرة مُضِيفة مُعيّنة، وهو أمر مُعقّد للغاية، ما يُوضِّح سر غلاء ثمنه، حيث من الصعب تكرار الظروف الطبيعية لزراعة “الكورديسيبس”، لذا قد تتعذّر زراعته في منزلك.
6. “الكتارنتوس الوردي”:
نبات مزهر ينمو بمدغشقر، وقد أدّى الطلب العالمي المُتزايد على مكوّناته إلى زراعته في مناطق استوائية مختلفة إلى جانب موطنه الأصلي، ولكن فيم تكمن فائدة ذلك العشب؟
يحتوي “الكتارنتوس الوردي” على “الفينبلاستين” و”الفينكريستين”، وهما نوعان من القلويات التي تُعطِّل انقسام الخلايا، وقد أحدثا ثورة في علاج السرطان، فقد أثبت “الفينبلاستين” فاعليته في علاج سرطان الغدد الليمفاوية وسرطان الدم، بينما كان “الفينكريستين” فعّالاً جداً ضد سرطان الدم عند الأطفال.
وهذا النبات يتمتّع بمظهرٍ جذّاب، ولذلك يمكنك زراعته في منزلك لتزيينه بديكورٍ من الطبيعة، ما دامت لديك بيئة دافئة ورطبة وتربة جيدة التصريف، فيما لا يُنصَح بالإفراط في تناوله مثل أي عشبٍ طبي، لأنّ الكميات الزائدة من القلويات “سامة”.
7. “العود”!
“العود” هو عطر ثمين مُشتق من شجرة “أكويلاريا”، الموجودة في جنوب شرق آسيا، خاصةً في إندونيسيا وماليزيا وتايلاندوقد اشتهر خشب “العود”، بعطره المميز، واستُخدِم لعِدّة قرون في الطب التقليدي، إلى جانب كونه من العطور.
ويتمتّع العود بخصائص مضادة للأكسدة والالتهابات، ومِنْ ثَمّ يساعد في علاج بعض المشكلات، مثل تخفيف آلام واضطرابات الجهاز الهضمي، والتهابات الجهاز التنفسي، رغم شهرته برائحته الفاخرة بدلاً من خصائصه الطبية.
وتنبع تكلفة “العود” العالية من ندرته، والآلية الدفاعية التي تستخدمها شجرة “أكيلاريا” لحماية نفسها من العدوى، بتحفيز إنتاج الراتنج، الذي طُوّر واستُخدِم في العطور الفاخرة.
ولطالما اشتُهر “العود” بمرتبته العالية في عالم العطور الفاخرة، ولا تزال خصائصه الطبية قيد الدراسة، لذا يُفضّل استخدامه للأغراض الطبية تحت إشراف متخصصي الرعاية الصحية.