عدنان عبدالله الجنيد
اليوم معركة طوفان الأقصى هي التي كشفت الواقع السيئ للشعوب الوطن العربي ،والصمت العربي المخزي تجاة الشعب الفلسطيني، وأنظمة مطبعة تنفذ المخطط الغربي تعمل ليلاً ونهاراً على إسقاط المسيرات والصواريخ التي تمر فوق أجوائها، وإرسال المعونات الغذائية للعدو الصهيوني وإغلاق كافة المعابر والمنافذ على أخوانهم الفلسطينيين، وفتح المراقص وحفلات الترفية ، وكافيهات الخمور ،ونشر الفساد والإفساد من إجل تهيئة الساحة لدول قوى الاستكبار العالمي المتمثلة باللوبي الصهيوني اليهودي.
ماذا حصل؟ وماذا حدث ؟ أن تصبح شعوب الوطن العربي المعروف تاريخياً أن معظم الرسالات ، والكتب السماوية نزلت في شبة الجزيرة العربية، والوطن العربي ، وأخرها تشرفاً لهم رسالة الإسلام (القرآن الكريم)، رسالة النبي محمد ( صلوات الله عليه وآله وسلم)، (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ).
وأصبحت اليوم أسوء أمة على سطح الكوكب ، أمة متفرقة ومستعبدة ، ومهانة ، ومستسلمة ، وانحرفت عن المهام الرئيسي لها الذي أتى به أنبياء الله وهو تنوير الناس واستنهاضهم ضد الطغيان ومناصرة المحرومين في العالم ، تنوير الناس في توحيد الله ومعرفته ليخرجهم من الظلمات إلى النور .
ما لذي أوصلها إلى هذة الحالة من الخنوع والذل والاستسلام وتركت العزة والقوة وتحقيق القسط ، الذي أوصلها هم الأعقاب المنقلبة الذين اتبعوا اليهود ( لتحذن حذو بني إسرائيل )، منذُ وفات الرسول ، والأعقاب المنقلبة يتوارثون هذا الانقلاب إلى يومنا هذا ، كما تحدث عنهم القرآن الكريم (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ ).
المشكلة قائمة ، وسببها معروف ، وشواهد نتائجها السيئة بائنة ، ما هو الحل لحلها؟
أن معركة طوفان الأقصئ أحدثت نقطة تحويل في شعب المنطقة ، وأثبتت للشعوب أهمية الأرتباط برسول الله وما على الشعوب إلا مراجعة أنفسهم والعودة إلى نبيهم ، نبي الرحمة الجامع والموحد لنا، ولم يكن طائفياً أو مذهبياً ، وليس ملكاً خاصاً بجماعة أو فئة من الناس بل رحمة للعالمين ، نبي الرفعة ( وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ )، نبي القوة ( عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى)،نبي الصدق الصادق الأمين ، نبي الأخلاق ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)،نبي الحق(وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى )، نبي الأسوة الحسنة ، نبي التزكية والتعليم (وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ )، نبي العزة (وَللهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْـمُؤْمِنِينَ )، ومعاً نحي ذكرى مولده الذي يعزز في نفسنا حبه ويتجدد فينا كل عام ، ونحيي هذة المناسبة وكأنه قد انبعث فينا من جديد ، ونستلهم سيرته العطرة ، ونستذكر عظمته وجهاده في وجه الكفر ، في عهده تخلف ثلاثة عن الجهاد نزلت فيهم آيات المخلفون( فَرِحَ الْـمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ)، واليوم كم عدد المخلفون الذين رضوا بأن يكونوا مع الخوالف، ونتأسى به ،ونقتدي به ونواجه المسيؤون له ،ونتعلم منه الصبر وقوة الإرادة في الحق والشجاعة وتحمل المسؤولية وعدم التنصل عنها ، لأن التنصل عنها عواقبها وخيمة ، وعلى الشعوب أن تتذكر قوم نوح ، وعاد وثمود ،وصالح …كان هلاكهم بسبب عدم اتباعهم الرسل.
وعلى الشعوب تحكيم العقل والمنطق من هو الأحق بإتباعه نبي الرحمة والعزة ، ام الغرب القاتل الناهب.
وأذا لم يجمعنا النبي محمد صلوات الله عليه وآله في مواجهة الاستكبار العالمي فمن سيجمعنا؟