الأربعاء, نوفمبر 27
Banner

نصيحة أميركية للبنانيين: “زمطوا” برئيس لئلا تنتظروا صيفاً آخر

كتبت صحيفة “الجمهورية”: بين حديث عن زيارة للموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتاين لإسرائيل والمنطقة لم يُعرف موعدها بعد، وأخرى للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان للبنان نهاية الشهر الجاري، أسمع المسؤولون اللبنانيون امس الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي ونائب المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل، تمسّك لبنان بتنفيذ القرار الدولي 1701 وانّهم يعملون في الوقت نفسه على إنجاز الاستحقاق الرئاسي. فيما الجميع ينتظرون اجتماع سفراء الخماسية العربية ـ الدولية المتوقع غداً لمعرفة ما اذا هناك من خريطة طريق لـ”حل متكامل” بين الحدود الجنوبية و”الحدود الرئاسية”، إذا جاز التعبير. لكن مصدراً سياسياً رفيعاً اكّد لـ”الجمهورية” ان لا زيارة لهوكشتاين إلى لبنان، مشيراً إلى انّ زيارته الأخيرة لبيروت “كانت كافية ووافية لتوضيح الصورة والتعاون من اجل خفض التصعيد”.

وكشف المصدر انّ لودريان سيحضر إلى بيروت لمتابعة جهود انتخاب الرئيس. وقال: “ليس بالضرورة ان يتمكن لودريان هذه المرّة من تحقيق خرق ما ، بحيث انّه حتى الآن لا جديد في المواقف سوى الجديد الذي قدّمه الرئيس نبيه بري في خطابه الأخير: “دورات متتالية في جلسة واحدة.

أكّدت أوساط مطّلعة لـ”الجمهورية”، انّ معطياتها تفيد أنّ هناك إمكانية لإحداث خرق في جدار المأزق الرئاسي ربطاً بمؤشرات خارجية إيجابية استجدت اخيراً، وتحديداً اميركية – سعودية، “ولكن المطلوب التقاط هذه اللحظة في الداخل والاستفادة منها.”

وكشفت هذه الأَوساط انّ جهات ديبلوماسية أميركية أبلغت الى بعض المتواصلين معها من لبنان انّ أمام اللبنانيين فرصة لانتخاب رئيس الجمهورية يمتد مفعولها حتى عشية الانتخابات الرئاسية الأميركية في الخامس من تشرين الثاني المقبل، “وعليكم خلال هذه المدة ان “تزمطوا” برئيس والّا ستكونون مضطرين الى الانتظار مجدداً حتى الصيف المقبل، خصوصاً اذا فاز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، لانّ الإدارة الجديدة ستحتاج الى أشهر عدة قبل أن ترتب أمورها.”

وشدّدت الاوساط على انّ اكتمال الولادة الرئاسية يحتاج إلى تقاطع أميركي – سعودي – إيراني، “ومن دون إنجاز هذا التقاطع يصعب إتمام الاستحقاق الرئاسي.”

وفي غضون ذلك تحدثت أوساط سياسية لـ”الجمهورية”عن إشارات أميركية تلقّاها لبنان في الفترة الأخيرة، ومفادها انّ على اللبنانيين أن يحاذروا بلوغ الوضع في الجنوب حدّ الانفجار الكبير، خصوصاً في هذه المرحلة التي تغرق فيها الإدارة الأميركية في مشاغلها الانتخابية. فالاهتمام بلبنان لم يتراجع، لكن الضغوط على الأطراف كافة، وعلى بنيامين نتنياهو، لكبح أي توسيع للحرب، ربما لا تكون فاعليتها كافية في هذه المرحلة.

لودريان الى بيروت

على صعيد آخر ما زالت المعلومات متناقضة في شأن اجتماع سفراء الخماسية غداً السبت في السفارة الفرنسية او دارة السفير السعودي وليد البخاري، لأنّ اي مرجع لم يحسم عودة الاخير من الرياض، بعدما شارك في اللقاءات التي عقدها لودريان في العاصمة السعودية مع المستشار في الديوان الملكي السعودي والمكلّف ملف لبنان الدكتور نزار العلولا.

وكشفت مصادر سياسية قريبة من السفارة الفرنسية تواكب الحراك الديبلوماسي لسفراء المجموعة لـ “الجمهورية”، انّ على جدول اعمال لودريان زيارة محتملة لبيروت نهاية ايلول الجاري. ولم تدل بأي معطيات اضافية.

بوريل والحل الشامل

وفي هذه الاثناء، اكّد الرئيس بري للممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي ونائب المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل “اننا نعمل بكل جدّية على إنجاز هذا الإستحقاق الرئاسي عبر ما طرحناه منذ أكثر من عام كمبادرة”. فيما أكّد بوريل، بعد لقائه المسؤولين اللبنانيين أمس “وقوف الاتحاد الأوروبي إلى جانب الشعب اللبناني لمساعدته في التغلّب على التهديدات والتحدّيات”. ورأى أنّ التنفيذ الكامل والمتوازي لقرار مجلس الأمن الرقم 1701 يجب أن يمهّد الطريق لتسوية شاملة، بما في ذلك ترسيم الحدود البرية”.

وقد التقى بوريل كلاً من بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب وقائد الجيش العماد جوزف عون، واكّد بري للمسؤول الاوروبي “أن لبنان لا يريد الحرب، ولكن له الحق وقادر على الدفاع عن نفسه.” وخاطبه قائلاً: “لقد شهدتم بأنفسكم الغطرسة والعدوانية الإسرائيلية على لبنان أثناء زيارتكم لقوات “اليونيف ل” في الناقورة في جنوب لبنان”. فيما قال ميقاتي: “انّ المطلوب في هذه المرحلة تكثيف الضغط الدولي والاممي لوقف العدوان الاسرائيلي المستمر على لبنان”. اما بوحبيب فأعاد تأكيد “التزام لبنان بالتنفيذ الشامل والمتوازن لقرار مجلس الأمن الرقم 1701”.

وأكّد بوريل من جهته “أنّ التنفيذ الكامل والمتوازي لقرار مجلس الأمن الرقم 1701 يجب أن يمهّد الطريق لتسوية شاملة، بما في ذلك ترسيم الحدود البرية”. وشدّد على “قناعته الراسخة بأنّ مصير لبنان، والسلام لشعبه، لا ينبغي أن يكون مشروطاً بقدرة الآخرين أو رغبتهم في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة”. وشدّد على “ضرورة أن يضطلع لبنان بدوره في أي تسوية اقليمية، وأن تستعيد المؤسسات الوطنية اللبنانية عافيتها، بما في ذلك رئاستا الجمهورية ومجلس الوزراء، لكي يتمكن لبنان من الدفاع عن مصالحه أمام المجتمع الدولي”.

رسالة هوكشتاين

ولوحظ انّ زيارة بوريل للبنان تزامنت مع اعلان القناة الـ12 الإسرائيلية أنّ هوكشتاين سيزور إسرائيل حاملاً رسالة من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بالامتناع عن القيام بعمل عسكري واسع في لبنان.

واضافت القناة اّن هوكشتاين وخلال زيارته للمنطقة سيحمل رسالة أميركية إلى المستوى السياسي في إسرائيل مفادها “لا تذهبوا إلى مغامرة في الشمال لأنّ ثمنها سيكون باهظاً جداً”. وقالت انّ “الجميع يدرك في الولايات المتحدة وإسرائيل أنّ حرباً مع “حزب الله” يمكن أن تؤدي إلى حرب متعددة الساحات”.

وأكّدت “انّ هوكشتاين سيبذل جهداً إضافياً للوصول إلى تسوية في الشمال، والمشكلة هي أن تسوية كهذه مرتبطة أيضاً بوقف النار في غزة.”

وقالت مصادر ديبلوماسية وسياسية في بيروت لـ”الجمهورية” انّ الرسالة عينها نقلها هوكشتاين إلى لبنان قبل فترة، وأن ليس على لائحة اهتماماته اي موعد لزيارة بيروت في هذه المرحلة. ولفتت الى انّه رجح في احدى رسائله السابقة ان تخفف بلاده من حضورها العسكري في البحر الأبيض.

حاملتا طائرات

وبالفعل فقد أعلن “البنتاغون” أمس انتهاء مهمة حاملتي طائرات في الشرق الأوسط، وقرّرت إعادتهما إلى قاعدتهما، وذلك بعد تعزيز واشنطن وجودها العسكري في المنطقة لحماية إسرائيل من الهجمات الإيرانية المحتملة”.

ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن مسؤولين أميركيين قولهم، إنّه “من المتوقع أن تكون حاملة الطائرات (يو إس إس تيودور روزفلت) والمدمّرة (يو إس إس دانيال إينوي) في منطقة المحيطين الهندي والهادئ اليوم (أمس)”. وبحسب المسؤولين، فإنّ المدمّرة الأخرى “يو إس إس راسل” غادرت الشرق الأوسط بالفعل وتعمل في بحر جنوب الصين، أما بالنسبة لحاملة الطائرات “أبراهام لينكولن” فستبقى في منطقة خليج عمان التي وصلتها قبل 3 أسابيع.

وذكرت الوكالة أنّ “عدداً من السفن الأميركية لا تزال تتواجد في شرق البحر المتوسط، فضلاً عن مدمّرتين والغواصة الموجّهة بالصواريخ “يو إس إس جورجيا” الموجودة في البحر الأحمر لمواجهة هجمات الحوثيين”.

ولم تقدّم القناة الإسرائيلية مزيداً من التفاصيل عن زيارة هوكشتاين، لكن تلك الأنباء تأتي وسط تصاعد الهجمات المتبادلة بين فصائل المقاومة في لبنان وعلى رأسها “حزب الله” وإسرائيل خلال الآونة الأخيرة.

وكان اللافت امس اعلان “كتائب عز الدين القسام ـ الجناح العسكري لحركة “حماس” أنّ مقاتليها قصفوا بـ30 صاروخاً من جنوب لبنان مقر اللواء الغربي 300 التابع للجيش الإسرائيلي في “خربة ماعر” بالجليل الغربي.

ومن جهته، اعلن “حزب الله” إنّه قصف بالصواريخ كتيبة ‏الاستخبارات العسكرية 8200 في ثكنة ميتات، واستهدف تجمعاً لجنود إسرائيليين في موقع العباد. كما نعى “حزب الله” اثنين من مقاتليه سقطا في غارتين إسرائيليتين على بلدتي البياضة وميس الجبل.

في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة جندي بجروح خطيرة إثر استهداف بلدة دان، كذلك اعلن مهاجمة 30 هدفاً “معظمها منصات إطلاق صواريخ”.

الوحدة 8200

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ “قائد وحدة الاستخبارات 8200 اللواء يوسي شارييل أبلغ الى رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي استقالته من منصبه”.

وكان موقع “واللا” الإسرائيلي اشار مطلع ايلول الجاري الى انّ شاريئيل، “ينوي الإعلان عن انتهاء مهماته في الأسابيع المقبلة”.

وتجدر الاشارة الى انّ الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله قال في 25 آب الماضي، أنّ “الهدف العسكري النّوعي في عمليّة “يوم الأربعين”، هو قاعدة الاستخبارات العسكريّة “أمان” ووحدة “8200” في “غليلوت”، والهدف الآخر هو قاعدة الدّفاع الجوّي في عين شيميا”. لافتًا إلى أنّ “معطياتنا تؤكّد أنّ عددًا معتدًا به من المُسيّرات وصلت إلى هذين الهدفين، ولكن العدو يتكتّم، إلّا أنّ الأيّام واللّيالي هي الّتي ستكشف حقيقة ما جرى هناك

Leave A Reply