«نقدّر الدعم الذي تقدّمه الولايات المتحدة، لكننا سنقوم بكل ما هو ضروري لإعادة مواطنينا إلى بيوتهم بأمان في شمال إسرائيل». بهذه العبارات استقبل رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو الموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتين الذي حمل رسالة من البيت الأبيض تدعو إسرائيل إلى عدم شن حرب على لبنان. ووصل هوكشتين إلى تل أبيب أمس في زيارة تهدف إلى خفض التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، وتجنّب حرب قد تنزلق إلى صراع إقليمي واسع وطويل الأمد. وعقد الموفد الأميركي سلسلة لقاءات شملت نتنياهو والرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ ووزير الحرب يؤاف غالانت وزعيم المعارضة يائير لابيد.
الزيارة جاءت بعد ارتفاع منسوب التهديدات الإسرائيلية بعملية عسكرية واسعة على الحدود الشمالية مع لبنان، استمرت بعد وصوله واجتماعه مع نتنياهو الذي اعتبر أن «عودة سكان الشمال مرهونة بتغيير جذري في الوضع الأمني»، فيما أبلغ غالانت الزائر الأميركي أن «فرص التوصّل إلى اتفاق دبلوماسي تنفد»، وأن «العمل العسكري هو السبيل لإعادة سكان الشمال». في المقابل، اعتبر المبعوث الأميركي أن «المعركة الواسعة ضد لبنان لن تعيد الأسرى بل ستعرّض إسرائيل للخطر»، محذّراً من أن «صراعاً أوسع في لبنان يمكن أن يتطوّر إلى صراع إقليمي أوسع وأطول بكثير»، ومن أن «العملية العسكرية وحدها لن تعيد سكان الشمال إلى منازلهم».
وفيما لم يُعرف ما إذا كان هوكشتين سيزور بيروت لنقْل الرسالة نفسها حول ضرورة لجم التصعيد ومنع حصوله، سرّبت «هيئة البث الإسرائيلية»، أنه «سيقدّم خلال زيارته مقترحاً لإعادة ترسيم الحدود مع لبنان، وأن إسرائيل ترفض هذا المقترح وتعتبره استفزازاً في هذه المرحلة، لأنه يتضمّن تمرير الحدود عند موقع خيمة وضعها حزب الله في مناطق سيطرة إسرائيل (قبل أشهر من اندلاع عملية طوفان الأقصى)».
وقالت مصادر مطّلعة في بيروت إن ««كل هذه الطروحات والأفكار التي تحدّث عنها هوكشتين في زيارات سابقة، كانت تستند إلى تقديرات أميركية خاطئة بقرب التوصّل إلى اتفاق حول وقف إطلاق النار في غزة، وكان هوكشتين يسعى إلى تحضير الأرضية على الجبهة الجنوبية لمواكبة وقف الحرب بترتيب عسكري أمني في الجنوب وهذا ما لم يحصل». واستغربت المصادر وصف الزيارة باعتبارها الفرصة الأخيرة قبل التصعيد، لأن «مخاطر هذا الخيار يعرفها جيداً الإسرائيليون والإدارة الأميركية التي لن تسمح لهم بذلك مهما حاولوا ابتزازها، رغم أن كل الخيارات قائمة في ظل حكم المجانين في الكيان».
من جهة أخرى، نقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» عن السفير الأميركي في كيان العدو جاك ليو قوله: «إننا نسعى للتوصّل إلى اتفاقات لمنع مواجهة لا ترغب بها إسرائيل ولا حزب الله»، معتبراً أن «التوصل إلى هدوء في غزة يمنع حرباً واسعة في الشمال». فيما اعتبر السفير الفرنسي لدى الكيان فريدريك جورنيس أن «الحرب مع لبنان ستكون مدمّرة للمنطقة، ولا نستطيع أن نتحمّل تكاليفها، كما أنها ستكون سيئة بالنسبة إلى إسرائيل»، مشيراً إلى أننا «نتحدّث مع الجميع في لبنان، وهذه هي مصلحتنا، ولدينا أيضاً قناة مع الأمين العام لحزب الله». وأضاف أن «الجميع يدرك أننا سنعود بشكل تقريبي إلى خطوط القرار 1701، لكن هذا لن يحدث حتى يكون هناك وقف لإطلاق النار في غزة».
(الأخبار)