الخميس, سبتمبر 19

«الخماسية» تنتظر لودريان.. وبرّي يسأل: لماذا لا تعترف بمبادرتي؟

تكاد مهمة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين التي ينظر اليها كفرصة لإقناع الرؤوس الحامية في اسرائيل من مخاطر اية مغامرة عسكرية، باتجاه توسيع الحرب مع لبنان، على خلفية اعادة سكان المستعمرات الشمالية، قبل انطلاق موسم المدارس، وكهدف من اهداف الحرب.

على ان السؤال، وسط توسع المواجهة من القطاع الغربي الى القطاع الشرقي، باستخدام اسلحة جديدة وبغزارة نيران صاروخية غير مسبوقة، هل تُبقي مهمة هوكشتاين محصورة بالمهمة الاساس: اي تحريض اسرائيل على عدم الحرب، ام فك الاشتباك بين مكونات «كابينت الحرب» الاسرائيلي، لا سيما بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، الذي يطالب باجراء حسابات للحرب الموسعة والمتفلتة وسط كلام خرج الى العلن عن نية نتنياهو اقالة غالانت واستبداله بوزير الداخلية ساعور الاشد تطرفاً، والمدعوم من سارة زوجة نتنياهو.

وحسب ما رشح عن اجتماع هوكشتاين مع غالانت، فإن الاخير اعتبر ان ربط حزب الله وضعه «بحماس» فهذا يعني تضاؤل فرص التوصل الى حلّ دبلوماسي، ويُبقي العمل العسكري هو الحل المتاح لاعادة سكان الشمال، وفقاً لاعتقاده.

وفي خلفية تحرك هوكشتاين ان لا امكانية لحدوث تقدم في مهمته في اسرائيل، وصولاً الى لبنان خارج تحقيق هدنة في غزة، توقف اطلاق النار وتؤدي الى صفقة تبادل للأسرى والمتحجزين من اسرائيليين وجنسيات متعددة، وفلسطينيين في السجون والمعتقلات الاسرائيلية.

وابلغ هوكشتاين نتنياهو وغالانت ان معركة واسعة ضد لبنان لن تعيد الاسرى وستعرض اسرائيل للخطر.

ويتضح مما يحمله هوكشتاين، ان ذلك مرتبط باليوم التالي لجهة التفاهم على اعادة ترسيم الحدود البرية مع لبنان، بما يشمل قرية الغجر ومزارع شبعا.

ويتضمن المقترح تمرير الحدود عند موقع خيمة وضعها حزب الله داخل الاراضي المحتلة، وقد رفضت حكومة نتنياهو هذا المقترح معتبرة اياه استفزازاً.

وحسب مسؤولين اسرائيليين فإن فرص التوصل الى اتفاق منخفضة، متوقعين تصعيداً في الشمال.

ويتماهى قائد لواء الشمال في الجيش الاسرائيلي مع نتنياهو، وهو يعلن بأن جيشه جاهز لاحتلال شريط امني عند الحدود مع لبنان.

يشار الى ان قائد المنطقة الشمالية ناقش عملية رفع الجهوزية للقتال في لبنان مع قائد سلاح الجو.

وحذر اوستن غالانت من العواقب المدمرة على اسرائيل في حال شنت حرباً على لبنان.

وقال السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع الاميركية بات رايدر ان اوستن اشار الى العواقب المدمرة التي قد يخلفها التصعيد الواسع على شعب اسرائيل ولبنان والمنطقة.

وكان هوكشتاين وصل إلى الأراضي المحتلة، امس، لإجراء محادثات في اسرائيل حول خفض التصعيد على الجبهة اللبنانية، ومنع توسّع الحرب،بعد تأكيد النوايا الإسرائيلية بشنّ عملية واسعة وقويّة في لبنان، حيث في ضوء نتائج مسعاه مع سلطات الاحتلال قد يزور بيروت او يعود خالي الوفاض.

وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي قال إن زيارة هوكشتاين إلى إسرائيل تهدف إلى منع فتح جبهة ثانية في الشمال.

وبعد وصول هوكشتاين إلى تل أبيب، أبلغ غالانت نظيره وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، في اتصال هاتفي، «أن فرص التوصل إلى تسوية تنهي المواجهات مع لبنان تتلاشى مع استمرار حزب الله في ربط نفسه بحركة حماس». كما ناقشا واجب إسرائيل في إعادة سكانها إلى منازلهم في الشمال، وتطرقا إلى الجهود المبذولة لإعادة الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة.

ودعا الى ضرورة وقف النار واتفاق الرهائن، وان اسرائيل يجب ان تمنح المفاوضات الدبلوماسية الوقت لنجاحها. جاء ذلك بعد الهجوم الصاروخي الباليستي الذي شنه الحوثيون على تل ابيب.

واجتمع هوكشتاين ايضاً مع رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ورئيسه إسحاق هرتسوغ.

وابلغ نتنياهو هوكشتاين «أن إسرائيل تقدر موقف واشنطن لكنها ستفعل المطلوب لحماية امننا وإعادة السكان إلى الشمال». حسبما نقلت صحيفة «يديعوت احرونوت» العبرية.

واعلن مكتب نتنياهو: «ان رئيس الحكومة أبلغ هوكشتاين أنه لا يمكن إعادة السكان إلى الشمال من دون تغيير جذري في الوضع الأمني».

وحسب موقع «واللا» الاسرائيلي فإن هوكشتاين ابلغ نتنياهو وغالانت ان واشنطن تعتقد ان لا مصلحة لاسرائيل من حرب مع لبنان، واذا وقعت ستنتهي وفقاً للحل الدبلوماسي المطروح.

وبالتزامن مع انعقاد جلسة الحكومة الاسرائيلية حول لبنان اطلقت صفارات الانذار في الجليل الاعلى.

الخماسية تنتظر مجيء لودريان

رئاسياً، يتوقع ان يزور الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لبنان الاسبوع المقبل، بعد استئناف اللجنة الخماسية اجتماعاتها في بيروت السبت الماضي. في قصر الصنوبر، وهم لن يجتمعوا هذا الاسبوع لوجود السفير المصري علاء موسى خارج لبنان.

وافادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن أية أفكار تتصل بالملف الرئاسي لم يتم تبادلها وإن كل ما ينقل في هذا المجال هو الجهوزية لتحريكه، على أن اللجنة الخماسية لا ترغب في حرق أية أوراق ولذلك قد تترك المهمة الرئاسية لزيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت قريبا.

إلى ذلك أوضحت المصادر نفسها أن ما سجل من تطورات على الجبهة الجنوبية والمواقف من ملف غزة قد يؤثر على الملف الرئاسي وبالتالي الحركة الجديدة تقوم على النجاح بفصل الإستحقاق الرئاسي عن ملف غزة.

وقد باشر السفير السعودي في بيروت وليد البخاري هذا الحراك بزيارة امس، الى المقر البطريركي الصيفي في الديمان للقاء البطريرك بشارة الراعي. وجرى خلال اللقاء مناقشة ابرز النقاط التي تناولتها اجتماعات اللجنة الخماسية. وما سوف تساهم به زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان في سبيل الدفع بملف الاستحقاق الرئاسي. كما كان بحث في الاوضاع الراهنة في الجنوب والحرب في غزة.

وقد اكد السفير بخاري للراعي وقوف المملكة العربية السعودية دائما الى جانب لبنان واهتمامها بمساعدته على تخطي ازماته على الصعد كافة.وغادر الصرح من دون الادلاء بأي تصريح.

وكان سفراء اللجنة الخماسية في بيروت قد عقدوا اجتماعا يوم السبت الماضي لمدة ساعة في قصر الصنوبر مقر اقامة السفير الفرنسي، لمناقشة مستجدات الملف الرئاسي اللبناني.وحضره السفراء الفرنسي هيرفيه ماغرو والاميركية ليزاجونسون والسعودي وليد بخاري والمصري علاء موسى والقطري سعود بن عبدالرحمن بن فيصل ثاني آل ثاني.

وحسب المعلومات، استمع السفراء الى تقييم لحركة السفراء الاخيرة على القوى السياسية والتي اظهرت استمرار المواقف على حالها حول آلية جلسات التشاور وانتخاب رئيس الجمهورية، والتي ظهرت خلال جولة السفير المصري على الرئيس نبيه بري والنائب محمد رعد وسميرجعجع وما تلاها من مواقف للاطراف. كما جرى تقييم للاجتماع بين الموفد جان إيف لودريان والمستشار السعودي نزار العلولا في الرياض مؤخراً.

وبناءً على سلبية مواقف بعض الاطراف اللبنانية، عاد السفراء الى طرح التوافق بين الكتل النيابية على آلية الجلسات وتبني خيار ثالث للرئاسة يكون مقبولاً من جميع الاطراف. واعتبرت مصادر السفراء «ان الخيار الثالث لم يعد خياراً بل ضرورة اكثر من اي وقت مضى. لذلك تُعوّل اللجنة الخماسية على زيارة الموفد الفرنسي لودريان الى بيروت قبل نهاية هذا الشهر للضغط على الاطراف بإتجاه قبول التوافق على الخيار الثالث كرغبة دولية». لكن المصادر اكدت استمرار مسعى اللجنة حتى لا ينقطع الامل نهائياً بإنجاز الاستحقاق الرئاسي.

وتساءل الرئيس نبيه بري: لماذا لا تعلن الخماسية عن تأييده مبادرته المعدلة للحوار، وصولاً الى الملف الرئاسي، وما دامت اطرافها قد ايدت منفردة المبادرة؟

استئناف مناقشة الموازنة

حكومياً، تستأنف الحكومة جلساتها حول الموازنة للعام 2025 وسط نقاشات واتصالات لإيجاد حل وسط لمطالب القطاعات المدنية والعسكرية على اختلافها، من العاملين في الخدمة او المتقاعدين، وإمكانيات الخزينة، مع اعلان الاساتذة المتعاقدين مع الجامعة اللبنانية عدم دخولهم الى الصفوف، قبل اقرار تفرغهم في مجلس الوزراء.

وفي مجال آخر، لا يزال ملف حقوق العسكريين المتقاعدين محور سلسلة اتصالات وقد ابلغ العميد الركن الطيار المتقاعد اندره بو معشر «اللواء» أن حقوق العسكريين المتقاعدين ترتكز على الاعتراف بحق الموظف والعسكري والمتقاعد بالعدالة والمساواة والعيش الكريم، من ثم تحديد تكلفة هذا الحق، يلي ذلك تحديد مصادر التمويل ورصد الاعتمادات، ولم يعد مقبولا التعاطي مع الحقوق على قاعدة تصريف الأعمال وتوزيع المتيسّر من الفتات.

(اللواء)

Leave A Reply