الجمعة, نوفمبر 22
Banner

اليمن يضرب تل أبيب بصاروخ فرط صوتي… والسنوار: سننتصر معاً كمقاومة

كتبت صحيفة “البناء”: رغم طغيان التهديد الإسرائيلي بالتصعيد على جبهة لبنان على المشهد الإعلامي والدبلوماسي، بقيت الضربة اليمنية لتل أبيب قضية الرأي العام الأولى في العالم العربي، بعدما نجح صاروخ يمني واحد من طراز حديث من الصواريخ الفرط صوتية بتصميم وصناعة يمنية من اختراق كل الدفاعات الجوية الأميركية والغربية والإسرائيلية، وفشل أكثر من عشرين صاروخ دفاع جويّ في إسقاطه بعدما عجزت الرادارات عن اكتشافه والتحذير المبكر من دخوله أجواء فلسطين المحتلة، وتسبّب انفجاره في الجو بإثارة الذعر في دائرة زاد قطرها عن عشرات الكيلومترات حيث أفاد شهود عيان في مدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية أنهم سمعوا صوت الانفجار كأنه قرب مدينتهم، بينما تناثرت شظاياه على دائرة قطرها عشرة كيلومترات وتسبّبت بإشعال حرائق في محطة قطار والغابات المجاورة لمطار بن غوريون، وكشفت العملية قدرات التقنيات اليمنية الحربية، بعدما كشفت عملية الأربعين التي استهدف عبرها حزب الله مقرّ الوحدة 8200 شمال تل أبيب عن قدرات مماثلة، ما يجعل عاصمة الكيان مكشوفة أمام الطائرات المسيّرة والصواريخ التي يملكها محور المقاومة، كما قال المحللون والخبراء داخل الكيان وتحدّثوا على القنوات العبرية. وعلّق قائد حركة حماس يحيى السنوار في رسالة وجّهها لقائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي عن العملية «عمليتكم في عمق الكيان تعيد وَهَجَ معركة طوفان الأقصى وتأثيرها على قلب تل أبيب من جديد».
وأضاف: «عمليتكم النوعية أرسلت رسالة للعدو عنوانها أن خطط الاحتواء والتحييد قد فشلت وأن تأثير جبهات الإسناد يأخذ منحى أكثر فعالية وتأثيرا». وتابع السنوار: «أعددنا أنفسنا لخوض معركة استنزاف طويلة تكسر إرادة العدو السياسية كما كسر طوفان الأقصى إرادته العسكرية». وأكمل: «تظافر جهودنا معكم ومع إخواننا في لبنان، وفي العراق سيكسر هذا العدو وسيلحق به الهزيمة». وأضاف: «أطمئنكم بأن المقاومة بخير وأنّ ما يعلنه العدو محض أكاذيب وحرب نفسيّة».

في تطورات الوضع داخل الكيان والحديث عن الحرب على لبنان، بقيت دعوات توسيع العملية العسكرية كما يسمّيها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو موضع تجاذب داخل الحكومة والمؤسسة العسكرية، حيث تناقلت وسائل الإعلام العبرية عن مكتب نتنياهو معلومات متضاربة حول نيته إقالة وزير الحرب يوآف غالانت على خلفية تقدير الموقف حول قدرة الجيش على خوض الحرب في جبهتي غزة ولبنان معاً، وتركت التسريبات عن نية نتنياهو تعيين جدعون ساعر وزيراً للحرب تداعيات على المؤسسة العسكرية تمثلت بالتلويح باستقالات لعدد كبير من القادة، واعتبار تعيين ساعر إهانة للمؤسسة العسكرية، مما فسّر بنظر البعض تراجع نتنياهو عن الفكرة وتبنيه تعيين وزير الخارجية في وزارة الدفاع وتعيين ساعر مكانه. ومع بقاء الخيار العسكري مع لبنان على الطاولة وتداعياته السياسية والعسكرية، وصل المبعوث الرئاسي الأميركي أموس هوكشتاين تل أبيب والتقى نتنياهو وغالانت، ونقلت عنه وسائل الإعلام العبرية قوله إن توسيع العمل العسكري ضد حزب الله يهدد بإشعال حرب إقليمية، وهذه مخاطرة كبرى على «إسرائيل» يجب تفاديها، والحرب لن تعيد الأسرى ولا المهجرين، وفي نهاية الحرب سيكون حل دبلوماسي ولن يكون نصر حاسم، والحل الدبلوماسي سوف يشبه الحل المتداول حالياً، فلماذا المخاطرة بالحرب؟

فيما تصاعدت اللهجة الإسرائيلية ضد لبنان، دخل جبهة الجنوب الإسنادية لغزة في سباق بين التصعيد العسكري وبين المساعي الدبلوماسية التي يتصدرها الأميركيون لاحتواء التصعيد وتوجيه النصائح للمسؤولين اللبنانيين وحزب الله ولـ «إسرائيل» لعدم الدخول بحرب شاملة، غير أن التهديدات الإسرائيلية بعملية عسكرية لم تتوقف، إذ نقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» نقلًا عن مصادر مطلعة، زعمها بأنّ «»إسرائيل» في أقرب لحظة للحرب الشاملة مع حزب الله منذ 7 تشرين الأول»، وادعت بأنّ «قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أوري غوردين اقترح تفويض الجيش إنشاء منطقة عازلة في جنوبي لبنان». وفي وقت سابق، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أنّ «وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ورئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي اتفقا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على عملية عسكرية تعيد سكان الشمال إلى منازلهم». لكن الصحيفة ذكرت أنّ المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين حذر من أن «العملية العسكرية وحدها لن تعيد سكان الشمال إلى منازلهم». وقالت: «هوكشتاين حذر الإسرائيليين من أن تصعيدًا واسعًا في لبنان قد يؤدي إلى حرب بمشاركة إيران».

وفيما لم تعرف نتائج المباحثات التي أجراها المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين في تل أبيب، ولا إذا كان سيزور بيروت أم لا، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أنّ «الحل الدبلوماسي هو الأمثل لجلب الهدوء إلى شمال «إسرائيل»»، في الوقت الذي يتواجد فيه المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين في تل أبيب. ولفتت وزارة الخارجية إلى «أننا نعمل مع قطر ومصر على تقديم مقترح جديد بشأن غزة ونأمل أن نصل به إلى خط النهاية».

وفيما يرى خبراء ومحللون سياسيون أن الحرب في غزة والجنوب مفتوحة على كافة الاحتمالات بما فيها توسيع العدوان الإسرائيلي على الجنوب، شددت مصادر مطلعة في فريق المقاومة لـ»البناء» على أن حزب الله بالتنسيق مع بقية الأحزاب وفصائل المقاومة اللبنانية والفلسطينية يضعون كل الفرضيات على الطاولة ويستعدون للأسوأ ولا يستبعدون أي قرار تتخذه قيادة هذا العدو الغادر والمجرم، ولذلك المقاومة بكل فصائلها على أهبة الاستعداد لمواجهة أي عدوان إسرائيلي بالطرق المناسبة مع التأكيد على كل معادلات الردع التي وضعها الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله خلال خطاباته طيلة شهور الحرب الأحد عشر، خصوصاً استهداف المدنيين اللبنانيين يعني استهداف المقاومة لمستوطنات جديدة.. توسيع النطاق الجغرافي للعدوان يعني توسيع المقاومة للإطار الجغرافي في «إسرائيل» بالقدر نفسه أي أن مدن صيدا وصور والنبطية يعني الجليل وحيفا وما يماثلهما، الجولان مقابل البقاع.. استهداف الضاحية الجنوبية والعاصمة يعني استهداف تل أبيب وضواحيها والبنى التحتية في لبنان تقابله البنى التحتية في كيان الاحتلال….». ورجحت المصادر أن يتفادى العدو الحرب الشاملة ويذهب الى توسيع الحرب وقواعد الاشتباك باتجاه استهداف المزيد من القرى الحدودية لاستكمال مخططه بإنشاء حزام أمني بطول 10 كلم وتهجير السكان لتقديم ذلك للمستوطنين كإنجاز عسكري وأمني يساهم في إعادتهم الى مستوطناتهم. وحذرت المصادر من أن «المقاومة في أي حرب واسعة لن تقاتل وفق قواعد الاشتباك القائمة والتي يعرفها العدو بل لن تكون هناك قواعد ولا حسابات ولا اعتبارات، وستؤدي الحرب الى تدمير كبير في لبنان وكذلك الأمر في «إسرائيل» ولن ينجح العدو بتحقيق أهداف الحرب لا سيما فرض الأمن في الشمال بمزيد من القوة العسكرية ولا استعادة المستوطنين بل قد يزيد عددهم الى مليون وربما لن يبقَ مستوطناً واحداً في كل شمال فلسطين المحتلة». وشددت المصادر على أن «إسرائيل» لم تعد قادرة على شن حروب بعد الإخفاقات التي منيت بها في غزة ورفح والضفة الغربية وجنوب لبنان والانهاك الاقتصادي من جبهتي اليمن والعراق، لا سيما وأن الحرب مع حزب الله مكلفة جداً لكون الحزب لم يستخدم سوى نسبة ضئيلة من قدراته وإمكاناته وخططه، إذ أعلن المكتب الإسرائيلي المركزي للإحصاء، أنّ «الاقتصاد الإسرائيلي يعاني أكثر مما كان متوقعًا وسط حرب شاقة»، وسط استمرار الحرب على قطاع غزة، إضافة إلى المواجهات مع «حزب الله» والقوات المسلحة اليمنية التابعة لحركة «أنصار الله» و»المقاومة الإسلامية في العراق».

وفيما كثرت التهديدات بعملية عسكرية في لبنان، أشار رئيس مجلس النواب نبيه بري ردًا على سؤال حول إمكانية قيام العدو الإسرائيلي بعملية عسكرية لاحتلال أراضٍ في الجنوب، بالقول: «فشروا». في وقت أكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن «ما يجري على حدودنا الجنوبية هي حرب لا سابق لها على الإطلاق، وقيمتها السيادية تساوي أصل وجود لبنان وتزيد»، مؤكدًا أن «المقاومة قيادةً وإدارةً وتنسيقًا وعدةً وعددًا ومراحل تجيد أكبر أدوار هذه الحرب بكلّ دقة». كما توجه «لمن يهمه الأمر»، بالقول: «المقاومة حتّى اللحظة لم تستخدم ترسانتها التي أعدّتها للحرب المفتوحة»، وتوجّه للبنانيين بالقول: «لا حربّ مفتوحة في الأفق، لكنّنا (بعون الله تعالى) جاهزون لها وقادرون على مواجهتها، وذلك لأن «إسرائيل» مهزومة ولا تملك قدرةَ هذه الحرب، فيما المقاومة تملك قدرةَ تغيير الموازين، بل هي قادرة على تغيير التاريخ إذا أخطأت «إسرائيل» الحسابات».

وشدَّد الشيخ أحمد قبلان على أنَّ «أي حرب كبيرة لن تبقى «تل أبيب» ولا حيفا ولا منصات غاز ولا محطات كهرباء ولا شبكات اتّصالات ولا مطارات ولا موانئ ولا خزانات الأمونيوم ولا منشآت عامة ولا قواعد عسكرية، كلّ ذلك لن يبقى خارج تسونامي الدمار غير المعهود، و»إسرائيل» تعرف هذه الحقيقة وتخشاها».

بدوره، رأى عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النّائب حسن عز الدين، أنّ «رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعجز من أن يوسّع الحرب في أيّ جبهة جديدة، لأنّ الجيش المتعب والمنهك الموجود في غزة لم يحسم أمرها إلى هذه اللحظة، ولا يستطيع الادعاء بأنه انتصر في غزة، فكيف سيدخل في توسيع جبهة جديدة مع لبنان أو غيره؟».

ميدانياً، أعلن «حزب الله»، في بيانات متلاحقة «استهداف مجاهديه عدد من مواقع وثكنات العدو، أبرزها مبانٍ يستخدمها ‏جنود العدو في مستعمرة المطلة بالأسلحة المناسبة وأصابوها إصابةً مباشرة».

وفي بيان آخر، ذكر الحزب أنّه «وبعد متابعة ‏ومراقبة لِقوات العدو الإسرائيلي في موقع بياض بليدا وبعد رصد حركة لِجنوده، استهدفها مجاهدو ‏المقاومة الإسلامية بِقذائف المدفعية وأصابوها إصابةً مباشرة».

وشَنَّ مجاهدو ‌‏المقاومة هجوماً جوياً بمسيرة انقضاضية على تجمّع ‏لِجنود العدو ‏الإسرائيلي في محيط موقع المطلة»، واستهدف موقع المطلة ‏بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابةً مباشرة».

في المقابل واصل العدو عدوانه على لبنان، وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة، في بيان، أنّ «مسعفين اثنين من الدفاع المدني- كشافة الرسالة أصيبا بجروح طفيفة لدى استهداف العدو الإسرائيلي لفريقهم بقذيفة هاون فيما كان الفريق يقوم بواجبه الإنساني لتفقد آثار الغارة التي كان قد شنها العدو على بلدة طيرحرفا. وقد نقل المسعفان إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم».

سياسياً، أشار الرئيس بري إلى أن «ما طرحناه في 31 آب من تعديلات في مبادرتنا حول الملف الرئاسي هو آخر ما يصنعه الإنسان». وقال: «كل أطراف الخماسية أيَّدت مبادرتنا الرئاسية بالمفرق، فما الذي يمنع إعلان تأييدها بالجملة».

ونفت مصادر إعلامية محلية حصول اجتماع للجنة الخماسية في دارة السفير السعودي وليد بخاري اليوم، وخصوصًا أن السفير المصري في عطلة خارج لبنان. وأفادت بأنّ «الموفد الفرنسي جان إيف لودريان سيزور لبنان الأسبوع المقبل بين 24 و25 أيلول واللجنة الخماسية تنتظر نتائج زيارته لتبني على الشيء مقتضاه». وأشارت مصادر «الخماسية» وفق المصادر عن احتمال الدعوة لحوار برئاسة لودريان، إلى أنّ «ما من أمر مستبعَد. دعونا ننتظر زيارة لودريان وبعدها لكل حادث حديث».

Leave A Reply