الجمعة, سبتمبر 20

لبنان يواجه “إسرائيل” في جلسة أممية… مرحلة جديدة في الميدان واستنفار في الداخل

كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: انتقلت جبهة جنوب لبنان إلى مرحلة جديدة، ووتيرة الغارات الجوية التي نفذها الطيران الحربي الإسرائيلي على دفعتين أمس، دليل على أن مستوى التصعيد يرتفع من دون إمكانية الجزم بعد بالاتجاه المستقبلي لمسار الميدان.

يأتي هذا التصعيد الميداني على وقع مجزرتي “البجير” و”اللاسلكي”، اللتين اعتبرهما الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ضربة كبيرة أمنياً وإنسانياً، وغير مسبوقة في تاريخ المقاومة ولبنان وربما العالم. وعليه فإن ما بعدهما من أحداث قد تحملها الأيام القادمة ربما ترسم ملامح جديدة للصراع استنادا الى ما ألمح إليه نصرالله، في كلمته أمس، والتي رد فيها على التهويل الإسرائيلي بحرب تعيد سكان الشمال، مؤكداً أن السبيل الوحيد لإعادتهم هو وقف العدوان على غزة والضفة الغربية.

وإذ أكد نصرالله الوصول إلى نتيجة شبه قطعية بشأن ملابسات التفجيرات بانتظار التأكد من نتائج حاسمة، أعلن نصرالله أن العدو الإسرائيلي سيُواجه بحساب عسير وقصاص عادل من حيث يحتسب ومن حيث لا يحتسب، متجنباً تحديد المكان أو توقيت الرد، قائلاً: “الخبر هو ما سترون وليس ما تسمعون”.

وتعليقاً على كلام نصرالله، اعتبر العميد المتقاعد ناجي ملاعب في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية أن خطابه يمكن أن يحمل عنوان “العضّ على الجرح” في سبيل المتابعة والتأكيد على عدم التخلّي عن استراتيجية دعم الفلسطينيين في غزة. وأن هذا الكلام لا يعبّر فقط عن حزب الله بل عن كامل المحور.

ورأى ملاعب ان المقاومة معنية بتخطي مسألة الاتصال لأن الاتصال هو عصب العمليات العسكرية. وعندما يُضرب هذا الجهاز سواء بمنع استعمال الهواتف الذكية أو الدخول على أجهزة “توكي ووكي” يصعب استبداله في زمن قريب.

ولاحظ ملاعب أنه على المستوى العسكري لم يتمكن العدو الاسرائيلي من استغلال ما جرى بدليل حسن المرابطة على الحدود والحضور بالأنفاق والكمائن والصواريخ على الجبهة.

بالتوازي، تتجه الأنظار اليوم الى جلسة مجلس الأمن الدولي حول خرق أجهزة الاتصالات يومي الثلاثاء والأربعاء، بطلب من لبنان. وقد اتجه وزير الخارجية عبدالله بو حبيب الى نيويورك للمشاركة فيها، ونقل صوت لبنان والمطالبة بقرار إدانة واضح للاعتداءات الإسرائيلية.

وفي هذا السياق، وتحضيراً لهذه الجلسة، أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتصالاً بكل من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، حيث جدّد موقف فرنسا الداعم لتجاوز الأوضاع الراهنة التي يمر بها لبنان، ودعا جميع الاطراف الى ضبط النفس وعدم التصعيد الذي لا يفضي إلى أي حل.

كما تلقى ميقاتي اتصالاً من وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، الذي عبّر عن تضامنه مع لبنان في المرحلة الصعبة التي يمر بها، معزياً بضحايا التفجيرات التي حصلت في اليومين الأخيرين.

وأعرب عن قلقه العميق إزاء تصاعد التوترات وسقوط الضحايا المدنيين في لبنان، مشدداً على الحاجة الى السعي لإيجاد حل يفضي الى استعادة الاستقرار والأمن عبر الخط الأزرق.

وقد شدد ميقاتي على أولوية وقف العدوان الاسرائيلي المتمادي على لبنان وشعبه.

على الأرض، استمرت المستشفيات في مواكبتها للمصابين، بعدما نجحت على مدى يومين بامتصاص هول الكارثة التي وقعت. وأشار وزير الصحة العامة فراس الأبيض في حديث لجريدة الأنباء الالكترونية الى ان “القطاع الطبي استطاع استيعاب عدد الإصابات الكبير وتقديم الخدمات اللازمة ولا يزال. فنحن لدينا أهم الاختصاصيين في العالم العربي، وأنا واثق بقدرتهم على تقديم الخدمات اللازمة”.

وأكد الأبيض أن “القطاع الصحي سوق يقوم بواجباته وخاص أننا وضعنا خطة طوارئ ونعمل على أساسها ونرفع جهوزيتنا. فنحن أمام حرب جديدة وطريقة الاعتداء التي حصلت غير مسبوقة، وللمرة الأولى يشهد العالم استعمال أجهزة لا سلكية كسلاح”، مؤكداً رفع الجهوزية إلى أقصى درجة ممكنة.

ودعا الأبيض الضمير العالمي والمجتمع الدولي أن يضع حداً للتوحش والغلو الإسرائيلي، مشدداً على أن ما حصل هو جريمة حرب بكل ما للكلمة من معنى.

يبقى الترقّب سيد الموقف لما يمكن أن تقوم به إسرائيل في ضوء التهديدات والحشود على الحدود مع لبنان، وهو بكل الأحوال يتطلب داخلياً تضامناً ووحدة موقف ليتمكن البلد من مواجهة وحشية إسرائيلية جديدة متوقعة في أي لحظة.

Leave A Reply